السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١٢:٥٦ مساءً

إلى العلماء ....ولو دعيت لمثله لأجبت

عبدالسلام راجح
الاثنين ، ٢٨ يناير ٢٠١٣ الساعة ١٢:٤٠ مساءً
في ذكرى المولد النبوي,نستذكر المعاني النبوية ونستقي من معينها الصافي كلما يسموا بحياتنا ويرقي بها الى ذرا المجد والشرف والعزة والمنعة,فالسيرة النبوية مليئة بهذه المعاني التي نحن بحاجة ماسة إليها في المرحلة الراهنة التي يمكن وصفها بالصعبة ويدرك الجميع أننا يجب أن نجعل من المولد قاعدة قوية ننطلق بها في حوارنا القادم ,لأن من عاداتنا المحبة والوفاق والحكمة.

يذكر النبي الكريم لأصحابة حلف الفضول الذي حضره في الجاهلية..وعقب قائلا"ولو دعيت إلى مثله لأجبت" بينما نجد بعض العلماء الذين كرسوا جهودهم لشن حملة واسعة النطاق على الحوار, واطلقوا عياراتهم من فتاوى تنذر بكارثة ستحل بديننا في عقر داره وبين أبناءه ,وكأنني بهم أهل حل وعقد هذا البلد ,الذين هم أدرى به من غيرهم ,وبالرغم من قلة عددهم إلا أنهم لا يلقون لإجتهادات غيرهم ويمضون في طريقهم غير أبهين لما سيحل بهذا البلد تحت ذريعتهم الناقصة مع احترامي لهم.

العلما هم ورثة الأنبياء ورسالتهم في الحياة السير بين الناس بالنصح والإرشاد ونشر المحبة والسلام ,والدعوة إلى الإتفاق, هذا بالنسبة لعلاقة العالم بالمتعلم .أما علاقتهم ببعضهم فيجب ان يعذر بعضهم فيما إختلفوا فيه ,فالشريعة الإسلامية هي منطلق تشريعنا وقاعدته الأساسية ,التي في ظلها ننعم بحوار يجمع شتات الأمس, ويحول دون وقوع كارثة الفرقة والإختلاف ونتائجها الكارثية على المننطقة بأسرها.

بإسم الشرعية والشريعة كاد القتل ان يكون فتوى مأجورة, دفع بها السفاح علماءه لتبرير قتله ودمويته في ساحات الحرية والتغيير ,لذا فحين أفلس وعجزت ألة القمع وتساقطت أوراقه أمام صمود الشباب,لبس عمامته وأطلق اشارته لعميانه أن اجعلوها فتوى لاتبقي ولاتذر ,فكانت الدماء تسيل والأجساد تحترق ,والوطن يمزق وعلما الصالح يدفعونه إلى المزيد "وإن زدت زدنا".

الشريعة على وزن "الذريعة" هي منطق القاعدة التي أرادت إغتيال الحلم قبل نموه والإنقضاض عليه في مهده, حينما أعلنت نفسها وصية على المجتمع, وأنها صاحبة الشأن والكلمة,فقتلت وذبحت وعاثت الفساد في الأرض ونصبت نفسها الحاكم الشرعي لهذا البلد وذلك بتمزيقه وارهاب الناس ولإاعتداء على أموال الشعب وتخريب الممتلكات العامة وكانت نتيجتها تشريد الألاف وتدمير المنازل والتنكيل بأعداء الشريعة,فكل من لا يتبعهم أو كل من يحاربهم ليسوا مسلمين ويجب قتالهم. وعرفنا ما كان من شأنهم في ابين والبيضاء وصنعاء وغيرها ولازلنا ندفع حياة الكثير من أبطال قواتنا المسلحة قرابين لدعوات الموت بإسم الشريعة.

ولنصرة شريعة "صرخة بصرفة"كان المراهق الصغير"الحوثي عبدالملك" يرهق نفسه بخطابات تبعث الاشمئزاز ,بتكلف غير مسبوق يفتقد لأبسط القواعد,يؤجج الحرب ويدعوا بالويل والثبور لكل أعداء"أم ريكا- ونصرائيل" .وبعد ستة سنوات من الحروب وقتل الجنود والأبريا ,لم تصل لحد التشبع بل واصلت ميلشياته العام الماضي وفي عام واحد, ثلاثة حروب في الجوف ودماج وحجة ويخطط حاليا لإذكاء حرب رابعة في ذمار...كلها بإسم شريعة "البطن الواحد" أنا و الطوفان من بعدي,غير مدركا ما تفعله مليشياته إلى جانب قوات الأسد من ارتكاب جرائم بحق الشعب السوري البطل,بعد عامين من الحرب والتدمير "تشابهت قلوبهم فلقد خرجت من بطن واحدة"وكما قيل البطن الواحدة تلد عشرات الفئران.

وللشريعة حكاية لا تقل عما سبق مع إخواننا علماء الحراك في الجنوب الذين يؤججون الصراع ويذكون نار الحقد ويؤدلجون القضية فتصبح مجردة من الحقوق أمام رجل الدين الذي صرح بأن الإحتلال لابد أن يواجه بقوة,فالمصلحة تقتضي فك الأرتباط مستندا إلى قاعدة الضرورة ,ومتناسيا ايات الأخوة والوحدة والإعتصام بحبل الله,فكلما تعلمه يقضي بضرورة تطبيق شريعة "فرق تسد"لا علاقة لها بالدين بقدر إرتباطها بحرف العلة "البيض" ولذلك تأتي فتواهم معلولة تحتاج لعلاج ..مع احترامي للحراك الحنوبي ككيان مستقل عن دوافع الدين السياسي.

تحت يافطة الشريعة كاد اليمن أن يكون منسيا ,صومال او افغانستان اّخر أو سمها ماشئت فقد كان الباب مفتوحا على مصراعيه بإنتظار احد الحلول السابقة, فقد تكاثر الأبطال وكل يغني ليلاه ويدعوا وصلا بشريعته.

الحوار منهج نبوي دعا إليه النبي عليه الصلاة والسلام بل رغب أصحابه فيه ,ولتنذكر قوله دائما "ولو دعيت لمثله لأجبت" يعني حلف الفضول,لذا نقول لعلمائنا هل كانت شريعة الإسلام موجودة يومئذ يعني هل كان حوار"الفضول" تحت سقف الشريعة وهل يعتمد على مرجعيته,هل كان أعضاء حلف الفضول مسلمون ؟وهل كان رئيس الحلف عالما بالدين؟ وهل كان في الحلف هيئة علماء؟كلها تساؤلات تحتاج منا الى وقفة جادة خالية من شوائب الذات ,نغلب المصلحة العامة ,ونكون دعاة لهذا المؤتمر الوطني الذي يعتبر المخرج الوحيد لهذا الوطن من بوتقة الصراع ..

"وألف بين قلوبهم"فهي مشية الله لهذا الوطن التي هي مدعاة لشكره في كل وقت وحين ,أخرجنا من شبح الحرب إلى سعة الأمن..ومن نزوات الإختلاف إلى روعة الإتفاق والتوافق ..ومن عداوة الأمس إلى محبة اليوم والغد..ومن ضيق الفرقة إلى نعمة الوحدة.