الثلاثاء ، ٢٣ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٢:٣٧ مساءً

ليس بالمبادرة بل بالإثرة والمواطنة

حسام السماوي
الاربعاء ، ٣٠ يناير ٢٠١٣ الساعة ١٢:٤٠ مساءً
لا يلبث الأمل يلقى حتفه في كل محفل من محافل الحرية والانتصار للشعب، حتى أضحت أرض السعيدة كنار جهنم لا يموت فيها الشعب ولا يحيا، لا لفساد في رأي ولا لضيق في أفق، بل لانسياق الأعناق لهواة الإغراق، فمن بلدة ذات سيادة إلى منتدى لتبادل الخبرات السياسية لدول الجوار، لأن كل الأحزاب السياسية سرعان ما تفر من خيار المواجهة، لترتمي في أحضان التآمر والمبادرة، لتجهض أحلام شعب وتوئد أحلام فئات أُخر، وإلا فأي ديمقراطية ترتجى من ممالك الدكتاتورية؟ وهل يمكن أن تكون لأنهار الحرية والديمقراطية منابع من قفار الدكتاتورية؟

جميعنا يعلم أن الممالك والإمارات عموماً والعربية منها خصوصاً لا ترجو نجاحاً لثورة ولا خلاصاً لشعب، لأن نجاح الثورات وخلاص الشعوب من حولها يسلب الملوك والأمراء فاتنيتهم، ويهدم لشعوبهم مفتونيتهم، فيبث في قلوب الملوك والأمراء الوجل، ليبعث في نفوس شعوبهم الأمل، لذلك يكون تزعزع الأوضاع وتدهورها في كل بلد نشبت فيه ثورة مطمع كل ملك وغاية كل أمير، ليجعل من قسوة التزعزع وعنف التدهور سيفاً يسلط حده على أعناق شعبه فيما لو فكر أن يثور.

قديماً قال الشاعر:

ومكلف الأشياء ضد طباعها كمتطلب في الماء جذوة نار
وحال الأحزاب السياسية في اليمن كحال من وصف، فإذا كانت الحرية كحلم والديمقراطية كأمنية حبيستان في النفس لا تراود شعوب تلك الممالك والإمارات، للطبيعة الدكتاتورية لأنظمتها، فأية ديمقراطية ترتجى وأية حرية تجتدى من تلك الأنظمة، فعبثاً نجتدي وغياً نرتجي.

ختاماً ليست الديمقراطية والحرية أعطية لتوهب ولا صنعة لتجلب، بل هما حقاً يكتسب، ليس بالمبادرة بل بالإثرة والمواطنة، فلا تجعلوا مصالح الأحزاب سقفاً للمطالب ومنتهى المآرب، فمصلحة الوطن هي الغاية الشريفة التي يجب وضعها نصب كل عين، دون تآمر لحزب أو كيد لآخر، فآثروا الوطن على سواه، وانسلخوا من قوقعة التحزب لأن الوطن أهم وخيره أعم، ومجده شامل جامع ودونه هلكة المطامع.