السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٧:٤٧ صباحاً

"ألين قلوبا وأرق أفئدة"كيف يقرأها الأشقاء؟

عبدالسلام راجح
الثلاثاء ، ٢٩ يناير ٢٠١٣ الساعة ١٢:٤٠ مساءً
لا يختلف اثنان على حجم المعاناة التي يلاقيها المغترب اليمني سواء العامل أو الطالب أو التاجر فكلا منهم وجه للمأساة المتكررة والتي لا تلقى الاهتمام الحكومي أو على الأقل اجتماعا استثنائيا يناقش حجم المعاناة الملازمة للإنسان اليمني خارج البلاد, وكأنني بها نسخة للمعاناة التي يلاقيها المواطن داخل البلد تسافر معه وترحل إلى كل بلدان العالم.

صحيح لدينا وزارة مغتربين ,من شأنها متابعة أوضاع المغترب اليمني والعمل على توفير السبل المناسبة ومحاولة حل إشكالاتهم إلى جانب وزارة الخارجية المعنية بمتابعة قضايا اليمنيين بما فيهم السجناء في غونتاناموا أو في السعودية او في بقية الدول,وكما هو الأمر لوزارة التعليم العالي المسؤلة الأولى عن الطالب المبتعث التي يجب أن تولي الطالب اليمني جل اهتمامها ,لأنه وجه اليمن وصاحب رسالة يستحق إجراء فوري يعالج قضاياهم ويتلمس معاناتهم عن قرب
لكن مايثير الأسى أن تظل قضايا المغتربين معلقة بين الاستجابة والرفض وبينها أمور تطفوا على السطح تكدر النفس وتبعث الأسى ,لأن اليمني هو الوحيد مجهول الهوية ,داخل البلاد وخارجها في ظل انشغال الأطراف السياسية بالمماحكة فيما بينها,وهذا ليس بالجديد فقد عمدت السياسات الماضية على تضييع الهوية اليمنية لدى المغترب اليمني وجعل البعض منهم يسعى للحصول على الجنسية من أي دولة كانت, بل ويصل بالبعض أن ينكر أصله,والسبب معلوم لدى ساستنا الذين جعلوا من اليمني إنسان من الدرجة الأربعين وإن علا.

العديد من المغتربين يشكون سوء المعاملة وخاصا في دول الخليج العربي ,حتى وصل الأمر إلى تفضيل الهندي والبنجالي والباكستاني على اليمني الذي قال عنه النبي الكريم "الين قلوبا وأرق افئدة"لقد صارت قلوبهم تشكوا إلى الله بثها من سوء المعاملة والمصير المجهول الذي يراود أنامل طالما بح صوتها وهي تبحث عن ضمير أو ذرة من إنسانية تستجيب لهذا الإنسان وتعامله كغيره من البشر.

اليمني في دول الجوار بين التهريب والموت على الحدود بين قهر الضمين,وغيرها من معاناة إنسان تسافر أحلامه وتفر من جحيم إلى ما هو أشد ,كالمستجير من الرمضاء بالنار ,ولكنه مسلسل لا ينتهي من البحث عن ما يسد الرمق ويكفي عن الحاجة والتكفف ورفض البديل المحرم من السطو والنهب.

اليمني أصبح سجلا مفتوحا لامتهان الكرامة والتغييب المقصود والإنكار مع الإمعان في الإذلال والاحتقار,كل هذا لأن ذنبه الوحيد أنه "يمني" وليس له ذنب فهي مشيئة الله, وليس بغريب فقد صرنا في زمن يهان فيه الشريف العفيف,ويمتهن فيه الكريم.ولا ننسى أن اليمني صاحب حضارة سطرها القران بسورة أسماها الله باسم دولتهم كرمز على الأصالة والحضور المتجدد ,حتى وصفهم النبي بالحكمة ومن قبله نبي الله سليمان,وهي شهادة يفتخر بها اليمني إلى أن يلقى الله على حدود الجوار أو بين يدي الضمين وسلطته الجائرة أو معتقلا منسيا.

وهنا لابد من رسائل نوجه أولاها لقادة الخليج عامة ولملوك المملكة العربية السعودية خاصة,أن تغير نظرتها إلى المغترب اليمني و تسقط ما وقع عليه من ظلم, فالواقع تغير فمن خانهم بالأمس قد ولى إلى غير رجعة,فالواجب عليهم أن يعاملوه معاملة الملك فيصل أو معاملة ماقبل حرب الخليج ,لأن اليمني هو الحارس الفعلي للخليج من جهة الجنوب و بوابته الإستراتيجية الخلفية,فالمتربصين كثر ومطامعهم برزت على السطح ونيرانهم تكاد تلتهم خيراتهم ,وما عليهم سوا تدارك الأمر وكسب قلوب اليمنيين وتبني سياسة جديدة تفتح صفحة جديدة تنهي معاناة آلاف اليمنيين في دول الخليج, فأحقاد إيران تحاول جاهدة استمالة العديد من الأطراف السياسية والاستفادة من سياسات المعاملة تجاه المغترب اليمني لصالحها وتأجيج نفوس المغتربين,فالحل يا أشقائنا في مد يد العون والرفق بالمغترب اليمني والتخفيف من معاناته فأنتم بالخير معروفون ولنا في رسولنا القدوة الحسنة,فلنجعل من مولد النبي مولد علاقة أخوية حميمة تعبر بالمنطقة إلى أفاق الأمن والاستقرار والتقدم والإزهار
ورسالتي الأخرى إلى القيادة السياسية وحكومة الوفاق أن تبدأ في حل مشاكل اليمنيين العالقة في كل مكان وتشكيل لجنة لمتابعة أحوال اليمنيين باعتبارها إشكاليات يجب أن تلقى أذانا صاغية بعد أن صمت زمنا,عليها أن تضع جدولا زمنيا لحل كل مشاكل اليمنيين وتقوم بتغيير كل من لم يسعى إلى حلها أو كل من يعيق عمل اللجنة ,فالتغيير الداخلي يجب أن يلامس أيادي إخواننا المغتربون في كل مكان.

وأخير رسالتنا إلى كل إخواننا المغتربون أن يطالبوا بحقوقهم المشروعة وأن يوصلوا رسالتهم إلى الحكومة في أي وقت