الخميس ، ١٨ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٨:١٧ صباحاً

نداء عاجل وهام !

د. علي مهيوب العسلي
الجمعة ، ٠١ فبراير ٢٠١٣ الساعة ٠١:٤٠ مساءً
إلى العزيز العالي السفير جمال بن عمر اليمني الاصل ...المحترم

لقد شعرت من خطابك في دار الرئاسة أثناء الاحتفال بأعضاء مجلس الامن الدولي الذي زار اليمن مؤخرا أنك اليمني الوحيد من بين الحاضرين الذي يتدفق فيه المشاعر الجياشة بحب اليمنيين والاحساس العالي بحجم معاناة اليمنين وما تعرضوا له ،وما قدموا من تضحيات في الساحات ، والذي لم يلحظ على خطابه التكلف ولا جمل الانشاء والمديح ،بل كان دقيقا جدا في كل ما طرحه ، من حيث الصياغة والمدلول . فلقد حاول بكل ما يملك من ذكاء وحكمة اليمني التي قال عنها النبي العظيم صلوات الله وسلامه عليه عندما قال: "الايمان يمان والحكمة يمنية أتاكم اهل اليمن وهم أرق قلوبا وألين أفئدة "؛ نعم لقد حاول ان يعلمنا جميعا معنى علم الكلام ، ومعنى العمل ، ومعنى أهمية الوقت ومعنى مرض الوهم الذي مازال ينتاب الكثير ممن يدعون الثورة من أن صالح ما زال يحكم، فقد كان واضحا جدا بغير عادته في الخطابات والتصريحات السابقة ، فقال: لقد أنتهى النظام السابق وإلى غير رجعة ،وعلمنا معنى الحوار وأهميته، ونصحنا بالتقاط الفرصة التاريخية لليمنيين ، والتي لم تمنح لأحد غيره من قبل المجتمع الدولي ،وأكد أنها استحقاق عادل لليمنين لنظافة ثورتهم السلمية ،وحذرنا مما يُدار في ثورات الربيع العربي من فوضى وتمنى على اليمنيين أن يعملوا بجد في سبيل إنجاح الحوار الوطني القادم والقريب جدا في الانعقاد ، وتمنى عليهم ان يعتمدوا على انفسهم في هذا الحوار ،وأكد ان العالم معهم ويرقبهم وسيقف بكل حزم ضد من يعرقلوا حلمهم الكبير في تحقيق الدولة المدنية الحديثة !

بعد الذي ذكرت وهو قليل جدا في حق ابن اليمن البار العزيز بن عمر ،وبالعودة الى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم وما قال في حق اليمنين من أنهم أرق قلوبا وألين أفئدة ،وتصديقا لحديث رسول الله وتاريخ الأمة العربية من أن أصلها من اليمن، ومن أنهم هاجروا إلى كل أصقاع العالم ،فلا شك عندي وكذلك إحساسي وشعوري الذي ارجوا ان لا يخيب! ؛ من أن بن عمر هو منهم وليس من يحكموننا في هذه البلدة الطيبة ،وعليه فإنني أناشدك وأنت المتابع الدقيق لشتى نواحي الحياة اليومية لشعبنا العظيم ،ولحكومته التي تهدر أموالاً وربما تمارس فساداً في كثير من الامور التافهة أن تتدخل بحق الانسانية وبحق ما كلفت به من متابعة الملف اليمني لإنقاذ جرحى ثورتنا التي أشادت بها ومن خلفك العالم المتحضر، وتفرض على الحكومة التي تتسلى بعذابات جرحانا وتتمتع ببردهم في اعتصامهم المفتوح أمام باب مقر حكومتنا ،بل وإضراب بعضهم عن الطعام سرعة إسعافهم وإنهاء هذا الملف الإنساني الذي لا يقبل التأجيل بأي حال من الاحوال !

كلنا أمل لما عرفناه عنك ،وللثقة الدولية التي منحت بموجبها الإشراف على الملف اليمني أن تبادر بسرعة الالتقاء بالحكومة والتعرف عن قرب لمأساة الجرحى ولأنينهم ، وأن تعمل الترتيبات السريعة لإسعافهم إلى الخارج ، وهم المستحقون قبل غيرهم من مسؤولي هذا النظام الذي لو تعرض لضربة برد ربما يُسعف إلى أرقى المستشفيات في العالم ،وندعوك معالي السفير وأنت من تريد لليمن الخير وبناء الدولة المدنية الحديثة ومحاربة الفساد مهما كان نوعه أو شكله ان تطلب بتشكيل لجنة تحقيق في المتاجرة بالجرحى والمساعدات التي مُنحت من بعض الدول لمعالجتهم وكيفية صرفها ولمن صرفت طالما وجرحى الثورة ما زالوا يعانون من جراحاتهم ، وللعلم معالي السفير أن الضحايا لديهم أحكاما تجبر الحكومة بعلاجهم ،وهاهم في اسبوعهم الثاني من الاعتصام ولم تَرِّقُ قلوب حكومتهم ، لا ولن تلين ، فحديث الرسول (ص) ينطبق عليك لا عليهم لا سامحهم الله!