الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١١:٣٣ مساءً

رائعون يا ثورة , رائعون يا وطن !!!؟

جلال غانم
الاربعاء ، ٠٦ فبراير ٢٠١٣ الساعة ٠١:٤٠ مساءً
استخدموا الديمقراطية والثورة باعتبارهما أدوات وطنية لطلبة الله لا تتأتى بمفعول مُخدر وفعال إلا عندنا كيمنيين فلم نعي ونستعض كشعب في يوما ما بما قاله فيردريك نيتشه :
((الأخطاء هي التي ربت الإنسان)) ولم نتربي من كُل خطى وقعنا فيه إلا وازددنا أكثر بطحا على أرض ومفرمة الواقع لنعود في كل مرة من جديد نُمارس هواية السياسة بمفهوم ((القط والفأر)) .

شيلني أشيلك
هو المُصطلح الأكثر تعبيرا لما يدور في أدمغة أكثر قُدرة على الخداع من المُمارسة الجيدة للعمل السياسي والتنظيمي والديمقراطي السليم .

نحن الذي لم نعي هذا الواقع البليد لنرى فيه مُجتمع مُتعافي من الشطحات , خالي من الأوزار , خالي من طواحين الهواء التي مارسها ثربانتس يوما ما كهواية في مُحاربة الخيال بـــ روايته الرائعة ((دونكيخوته))
رائعون يا ثورة من يكحل أعيننا اليوم بخصخصة قطاع الشهادة , قطاع الجرحى والمُمزقين على أرصفة الشوارع .

رائعون يا ثورة من ينتظر عهد إسلامي وخلافة إسلامية مهرهرة حسب مزاج عالي بمن يحشد أتباعه تحت شعار خلافة الشمس مُستغلين جهل الناس وعواطفهم الدينية والسياسية .

رائعون ولازالت دماء الجرحى تتدفق أمام رئاسة الوزراء , رائعون هؤلاء الذين يشتغلون على بورصات الشُهداء والشهادات المخدوشة .

رائعون من يمتلكون كُل صكوك الغفران , والود , والضحكة الموشمه بالشعر الأحمر !!!

شعب رائع , حكومة رشيدة ورائعة أيضا !!!

ألقاب ثورية رائعة , تضحيات جسيمة ورائعة !!!

كم أنت رائع أيها اليمني ...!

رائع وأنت لم تقلها يوما ما (((يجب أن تُسلح الرؤوس قبل الأيادي )) بمنطق مكسيم غوركي !!!

رائع أيها الشعب مادمت تمشي بعصا ومزلجة , بحبة سوداء ومتفله !!!

يوهموك أنك في طور التعافي وأنت لازلت تُعاني من تُخمة الحرب والصراع المُسلح وغير المُسلح !!!

يوهموك بأن وحدتك راسخة رسوخ جبال عيبان وردفان وأنت لازلت تُعاني من نزيف حاد في عُنقك وجبهتك الأمامية !!

هُم مازالوا اليوم يذبحون جلدك كما قالها الرائع محمود درويش ولا تنسى أن تحذر ملامحهم وغمدك
لأنهم يعرفون أنك لا تموت , لأنهم يعرفون أن الأوطان لا تموت ولا تزول , وأننا البشر الزائلون في طريق العدالة المُزيفة والوطن المُستعار .

سوف يظلون هُم الرائعون يا ثورة , الرائعون في حضرة الوطن البُعبع , في حضرة الخندق المغدور !!!

رائعون لأنهم لا يعترفون بالأخطاء , رائعون لان الكذب هو سمة التغيير , سمة بناء صرح إعلامي يتهاوى في أقل من ثانية , ورائعون لأنهم من يعتقدون أنهم يبنون أوطان من بسكويت , حدائق من خشب , وزهور من الحنظل .

رائعون يا ثورة وقطار العُنف لم يتوقف , رائعون والاقتتال لازال يحتل المساحة الكُبرى في فاجعة الأحداث اليومية !!!

رائعون ونحن نبحث عن غد بخطى سريعة دون أن نعرف أننا نمشي بلا تلابيب مُقنعة , بلا أحذية نظيفة !!!

رائعون لأن قلوبنا ضيقة ولا تقبل بأحد ولا تُهادن أحد !!!

هُو وطن الكُل يبحث فيه عن نصيبه من فيد ثورة لم تكتمل ملامحها بعد !!!

هي أقدار من منحتنا أن نقول نعم ولا لكُل هؤلاء !!!

مُستباحة كُل المُحرمات فيه , مُحرمة فيه كُل قداسة الحُرية والمُساواة !!!

لان مشاريع الوطن ليست مُستعارة في نظر البعض إلا أن هُنالك من ينظر للواقع ويُمارس سُحنته ويجُر ذيل خيبته وفق نصوصه التي تتمحور حول الوفاء بضرب وقتل هذا الأخر اللعين .

رائعون يا وطن , رائعون يا ثورة !!!

رائعون مادُمنا نمشي بخطى القُبح وزلزال الهزيمة !!!

بمنطق الخطاء والخطاء المُضاد !!!

رائعون لأننا لا نفهم أحد ولا نقبل بأحد !!!

رائعون ومازالت رحلة الشتاء والصيف في مُدن وقرى الجنوب كمسرح عبثي للعُنف الذي تُمارسه أيادي الظلام !!!

كم نحن رائعون , كم نحن رائعون !!!