الخميس ، ٢٥ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٦:٥٦ صباحاً

عذرا رصيدك الوطني غير كافي...

عبد السلام راجح
الثلاثاء ، ٠٥ فبراير ٢٠١٣ الساعة ١٠:٤٠ صباحاً
دائما ما نتصدم برسائل تلفونية تخبرنا بإنتها رصيدنا ,وفي نفس الوقت تخبرنا بإعادة الشحن حتى نتمكن من مزاولة إتصالاتنا ومهاداة أصدقائنا وأقاربنا,هذا ما يحدث في ظل التنافس الهزيل بين شركات الإتصالات ,إلى جانب الخدمات الهزيلة التي تقدمها الشركات للمواطن وتظل تمن علينا بتقديم خدمات مجانية كبيرة.

أما في الواقع السياسي فالحكاية إنتها رصيد الكثير من الحس الوطني والضمير الإيجابي وتسلط أفكار التخريب والتدمير لتصبح شمولية تطفح حتى تزكم ألأنوف بروائح كريهة, كسنوات بعض التيارات الملئية بالتطاول والإنتهازية في عدم تسجيل رقم قياسي يثبت ولاءه الوطني ولو بدرجة أقل من الصفر, في ظل شتاء قارس تجمدت في النوايا الحسنة لتبرز أنياب البعض كبديل عن التعبير عن مدى زمهرير الشتاء الذي شارف على الإنتهاء.

في اليمن رصيدنا السياسي في معمعة الجدل العقيم هي مؤشر على إنخفاض رصيدنا الوطني ,وبالتالي فإن على الأحزاب السياسية والتيارات الأيدلوجية أن تعيد تعبئة رصيدها الوطني , حتى تتمكن من المشاركة في مؤتمر الحوار بجدية من أجل المسارعة بإخارج الوطن من عصر الجمود والتخلف إلى الإنطلاقة والتميز.

"القاعدة "لاتكاد تمتلك أي رصيد وطني, لأنها مارست العنف والقتل والتدمير, وأمعنت في تدمير النبى التحتية, وحاليا تحاول النيل من قادة الوطن وحماته الأباة.ومع كل ما تفعله بحق الوطن فإننا نقول لقادة هذا الفصيل المسلح إن الحوار مفتوح للجميع ,ولكن فقط أعيدوا تعبئة رصيدكم بالثوابت الوطنية وتصالحوا مع أنفسكم ومع الشعب وتخلوا عن أسلحتكم وعن أفكاركم المتشددة التي لاتخدم القضية الوطنية. ثم تفضلوا على مائدتنا التي هي من أجل الوطن وفي خدمة اليمنيين جميعا.

