الثلاثاء ، ٢٣ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١٠:٥٦ مساءً

اليمن .... بلد المتناقضات

جبر الضبياني
الأحد ، ٠٣ فبراير ٢٠١٣ الساعة ٠٨:٤٠ صباحاً
مجرد اطلاعك على وسائل الاعلام اليمنية المرئية منها او المقروءة تدرك ايها المتابع انك امام حزمة من المتناقضات التي تجعل المتابع يتيه في تفسير كل خبر يستقبله .

ثمة تناقضات تظهر على السطح في واقعنا اليمني بعد ان كشفت ثورة فبراير كل الأقنعة التي كانت غلافا لتصرفات بعض المكونات التي تشدقت مرارا وتكرار بأن همها المواطن البسيط واستقرار البلد .

من خلال متابعتي لجملة من القضايا في المجتمع اليمني لخصت مجموعة من المتناقضات التي تسود مكونات في الساحة السياسية وهذه التناقضات نسمعها كثيرا من خلال وسائل الاعلام

وقد كان للحوثيين نصيب الاسد من جملة التناقضات العلنية وهو يستخدم التقية بشكل كبير في الساحة اليمنية فنراهم يصرخون بشعارات الموت لأمريكا واسرائيل بينما في الواقع لم نرى الا قتلا لأبناء جلدتنا من اليمنيين المسلمين
ويتشدقون بالدولة المدنية الحديثة ونفس الوقت يحتفلون بعيد الغدير الذين يطالبون من خلاله اعادة الامامة لسلالتهم ،ومؤخرا احتفلوا بمولد الرسول وهم من يطعنون في زوجته واصحابه ، وهذه الايام تراهم يتباكون على الشهداء والجرحى ويزايدون باسمهم مع العلم انهم ارتموا في حضن من قنص الشهداء واعاق الجرحى ، وكذلك الحال وبدون حياء ولا خجل يتهمون من انظم للثورة وانفض من المخلوع صالح بأنه احتمى بالثورة وهم انفسهم يتخندقون في نفس خندق المخلوع صالح الذي قتل ودمر واحرق وافسد كل جميل بأرض اليمن ، فمن الذي احتمى ايها الحوثيين بالثورة هل هم الذين طعنوا النظام في خاصرته حسب اعتراف صالح ام الذين ارتموا بأحضان صالح وفي نفس الوقت يتشدقون بثوريتهم ؟!

ومن الحركة الحوثية ننقلكم الى حزب التناقضات وهو حزب المؤتمر الشعبي العام والذي بدوره يقول بعض قياديه انهم يريدون تهدئة اعلامية وفي نفس الوقت نرى اساءة قذرة للرموز الوطنية وما التشويه المتعمد والثقافة المنحطة في صحيفة اليمن اليوم –التي تتبع المخلوع صالح- الا دليل على تناقض واضح وازدواجية في الخطاب لدى المؤتمريين ومؤخرا رأينا في الصفحة الرئيسية لصحيفة اليمن اليوم اساءة لشخص باسندوة وبطريقة لا اخلاقية تعبر عن حقد دفين لدى العصابة الصالحية

فحزب المؤتمر الآن اصبح طرفين طرف يتبع لهادي وهذا الطرف هو المعتدل وطرف ولائه للمخلوع صالح وهو الطرف المتهم بعرقلة الحوار والانتقال السلمي للسلطة في اليمن

لذلك ترى قيادات المؤتمر متناقضة في خطاباتها بشكل كبير مما يدل على هذا الانقسام الحاد في الحزب.


حتى المشترك الذي كان له دور بارز في المشاركة بالتغيير في ارض اليمن السعيد لم يسلم من هذا التناقض حينما يطالب برفع الحصانة التي هو من اقرها من خلال ممثليه ، ونحن ندرك ان هذه الحصانة ليست الا وهما لن تستمر وستسقط آجلا او عاجلا ولكن انا هنا لا انتقد رفع الحصانة ولكن انتقد من وضعها ويطلب في نفس الوقت بإسقاطها .


وفي بلد اليمن نرى العجب العجاب وفي كل يوم يمر علينا ونكتشف تناقضات عجيبة وغريبة ، حتى اننا نرى ان المتناقضات تجتمع في ارض العجائب فتنظيم القاعدة الجناح المتطرف المحسوب على السنيين والحوثيين الجناح المتطرف المحسوب على الشيعة يجتمعون في الشعارات بالموت لأمريكا واسرائيل ويقتلون اليمنيين المسلمين ، وكذلك في شكل الدولة يتفقون فالقاعدة يريدون امارة اسلامية على الطريقة الافغانية والحوثيين يطمحون الى تحويل اليمن الى امارة ايرانية ولكن لن يحدث ما يطمحون اليه هؤلاء المتطرفين لانهم سيواجهون وعي مجتمعي يكبح جماحهم و يحطم نواياهم الخبيثة.
كل هذه التناقضات ستذوب اذا توحدت القوى الوطنية على اقامة الدولة الحديثة والترفع عن المصالح الضيقة والالتفات الى المصلحة العليا للوطن والميل عن سفاسف الامور وترسيخ دعائم الدولة اليمنية مما يمكن لنا من تأسيس دولة قوية متماسكة تنهض الى العليا بسواعد ابناء جلدتها .