الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٤:٥١ صباحاً

إشتدي أومة تنفرجي

عارف الدوش
الجمعة ، ٠١ فبراير ٢٠١٣ الساعة ٠٢:٤٠ مساءً
*سفر الإرياني مغاضباً سيوتر الوضع تمهيداً لإخراج جديد
* العودة للتاريخ الأثم للعبرة والاستفادة
*تاريخنا مليء بالخداع والخاسر الوحيد الوطن
*هل هناك أكبر من خدعة توقيع وثيقة العهد والإتفاق

" اشتدي أزمة تنفرجي " هذا شطر البيت الأول من قصيدة " المنفرجة " لإبن النحوي" رحمه الله من شعراء أندلسنا المفقود وشطرها الثاني " قد أذن ليلك بالبلج" وفي الثلاث الأبيات التالية للبيت الأولى :
وظلام الليل له سرج .. حتى يغشاه أبو السرج
وسحاب الخير له مطر .. فإذا جاء الإبان تجي
وفوائد مولانا جمل .. لشروح الأنفس والمهج

أكتفى بهذه الأبيات من القصيدة وهي طويلة أوردتها وهي أفضل تعبير عن بشائر مخرجات زيارة وفد مجلس الأمن الرفيع إلى اليمن والتي هلت علينا بأخبار سعيدة في مضمونها بداية لتوتر وأزمة شبيهه بتلك التي حصلت في رصيف ميناء الحديدة استمع فيها البطل الشهيد عبد الرقيب عبد الوهاب رئيس هيئة الأركان العامة قائد سلاح الصاعقة التي تحل ذكرى استشهاد الـ 44 في 24يناير من كل عام استمع هو وعلي مثنى جبران قائد سلاح المدفعية إلى كلام جارح من قبل الفريق العمري والعقيد علي سيف الخولاني حول صفقة الدبابات القادمة من موسكو والإعتراض هو عدم تسليم سلاحي الصاعقة والمظلات سلاح ثقيل وحصل بعد الكلام الجارح رد فعل واستخدام الإيدي كما قيل ونشر في أكثر من مكان فتفجر الوضع وضربت المقاومة الشعبية ثم تصاعد التوتر فكانت احداث أغسطس 68م المشئومة .

الإرياني وعبد الرقيب والشبه بين الأحداث

الداعي لذكر ما سبق ليس من قبيل نبش التاريخ الأثم في حياة اليمنيين ولا إسقاط متعمد لنفخ نار الخلاف وإعطاءه صبغة ما ولكن لأخذ العبر منه فإذا صح ما ذكرته المواقع والصحف وفي مقدمتها " الشرق الأوسط" عن أسباب سفر الدكتور الإرياني مغاضباً إلى القاهرة فمن يقول إن غضب رئيس لجنة الحوار الوطني من حزبه بسبب قائمة مشاركة المؤتمر في الحوار الوطني التي لم يستشار فيها وهو النائب الثاني ورئيس لجنة الحوار الوطني وأضافت لذلك بعض المواقع الصحفية أنه تلقي كلاماً جارحاً ووجهت له اتهامات بالتأمر لخلع صالح من رئاسة المؤتمر وتنصيب الرئيس عبد ربه وهذا جدل دائر وخلاف قوي تم عرضه على مجلس الأمن الدولي خلال اجتماعه أو زيارة وفده رفيع المستوى إلى صنعاء حيث طالب بيان للمشترك وقال المتحدثون منه في الجلسة المغلقة بضرورة الضغط على صالح بعدم ممارسة السياسية وتسليم رئاسة المؤتمر للرئيس عبد ربه ما لم لن يكون هناك حواراً بل وزاد الطلب توسعاً بمغادرة الرئيس السابق " صالح" البلاد .. صحيح ما سبق شأن مؤتمر داخلي قد يضاف إليه بهارات ليكون طعمه سائغاً ومقبولاً لكنه مرتبط بمؤتمر الحوار الوطني واليمن و حلحلة أزماته والدكتور الإرياني رئيس لجنة الحوار الوطني بل يمكن نطلق عليه " مهندس الحوار الوطني " وهناك من يتحدث عن غضب الإرياني من بيان المشترك الذي طالب بخرج الرئيس السابق وتنحيه عن ممارسة السياسية بما فيها رئاسة المؤتمر بأختصار ما طلب من مجلس الأمن إزالة العراقيل من أمام طريق مؤتمر الحوار الوطني وسواء صحت استقالة الإرياني وإصراره على عدم عودته من القاهرة إلى اليمن أو لم تصح وسواء صحت التسريبات بأن الدكتور الإرياني " مهندس الحوار " تلقى كلاماً جارحاً أو لم تصح فالأمر خلاق شديد جداً يذكرنا بذلك الخلاف الذي كان مقدمة لإحداث أغسطس المشئومة عام 68م فقد مكث عبد الرقيب عبد الوهاب في الحديدة بعد الخلاف والمشادة الكلامية الجارحة بينه وعلي مثنى جبران قائد سلاح المدفعية من جهة وبين الفريق العمري وعلي سيف الخولاني في رصيف ميناء الحديدة التي قيل أنه استخدمت فيها الإيدي بعد الكلام الجارح وبعد تدخل من أعلى المستويات بما فيها الرئيس القاضي الإرياني عاد عبد الرقيب إلى صنعاء وقدم استقالته في 15ابريل 68من رئاسة هيئة الإركان فأحرج بها الطرف الأخر " العمري والخولاني " فتقاطر عليه الوسطاء والرسائل من رئيس الجمهورية القاضي الإرياني وكبار رجالات الدولة والمشائخ والعسكريين التي أحرجت الفريق العمري فأعلن رفضه إستقالة عبد الرقيب عبد الوهاب وبعث برسالة بهذا الخصوص فعاد عبد الرقيب عن استقالته لكن السلاح الثقيل لم يسلم للصاعقة والمظلات وإنما لطرف ثالث هو مجاهد أبو شوارب يرحمه الله وبإختصار ما انتهت عليه التوترات والإحداث يومها هو أحداث أغسطس 68م الدامية المشئومة والمعروفة ولا داعي للتوسع حولها