كذلك هو الأمر بالنسبة للحوثيين الذين تخلوا عن رصيدهم الوطني في ظل تبنيهم لأجندة خارجية تهدف بالدرجة الأولى إلى جر البلاد والمنطقة إلى حرب طائفية شعواء لا تنطفئ جذوتها ولا ينتهي سعيرها إلا بقتل كل من يخالفهم وتطهير الأرض من شرورهم حد تعبيرهم,ولكنهم الان أمام فرصة تأريخية في المشاركة في مؤتمر الحوار الذي يفرض عليهم إعادة شحن قلوبهم بالولاء لله ثم للوطن والتخلي الفوري عن الأسلحة, وتمكين القوات المسلحة والأمن من فرض هيبة الدولة في محافظة صعدة ,إلى جانب تركها للعنف الطائفي ونزع الألغام من محافظة حجة وغيرها الكثير من الأمور التي لا تعفيهم من حق المساءلة في حالة تعنتهم وتنصلهم عن الإستجابة لكل ماسبق
الحراكيون وأعني هنا الفصيل المسلح ,المعلول بحرف العلة "البيض وشلته" عليهم مساعدة انفسهم في التوقف عن التحرك المشبوه, والقفز من فوق حدود الوطن, والتجارة بقضيتهم وعرضها على كل من هب ودب ,لتقع أخيرا في فخ أحضان الدولة الفارسية , الذي لايهدف لحل القضية الجنوبية بل تعقيدها أكثر حتى تصبح لقمة سائغة يمكن تناوها بسهولة ,لتصبح عدن ومنفذ باب المندب فارسيا يؤمن بولائه لأيات الشيطان.وحتى يتداركوا أمرهم عليهم فقط أن يغتنموا فرصة شحن أفكارهم ومعتقدهم بالولاء الكامل لله ثم الوطن ثم الوحدة وأن يحضوا بخدمة التوفير المجاني في فتح صفحة جديدة مبنية على التصالح والتسامح وترك الماضي بما فيه
الرئيس المخلوع وغالبية حزبه الذين لايمتلكون أي مشروع وطني بقدر ما يهدفون إلى زعزعة الأمن والإستقرار وتخريب الممتلكات العامة وتدمير مقدرات الوطن, لإن هدفهم الوحيد إفشال حكومة الوفاق والإستغراق بحلم العودة إلى مجدها ونفوذها التي لازالت تحلم به كثيرا,وأكبر دليل على ذلك الضهور الغير مفاجئ لحفيد المخلوع وهو يرسل هذيانه وهرطقاته وهرهرته جميعها في خطاب مبتذل يحاول جاهد أن يحجز لنفسه مقعدا ولو حتى في الصفوف الخلفية حتى يتمكن من التسلل الى القيادة من جديد كما فعل والده.والأمر الأخر ما تقوم به بعض قيادات المؤتمر من محاولة تفخيخ المشهد السياسي من خلال شحن أتباعهم برصيد الحقد والكراهية لكل منجز تحققه القيادة السياسية وحكومة والوفاق ,وكذلك عمل تحالفات مشبوهة مع بعض التيارات المتطرفة ,بما يعني أن رصيدهم الوطني قليل جدا بما لايكفي للحاق بركب مؤتمر الحوار الذي شارف على البدء.

علماء الوهن والتفريخ الذين يصبون جام غضبهم على مؤتمر الحوار ويشنون هجمتهم الشرسة التي لاتهدف إلا لشئ واحد تنفيذ خطة المخلوع الذي يفضي إلى إحداث شرخ كبير في النسيج الوطني .ولنا أن نسألهم عن رصيدهم السابق واللاحق في خدمة الوطن,وأين هم من مشروع الثورة التي من أهدافها الرئيسية لم الشمل والدعوة إلى إجتماع وطني تحل فيه مشاكل الوطن بدلا من الجنوح إلى العنف وتكريس مفهوم القوة.ولنا أن نسألهم عن شئيين هامين أولهما ,إذا كان الإختلاف نعمة كما تدعون فهل أصبح الإتفاق والتوافق نقمة؟والسؤال الأخير كم رصيكم الوطني حتى تكونوا أحد المكونات في الحوار الوطني؟

وهذه وصفة رائعة لزيادة الرصيد الوطني لكل اليمنيين في كل مكان,وذلك من خلال تغليب المصلحة الوطنية على ما سواها من الإملاءات الحزبية الضيقة أو الأفكار المستوردة ذات الطابع الهدام,وأن يجعلوا من الحوار بداية جادة لكتابة مستقبل حافل بالعطاء والإنجاز, والتفرغ لخدمة الوطن لا الأشخاص,وأن نكون لبنات إيجابية مفعمة بالأمل والنشاط والمحبة والإتفاق لبناء الوطن ,كل ذلك يتحقق فقط عندما يكون ولاءنا لله ثم الوطن والثورة والوحدة,والتي يمكن الوصول إليها عبر مؤتمر الحوار القادم.

أخيرا على كل من يريد المشاركة في مؤتمر الحوار إجتياز إمتحان تحديد مقدار الرصيد الوطني.لذا يجب على كل شخص أن يسأل نفسه كل صباح ومساء كم رصيدك الوطني؟