الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٥:٢٠ مساءً

كلمة الحق الذي أراد الماوري بها باطل

محمد الحميدي
الأحد ، ٢٨ أغسطس ٢٠١١ الساعة ١١:٠١ صباحاً
لايختلف اثنان على إن الأخ/ محمد الماوري كاتبا" وإعلاميا" لامعا" يكن له الكثير من أبناء الوطن جنوبا" وشمالا"كل الاحترام نظرا" لمواقفه ألوطنيه ونشاطه الحقوقي والإعلامي في كشف حقائق نظام صالح والدفاع عن كثير من قضايا الوطن ومستجداتها ولم يكن اختياره كعضوا" في المجلس الوطني لقوى الثورة بمحض ألصدفه بل كان بمثابة تكريما" واعترافا" لدوره ومكانته الخاصة في قوى الحراك الثوري ا لتي تشهدها اليمن في الداخل والخارج .إلا إن ماورد في مقالته التي طالعتنا به بعض المواقع الاعلاميه بعنوان (معارض شمالي يعتبر المناصفة المناطقيه للمجلس الوطني أهانه للشمال) قد هالتني خاصتا" وانه عرف بالوسطية والاعتدال والمنطق في طرح القضايا وحواراته ولم نلمس للمناطقيه اوالعنصرية أي وجود في قاموس لغته وا ظهر تعاطفا" واضحا"مع أبناء الجنوب عند تناوله لقضيتهم وكثيرا" ماندد وا ستهجن أفعال وجرائم السلطة بحقهم فماذا غير مواقف الرجل ومفردات لغته ألان؟ وهل وجوده في عضوية المجلس الوطني لقوى ثورة التغيير و رفض قوى الحراك الجنوبي الاعتراف بالمجلس وانسحابهم منه أي علاقة بالأمر لكي يتجاهل وضع الجنوبيين ويغيير قيمه ونظرته للأمور عندما قال("أنا كمواطن يمني مولود في الشمال قد يسيئني فك الارتباط مع الجنوب ولكنه لا يهين كرامتي، أما التقاسم ألمناطقي الذي يحولني إلى ربع مواطن في بلدي فإني سأرفضه لأن الثورة الشبابية قامت من أجل المواطنة المتساوية").

وهو ممن لايخفى عليهم إن الأمر لايندرج ضمن القيم التي يدعيها بقدر مايندرج في إطار الوفاق والتسويات السياسية لتوحيد قوى الثورة وإمكاناتها لإسقاط بقايا النظام خاصتا" وأننا في مرحله لها خصوصيتها إذا ما أردنا تصحيح الأوضاع ورفض التوريث السياسي لبعض القوى كما إن طرح مثل هذه الأفكار يدعم مساعي البعض لإقصاء الآخرين من الساحات تحت مفهوم واحديه ثورة التغيير في اليمن على اعتبار إن ثورة الجنوب امتدادا" لها وليس العكس وهي الثورة التي سبقتها بسته عشر عاما" قدمت خلالها الكثير من التضحيات بلغة (2000)شهيد و(15000) جريح و قرابة ( 30,000)معتقل لازال الإلف منهم في سجون النظام حتى ألان وعلى رأسهم رئيس المجلس الأعلى للحراك الجنوبي (الأستاذ/حسن باعوم ) الذي لم يرحم النظام وضعه وكبر سنه ولا إمراضه المزمنة وغيبت الثورة مع من معه ذكراهم منذ قيامها بالاضافه إلى مئات الإلف من الموظفين المسرحين قسريا" من وظائفهم ومثلهم من المضطهدين وظيفيا" والعاطلين بسبب انتمائهم ألمناطقي وشردت الإلف من الأسر وكبدتهم خسائر مادية قدرت بالمليارات . فهل من العدل إن نجير ثورتهم لصالح ثورة التغيير دون إن نقيم أي وزن لتضحياتهم تلك ولا نبدي أي احترام للمبادئ والقيم التي نضالوا في سبيلها وأزهقت أرواح و دماء أبنائهم لأجلها ونختزلها في مكون ثوري كائتلاف أو كيان من مكونات الساحات.