من صلح دعا ن الى أحداث أغسطس والخداع مستمر

"أشتدي أزمة تنفرجي " لا أتوقع تكرار أحداث أغسطس جديدة ولكني أنبه من الخداع ففي 68م كان بداية الخلاف كلاماً جارحاً واشتباك بالأيدي واتهامات والسبب صفقة سلاح الدبابات واليوم كما نشر بداية الخلاف كلاما جارحا إن صح والسبب أسماء المشاركين في الحوار الوطني عن المؤتمر الشعبي العام وما نقلته " الشرق الأوسط" عن الناطقة الرسمية للجنة الفنية للحوار الوطني أمل باشا أن المؤتمر الشعبي العام "سلم قائمته للدكتور عبد الكريم الإرياني في ظرف مغلق واشترطوا عليه عدم فتحها إلا بعد تسليم المشترك قائمته حسب كلام الإرياني للجنة" ولم تدل الباشا بأي تصريح عن أسباب مغادرة الإرياني المفاجئة للبلد وقالت:"هذا شأن داخلي يخص المؤتمر وحده" معك على طول الخط أستاذة أمل الباشا لكن الإرياني ليس شخصية عادية أنه رئيس لجنة الحوار وقد مرت اليمن بعمليات خداع كبيرة ليست أولها خداع صلح دعان1911م الذي سلم مناطق محددة للإمام يحيى وترك الأخرى تحت حكم الأتراك " عيال عم " ولا خداع انسحاب الأتراك من اليمن ومؤتمر "العماقي " والوطن المفقود والذي انتهى بإجتياح ما كان يسمى بمناطق " اليمن الأسفل" وفرض نموذج الحكم الواحد ورؤساء القضوات والحكام من لون واحد ونموذج واحد ولا خداع ضرب مضمون الثورة السبتمبرية بأحداث أغسطس 68 المشئومة والتسفير للراحة في الجزائر للضباط المتصارعين التي اتضح إن ورائها خدعة كبرى مجموعة من المسافرين للراحة تعود ومجموعة أخرى محرم عليها العودة وأعيد هنا التذكير ما ورد في كتاب الأستاذ أحمد الحربي" الحركة الوطنية والسياسة اليمنية .. جذور الخناق والعناق " طبعة أولى 2007م حول " اتفاقية جرس السلام" الأمريكية الغربية" بتصفية الوجود السوفيتي في اليمن والقرن الأفريقي ودور اليمن فيها وخاصة بعد قيام حركة 5 نوفمبر 67م والمصالحة بين الملكيين والجمهوريين وكيف تم إزاحة مجموعة كبيرة من الجيش والأمن والقطاع المدني وبناء الجيش والأمن بطريقة ادت إلى توسع جراح اليمنيين والحروب .

