الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠١:٣٨ مساءً

اليمن بين واقع الوحدة والآ وحدة

عبيد أحمد طرموم
الجمعة ، ٠١ فبراير ٢٠١٣ الساعة ٠٣:٤٠ مساءً
فريقان أساءا أيما إساءة إلى اليمن وضرباه في الصميم ضربة بلغت النخاع و الخاسر هو الشعب اليمني على مر المراحل ، فهل من نصرة لهذا الشعب المقهور؟

ـــ القيادات الشمالية

ـــ : القيادات الجنوبية


الفريق الأول لم يحسن صنعا وهو القابض بالحديد و النار و العيون الساهرة والآذان المنصتة و الختل ليلآ ونهاراً وراء الشرفاء و المطالبين بحق هذا الشعب، ذلك أنه ذهب إلى النهب المنظم وجعل من الوحدة مغنماً وحول البلاد إلى مزرعة ولا داعي للدخول في التفاصيل فجميعا يعرف ما ترتب على هذا المنهج و السلوك المشين الذي جعل من الإنسان اليمني المعطاء متسولاً أو رقما رث في سوق العمالة الرثة، ذليلاً فترتب المشهد الشاذ في التاريخ السياسي للبلاد السعيدة إن لم يكن في العالم بأسره ومن يعارض أو يكذب بأن اليمن في القعر وقاع المحيط إلا من أخلاقه وقيمه الإنسانية وهي مضرب الأمثال وستظل ذلك .

الفريق الثاني استغل ذلك السلوك المشين و وظفه كورقة للحصول على مكاسب سياسية بمنأى عن مصالح الشعب و الوطن باسم شعارات خادعة خدعت أجدادنا و آباءنا لعقود من الزمن، وبدلاً من التصحيح في مسار الوحدة ضمن إطار الثقافة والأخلاق اليمنية النظيفة بما أوتيت من قوة الكلمة و الحجة و الحشد و الحراك الشعبي الحضاري لعموم اليمن ذهبوا إلى الطعن في الوحدة وهي مصير اليمن وكينونته عبر ثقافة البغضاء والراهية والعمل على شق الصفوف .

الآن مصير اليمن مطعون في الخاصرة إن لم نقل أنه مذبوح من كلا الفريقين وهذا أمر طبيعي تكرر في التاريخ من لدن المتطفلين على الأحداث الهامة في التاريخ البشري وكنا نتوقع من أفكار وأقلام النخب أن تنحاز إلى الشعب اليمني وتعبر عنه وعن طموحاته وأحلامه وآماله و ليس إلا هذا الفريق أو ذاك إلا أننا نقرأ الإجترار وكأن نكبة الأندلس تعود من جديد و كأن الثورة العربية الكبرى التي أسهمت في سقوط الدولة العثمانية تعود من جديد أيضاً ، فهل عادا لورانس العرب وعاد كوكس من جديد؟

لا وحدة في ظل قيادة استغلال وابتزاز و نظام محرف و سلطة ملمعة و لا نريد انفصالاً في ظل تعدد الرؤوس والاختلافات التي تنبئ عن كوارث ونكبات ونوازل قادمة، فإما وحدة نظيفة و إلا انفصال نظيف.

إننا الآن نبحث عن نظافة و عن حقيقة وكفانا تلوث وخداع يلعب في الإعلام و المال دور المسوق والوسيط المبتذل القذر....

نعم كفانا غيبوبة وآن الأوان لأن نقف حقيقة لا خيالاً وتوهماً على اليمن اليوم أو عدن الغد.