لذالك كان من الطبيعي إن يرفض أبناء الجنوب الاعتراف بالمجلس الوطني للثورة ويرفضون عضويته رغم النسبة الكبيرة التي خصصت لهم فيه ليس لموقفهم من الثورة فحسب وإنما رفضا" للوصاية التي تمارسها بعض القيادات الحزبية والقبلية والعسكرية على الثورة ولغياب الرؤية الصحيحة لدى الثورة عن وضع ومستقبل الجنوب بعد انتصارها.
كما إن مايقوم به المتسييسين الجدد من محاولات لتسويق مفهوم أحادية ثورة التغيير السلمية لإلغاء واحتواء ثورة الحراك الجنوبي السلمية إلام الحقيقية لثورة شباب التغيير لايخدم أبناء اليمن عامه ولاابناء الجنوب خاصة ولا يقل شناعتا" عمى ارتكبه النظام في الفترة الماضية من محاولات لتجريد ثورة أكتوبر من خصوصيتها وتسويقها كفرع لثورة سبتمبر وهدف من أهدفها لخلع صفة الثورة عنها وتجييرها وإلغاء تاريخها وتاريخ الجنوب وإعادة صياغة وكتابة تاريخ اليمن وفقا" لأفكاره بهدف طمس الهوية الجنوبية وثقافته والقضاء على كل مكوناته التاريخية وموروثة الإنساني والحضاري تحت مسمى واحديه الثورة استكمالا" لأهدافه التي بداءت بإلغاء مشروع الوحدة الاندماجية عام 1994م واستبدلها بوحدة القوه والضم والإلحاق ومشروعيتها القانونية بمشروعية الحق التاريخي و مفردات عودة الفرع إلى الأصل لتبرير الوضع القائم.

وفي الأخير نقول لهواء إذا أردتم تجاهل كل تضحيات أبناء الجنوب اسألوا أنفسكم أين كنتم عندما ألغى النظام مشروع الوحدة وأعلن الحرب ضد نسائهم وأطفالهم وكهولهم واستباح كرامتهم وأهدر دمائهم وشرد عائلاتهم وطردهم بطريقه أو بأخرى من إعمالهم ونهب ممتلكاتهم ؟ اينكم عندما حول النظام أبناء الجنوب إلى رقيق وقله من المضطهدين بعد إن كانوا أحرار أعزاء في أرضهم وعاملهم ليس كأرباع المواطنين كما قدر الكاتب حاله في مقالته بل أعشارهم ؟ ونسأله عن إي مواطنه متساوية يتحدث وهم لم يروها في دولة صالح و نجهلها في المستقبل إذا كانت قوى الثورة قد تجاهله ثورة وتضحيات أبناء الجنوب وغيبت من وثائق وأدبيات ثورتهم ولم يعتذر أو يرجع حتى ألان الكثير من مرجعياتهم عن فتاويهم بإهدار دماء الجنوبيين ممن يدعونهم للشراكة معهم في صنع المستقبل ؟ولماذا تجعلون من أنفسكم أوصيا على حقوق الجنوبيين وتقررون مصيرهم ورغم كل ذالك إلا أنهم عندما وجدوا أبناء اليمن هبوا للتحرر من قيودهم لنيل حريتهم والقضاء على النظام الذي أستبدهم تناسوا ألامهم ولملموا جراحهم والتفوا حولهم لنصرتهم وآزروهم بدمائهم وأموالهم وقدموا الكثير من الشهداء ويفترض إن يقابل إيثارهم ووفائهم هذا بالوفاء وليس بالنكران والمحاصصه والجحود وتجاهل قضيتهم وتغييب حقوقهم.

إن تبني مثل هذه الأفكار والجهر بها خاصتا" ممن منحوا ثقة الجمعية الوطنية لقوى ومكونات ثورة التغيير السلمية لايخدمها بقدر مايخدم النظام ولا يعزز الوحدة الوطنية والتلاحم لمواجهة بقايا النظام , ولكي تخرج الثورة من عنق الزجاجة يجب إن لايقع المجلس الوطني في الأخطاء التي وقع فيها النظام وينظر للقضية الجنوبية بتلك النظرة القاصرة بل يجب إن يحدد موقفه منها بوضوح ويضع الروئى الصحيحة لمعالجتها بما يرضي أبنائها و يعيد اعتبارهم ويصحح مفاهيم الوضع القائم كمفهوم الحق التاريخي وعودة الفرع للأصل ويلغي وسائل الاستقواء ومفردات الضم والإلحاق وتعميد الوحدة بالدم عمل على إعادة تصحيح الوحدة على أسس قانونيه صحيحة تحقق مصالح ابنا ء الشمال والجنوب يكون مصدرها أبناء الشعب وليس المشترك أو مجلس الثورة أو المؤتمر والاشتراكي وذالك لدفع أبناء الجنوب إلى الالتفاف حوله وتفويت ألفرصه على من يسعون لإفشال ذالك وليس عيبا" إن نعود بالأوضاع إلى ألنقطه الذي اختلفنا فيها وافترقنا بعدها لكي نكمل مابدئناه ونستطيع إن نمضي قدما" في بناء وتطوير اليمن ونحقق أهدافنا وحريتنا ونرسخ قيم العدالة بدلا" من تبني مطالب حقه لتحقيق بها باطل أو الدعوة الى مفاهيم تجاوزها الزمن وإحداثه.