أكبر خدعة توقيع وثيقة العهد والإتفاق
ولازلنا نتذكر بمرارة ما قاله الرئيس السابق "صالح" في العاصمة الأردنية عمان "أعدكم عهدا الأوفياء بإننا لن نتحارب" ولم ينهي كلامه إلا والدبابات تسخن لمعركة عمران اكبر مجزرة للدبابات وكيف استمر الخداع والتصعيد حتى يوم الزحف الكبير على عدن الباسلة وحصارها وقصفها وتسليمها وأباحتها وهو ما عرف بـ 7/7 /94م المشئوم الذي ينزف منه الوطن منذ ذلك التاريخ .. ما علينا من الإسترسال فتاريخنا السياسي كله خداع ومكر ولعب جارحة وأحداث دامية ما يهمنا اليوم حبائل الخداع وما ذكرناه للعبرة والاستفادة ليس إلا خاصة وقد نشرت اخبار عن عودة العميد أحمد علي عبد الله صالح الى صنعاء بعد انتهاء إجازته في أوروبا وما ترشح عن اجتماع غير معلن جمعه مع والده الرئيس السابق بحضور المبعوث الدولي جمال بن عمر وما نقله مصدر دبلوماسي بأن اقتناع أعضاء مجلس الأمن الذين زاروا اليمن الأحد الماضي صدر عنه موافقة أعضاء المجلس على إدراج مسألة ترك صالح للعملية السياسية كواحدة من أهم النقاط التي ستناقشها جلسة مجلس الأمن القادمة الخاصة باليمن وأشار المصدر طبقاً لما أوردته " يومية أخبار اليوم " إلى أن الفرصة لا زالت أمام صالح لأن يترك الحياة السياسية دون عقوبات إذا ما اتخذ هذا القرار قبيل انعقاد جلسة مجلس الأمن الخاصة باليمن القادمة وما تزامن مع ذلك إن الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز حث الرئيس السابق " صالح" بسرعة مغادرة اليمن الرياض.
الحصانة مقابل التنحي عن السلطة والسياسة للجميع

أليس ما سبق مؤشرات لإخراج جديد وخداع لا يمس الجوهر وإنما يلامس القشور ويندرج ضمن لعب الخداع الكبيرة بشأن التسوية في اليمن مالم تحسم قضايا جوهرية مثل أن تصبح قيادة المؤتمر الشعبي وهو احد أهم أطراف الحوار الوطني برأس واحدة هو عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية لا سواه وان يكون واضحاً إن الحصانة منحت لصالح ومن معه مقابل التنحي عن السلطة وممارسة السياسة ايضاَ وخاصة من يتهمهم الشباب بجرائم قتل تخطيطاً وتنفيذاً يكفيهم ليكون ذلك واضحاً لدى الأطراف الإقليمية والدولية وعندما أقول يكفيهم اقصد اطراف النزاع كلهم دون استثناء وهم من بيدهم فتيل اشعال المعارك ويمتلكون السلاح و لازالوا يسيطرون على وحدات وألوية ومدافع وصواريخ وقنابل ومليشيات وأفراد وقبائل وتصلهم شحنات اسلحة من كل حدب وصوب ومن عاصر أحداث أغسطس 68 الدامية تحدثوا كيف سيطرت مجاميع من القبائل على العديد من المصالح والمنشأت الحكومية بحجة حمايتها من المتصارعين وكيف ضربت صنعاء بالمدفعية وانتشرت المتاريس بسرعة البرق وجرت اعتقالات متبادلة إلى أخر ما جرى في الأخير خسر الوطن ولازال ينزف حتى اليوم فتخيلوا تنقسم العاصمة إلى نصفين بقبائل ومعسكرات متصارعة بحجة حماية المنشأت فلا زالت صنعاء منقسمة حتى اليوم والجميع يعرف من هي القوى التي تسيطر على جنوب العاصمة اكرر الجميع يعرف الى أين تسربت اسلحة المعسكرات وماذا يقول الأمريكان بخصوص السلاح المهرب الى اليمن وعليه فلا حوار وطني قبل تسوية واستكمال قرارات الهيكلة ونزع "فتائل" الإشتعال والبدء بإخراج المعسكرات من العاصمة فالحرب تبدأ بكلام جارح وتأجيج وخديعة أو مجموعة خدع فانتبهوا ولا نريد إن نعود إلى المربع الأول فالثمن سيكون هذه المرة قاسياً.

والله من وراء القصد ،،