السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠١:٢٩ مساءً

بُعبُع الحوثي

وليد تاج الدين
الخميس ، ٣١ يناير ٢٠١٣ الساعة ٠٦:٤٠ مساءً
عندما ظهر الحوثي في صعده خافوا من ظهوره وقرروا القضاء عليه نهائيا وحشدوا كل الأدوات لهذا الغرض, وعندما واجههم الحوثي ودافع عن نفسه وأهله وأبدى قدرة في ذلك زادت مخاوفهم منه أكثر وقرروا إعادته إلى مربع الظهور الخافت في نطاق بعض مديريات صعده, وعندما لم يستطيعوا ورأوا اتساع حجم التأييد متجاوزا نطاق صعده أرادوا إعادته لحصاره في داخلها, وهكذا يفشلون كل مره لأنهم يرفضون الواقع بمتغيراته.

أما تمدد الحوثي وسرعة التفاف الناس حول فكره في الوقت الذي تنكمش القوى المعادية له فهو ببساطة استطاع ان يلامس تطلعات فئة واسعة من اليمنيين وكان لتضحياته في سبيل تبني تلك التطلعات اثرا في نفوسهم وزاد التنكيل الذي لحق به من حجم التعاطف والتأييد, ودفع الكثيرين لدراسة الفكر الحوثي والتغلغل لفهمه حقيقة, وكان هذا في مصلحة انتشار الفكر وليس ضده.

ولضرب مثال أكثر وضوحا فالثورة جذبت إليها ملايين الناس على اختلاف انتماءاتهم لأن شعاراتها وأهدافها كانت تلامس تطلعاتهم وأحلامهم ولم يريبهم حينها تهافت أشباح وإمعات الماضي عليها، بل كان الناس يحملون هدفا أكبر من تفكير ضيق كهذا، بما فيهم الحوثي الذي وجد جزءا من أهدافه وتطلعاته ضمن هذه الثورة, فبادر بالانضمام على عكس توقعات الجميع، ولم يبدأ الناس بالاستياء من نتائج الثورة إلا حينما خرجت عن تطلعاتهم النبيلة, وبدأت الأهداف بالتلاشي والضياع.

ولذا فعلى خصوم الحوثي أن يطمئنوا ويضعوا في بطونهم بطيخة صيفي, ويهملوا القلق والحساسية من احتفالاته وحضوره القوي, لا بد أن يدعوه يدخل ميدان الاختبار الذي دخلوه وفشلوا فيه, وحينها سيكون عليه أن يثبت إما نجاحه وسيكون نجاحا مشروعا وناضجا, وإما فشله وسيكون فشلا لاشية فيه ولا دماء ولا أشلاء، وعليهم ايضا ان يوقفوا الهجوم الإعلامي والسياسي الممنهج والتحريض والكيد، لأن هذا السلوك ثبت فشله في السابق ولم يؤدِ إلا إلى نتائج عكسية يزداد فيها الحوثي تمددا.