الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٢:٠٥ صباحاً

التّحضــر الغائــب ..!

أحمد عبدالله جحاف
الاثنين ، ٢٨ يناير ٢٠١٣ الساعة ١١:٤٠ صباحاً

"كان الناس فى عصور سابقة لا يبحثون عن التقدم بقدر بحثهم عن التحضر ..
بات الان العالم كله يبحث عن التقدم ولا يهتم سوى بترسيخ قواعد التحضر .."

فى اليمن ..
لا نبحث عن أى منها ..

بهدوء شديد بحثت عن مظاهر الحضارة فى اليمن فلم أجد كثيرا ..
الحضارة والتحضر سلوك غائب بشكل عام ..

أنزل معى للشارع الان وأنظر جيدا لسلوك كافة أطياف المجتمع اليمني على إختلاف طبقاته ...

- إلقاء القمامة من الكبير والصغير ..الغنى والفقير ..

- السير بدون إحترام لكرامة المواطن أو أدميته ... وعدم إحترام كامل للقوانين ..

إذا غاب الامن ...غاب النظام ..وإنفلتت سلوكيات الناس أكثر وأكثر ..

- إستخدام كافة أشكال الازعاج وعدم إحترام خصوصية الاخرين ..
(شخص يريد أن يبنى بيته ..فيحضر العمال بعد منتصف الليل حتى الفجر ..لا إحترام لمريض أو كبير فى السن أو حتى شاب أراد النوم فى هذه الساعات القليلة ليقوم مبكرا سعيا لعمله فى اليوم التالى ..)

فلتسحق أدمية الاخرين ..ولتدهسها الاحذية دهسا ما دامت مصلحتك الشخصية أهم ..

- جهل وإنعدام سلوك و قلة أخلاق و تدين لا يستخدم سوى فى الصلاة وفقه الطهارة وتعدد الزوجات..

حقا قالها الشيخ محمد عبده ..بعد رجوعه من فرنسا عام 1881 م ..

" ذهبت للغرب ، فوجدت إسلاما ، و لم أجد مسلمين ، و لما عدت للشرق ، وجدت مسلمين ، و لكن لم أجد إسلاما "..

والله يا شيخنا ما تغير الحال ..ومازلنا أمة جهل لا تقيم الدين المعاملة ..

فشلنا فى مظاهر الحضارة ..

كما فشلنا فى أى مظهر من مظاهر التقدم العلمى والتكنولجى ..

أتحداك أن تذكر 10 أشياء حولك الان أيا كان مكانك .. وتجزم أنها صناعة يمنية خالصة لم تمتد لها أيدى شخص غير يمني او عربي ...

أنت أصلا تقرأ هذا الموضوع على الانترنت المُخترع من علماء الغرب الكفرة ..

وتستخدم فى ذلك جهازا لم يوضع فيه مسمارا يمنياً او عربياً (لاب توب أو كمبيوتر أو موبايل او ..أو ..)

فمتى ستنهض الامة ؟؟

فقط إذا تغيرت منظومة التعليم ..تغيرا حقيقيا ..لا تغيرا شكليا ..

طالب الثانوية الان الحاصل على 90 % لا يجد كلية محترمة تقبله !!

هذا الطالب الذى لم يتعلم سوى تراكمات من الصم الممنهج ..والرتابة التقليدية فى أساليب الامتحانات .. لا يجيد أى مهارة خاصة تميزه كفرد سيكون مستقبل الوطن فيما بعد ..

عندما نعود الى تّعلم دين المعاملة الحقيقى.. لا دين التشدد الطائفى العنصرى ...سنكون أمة ذات شأن ..تنهض.. وتتقدم ..وتتحضر ..

القضاء على الامية .. لابد أن يكون مشروع قومى ..
فرض مظاهر التحضر الحقيقية ..

تغيرو تشكيل وعى بمفهوم التحضر والحضارة لكافة المواطنين
إحترام أدمية الانسان أى كان مذهبه أو دينه أو طائفته ..
محاسبة الفاسدين ..المستغلين ..المستهترين ..المخربين ..

كل ما سبق كلام مكرر ..أعيده مرارا وتكرارا ..آملا أن يكون هناك من يسعى لتحقيقه يوما
بعيدا عن كلام الانشاء الذى مللناه ..

لست أول من يكتب أو يتكلم ...

لكن هذه لتّذكرة ..

علّ الذكرى قد تنفع القارئين ..