الثلاثاء ، ٢٣ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٣:٤٩ مساءً

سبرانوس جهنم

اسامه الدبعي
الجمعة ، ٠١ فبراير ٢٠١٣ الساعة ٠٢:٤٠ صباحاً
كل صباح أستيقظه مبكرا تتذاكرني كلمتي "نهب" و"إهدار" فتصيبني حالة غثيان لا أكاد أستسيغها..فأحاولُ جاهدأً أن اتخلصُ مِن هَذا الصَباح وأن أَفرَ مِنه إلى مستقبل غَير ذي "نهب"و"إهدار"والمخلوق الوحيد الذي يحدُ بيني وبين ذاك المستقبل هو "سبرانوس"هذا المخلوق الذي يتأبط شراً كُلما قابلته أو حتى ألقيت عَليه التَحية..وكَثيراًماينطقُ سَفهاً ..

وهَاهِي الثورة تَفشلُ بالوصول إلى التحضرِ كَعادَتها منذُ عَرفتها..

فَماذا يَنتظِرُني شَعبي ليَنتَفضَ ثائراً عَلى ثَورته ..!!

هَل ينتظرني ان أقضي عُمري منهوباً مُجرداً حَتى مِن "لا "الزاجرة ..التي تَزجرُ الناهبَ وأهله..

أم يُريدني شعبي أن أصنعَ مِن نَفسي بوعزيزياً آخر ..!!

إلى متى سيبقى شعبي يبتسمُ خائفاً مُجاملأ ..كُلما صادفَ ذاك المتوحش"سبرانوس" رغم أنه يُدرك أن "سبرانوس"خانقه فقرا وجُوعاً ..

وكونَ سِبرَانوس حَارساً لجهنم فهو لَطالما حرص على ألا يَدخل جهنمه إلا من هُم على شاكلة "فِرعون" .. والحديث عن الفراعنة صار مملاً لكثرته هذه الأيام مع أنها أيام تتساقط فيها الفراعنه ...

وسبحان الله ..لطالما اكد لنا القرآن ان جهنم لايمكن تَصورها لِهَولَها إلا عِند رؤيتها رؤي العين ..

وعن جهنم "سبرانوس"وأهلها.. أنا لا أستطيع تخيلها لهولها أيظا وحقيقه لَم أرها لكني إشتميتها كثيرا .. ورأيت أثارها وتُصيبني شظاياها فهي تلفحني كُل شهر..وبشكل يَومي أرى أهلها فيصيبني السواد "فالنهب ممتلئ بِهم" ..و "ثورتنا هَزيلة"...

كُنتُ أظنُ ان ثورتنا أُريد بها تقديم حياة أفضل للوطن وشعبه ..وعِندما رأيتني في ثكناتها مُشاركاً ..أكتشفتها مبهرجة مُظلمة،حَقي وحُقوقي فيها مَنهوبة ..وخدَماتها سيئة,لايمكن الإعتماد عَليها في صناعة الحياة الأفضل...

ولطالما وقفتُ متأملاً زُوارها الوافدين بكثرة مِن الخارج ..لاحظتُ أن معظمهم يتسللون إلى حدودها ويتهربون إليها هُروبا من الغلاء ..والمهربين كُثر..فأنظر إليهم احياناً وأقول في نفسي إلى أين أنتم وافدون..؟!...إلينا..!!

لتعطوهم ريالكم الهزيل الذي لربما مكثتم شهوراً لتحصلوا عليه وعلى الأرجح إقترضتموه إقتراضاً لحاجتكم إليه ..

يالكم من مغفلين ياقومي ..فلقد كان الأجدر بِكم أن تأتوا بحيواناتكم إلينا ...فالمكان لايليق إلا بِها ..

فهاهنا سَتُحجَزُون طَويلا وستَموتون إنتظارالًى ان تُجهَز أوراقكم وها هُنا ماستحصلون عليه لن يُساوي رُبع تِلكَ الريالات التي تُنفقونها على عناء..

وياقومي ..ستجدون هنا شعبي صِنفان ..صنف كُله غَضب في وُجوهكم..يَكادون أن يَبتلعُونكم بأصواتهم الحِميريه البغيضه ..وصنف يختلسونكم ..ويصطفونكم لأنفسهم ..لتكونوا لهم عُملاء في الخارج ..لشركاتهم ..ومؤسساتهم الخَاصة ..وهذا الصنفُ الأخير صِنفٌ سمسر ضَميرهُ لأجل تلك الحُفنة الزهيدة ..في وقت الذي كان الأجدر به ان يكون مَلاكاً مُنقذاً ..لا شَيطَاناً مُستغلاً...والمُشكلة ..أن دساتير وأنظمة ثَورتنا تُشجع على تَنمية هذا الصِنف من الناس ..

هُنا في الثورة لا حق يُتلى إلا حق "سبرانوس"وزبانيته ..ولادُستور يُطبق إلا دُستور "سبرانوس" المُبجل..

هُنا في الثورة ..بَشرٌ مُضطهد ..لفقره يحتمل السَاعات الطوال يومياً ..يعمل ويعمل ...ليحصل في الأخير على مالا يَكفيه لِوحده رُبما إسبوعاً واحداُ ..وهُناك "سبرانوس"وزبانيته يُمارسون "النَهب" و "الإهدار"بشكل لا يُمكن أن يَتصَوره بَشر...بالتأكيد لأيُمكن تَصوره ..ببساطه لأنه "سبرانوس"...


"تَنهيده"

أنا أعلمُ أني كتبتُ هُنا ..

لأني لَم أكتب هُناك ..

ولهذا أنا شَرقي..

لأني لَم أكن غَربي ..

خلقت للنفط ..

وخُلقتُ من النفط ..

غيرأنه لم يَعد الشَرقُ ديني
وديني الغَرب ..

لَم أولد عَليه ..وسأحيا عَليه ..

وأنا لا أخشى المَوت..

فمنذُ نيف وقرن ..أماتني الشرق..

وأبقاني جُثة نفط ..

مَكرورة في مَداخنِ الهَوان ..