الخميس ، ٢٥ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٩:٢٣ صباحاً

لماذا يحكم اولاد علي صالح؟

ريما الشامي
الخميس ، ٠١ سبتمبر ٢٠١١ الساعة ١١:٠١ صباحاً
اكثر من 6 أشهر مضت منذ انطلاق الثورة الشبابية الشعبية السلمية في اليمن والى اليوم لم تستطع بعد انجاز هدفها الرئيس بتخليص الشعب اليمني من الحكم العائلي الفاسد المستبد الذي يجثم على صدر وطننا منذ 33 عاما مضت دمر خلالها الانسان والحياة والقيم والاخلاق والثروة والمقدرات وكل شئ في بلدنا ، والشئ الأفظع في مسيرة هذه الثورة حدث بعد رحيل رأس النظام علي صالح محروقا الى السعودية حيث تصدر أولاده وبقايا نظامه العائلي الحكم وتشبثوا بالسلطة وانقلبوا على النظام الجمهوري وأعلنوا حربا شاملة على الشعب وكأن الثورة لم تقم الا لتسهم في التسريع في انجاز مشروع التوريث ولكي تنقل الحكم في اليمن من علي صالح الى نجله والى جانب هذا أيضا راحت بقايا الحكم العائلي.

وبكل خفة واستهتار بحال هذا الشعب توجه عليه معسكراتها العائلية وترسانة أسلحتها و تمارس عليه حربا شاملة وعقوبات جماعية وتقطع عنه الماء والكهرباء والخدمات الأساسية وتفرض عليه حصارا وتضييقا اقتصاديا وفي لقمة عيشه وفي مقابل هذه الحرب الشاملة التي يشنها أولاد علي صالح على الشعب اليمني كان من المفترض ان يصعد اليمنييون ثورتهم وان يحسموا أمر هذه العصابة المجرمة الدموية الحاقدة التي لا تمتلك قيما اوانسانية او اخلاق وهي تفرض حربا شاملة تقتل وتجوع وتحاصر فيها شعبا بأكمله وهي مستعدة لتدمير البلد من اجل أن تستمر في السلطة وحكم اليمن بسياسات الفساد والنهب والعبث فضلا عن انها تريد ان تفرض نفسها وحكمها العائلي على الشعب اليمني يالقوة والقهر والحروب والتجويع والاذلال ، لكن تصعيد الثورة ورد فعل الشعب اليمني لم يكن بمقدار ماتمارسه في حقه هذه العصابة من جرائم وحروب قذرة وأساليب بشعة لا انسانية والسبب بسيط وهو لأن أولاد علي صالح وهم يفرضون العقوبات الجماعية على اليمنيين ويوجهون معسكرات الحرس للقتل والقصف والتدمير يراهنون على منظومة التخلف والجهل التي صنعها ورسخها كبيرهم علي صالح في اوساط هذا الشعب طيلة 33 عاما وظل يحكم بأدواتها وكذلك هم يحكمون اليمن اليوم بواسطة هذه المنظومة ويفرضون العقوبات الجماعية والحصار الاقتصادي والحرب الشاملة على الشعب اليمني اتكاءا عليها وبالتالي فان مخرجات هذه السياسات التي يمارسها ولاد علي صالح اليوم انما تسهم في اضافة المزيد من مخرجات التخلف والجهل التي تعزز منظومة التخلف التي يحكم بواسطتها الشعب اليمني وهو مايعد في المحصلة تعزيزا لضمانات الاستبداد والتوريث والتسلط العائلي على هذا الشعب والا هل يمكن لشعب ان يقبل أن تحكمه عصابة تمارس عليه القتل والقمع والحرب العسكرية والحصار الاقتصادي و العقوبات الجماعية وقطع الماء والكهرباء والوقود والغذاء والخدمات الأساسية ثم تراه يقبل بهذا الواقع ، لكن الانسان الجاهل تستطيع ان توجهه ضد نفسه وضد مصلحته فكيف عندما هذا يكون هو حال شعب يحكم بمنظومة الجهل والتخلف التي ظلت ترسخ في أوساطه طيلة 33 عاما كمنظومة للحياة ومنهج للحكم.

لقد قامت ثورة 26 سبتمبر قبل مايقارب عن 50 عاما من اجل ان تقضي على الجهل والفقر والمرض وكانت كل أهدافها تركز على التخلص من منظومة الجهل والتخلف التي ظلت بيئة الحكم المناسبة للحكم الامامي العائلي لكن فشلت ثورة سبتمبر ولم تستطع ان تنجز اهدافها وكل ما قامت به هو ان نقلت حكم اليمن من حكم عائلي بأسم أسرة حميد الدين الى حكم عائلي أخر بأسم أسرة علي صالح الذي يحكم أولاده اليمن اليوم بعد رحيله ، فأين التغيير وماذا أنجزت ثورة سبتمبر غير انها غيرت فقط اسم العائلة الحاكمة لليمن ، وسبب فشل ثورة سبتمبر يعود الى فشلها في انجاز هدفها الرئيس الذي قامت لأجله وهو القضاء على منظومة الجهل والتخلف والأمية اتي حكمت بها أسرة حميد الدين والتي استغلها أيضا علي صالح وظل يعززها ويرسخها ويحكم بواسطتها 33 عاما ، وهي نفس المنظومة التي يحكم بها اولاده اليمن اليوم ويفرضون بواسطتها مشروع التوريث والحكم العائلي.

المسألة ببساطة هي ان علي صالح عند صعوده لحكم اليمن قبل 33 عاما وجد نفسه امام حالة من التخلف والجهل يعيشها الشعب اليمني فعمل على ترسيخ هذه الامية والجهل والتخلف وامدها بكافة العوامل والمقومات التي تعززها وتمكنها حتى صارت منظومة متكاملة للحكم وبنفس الوقت ضمانة للتسلط والاستبداد والتوريث ، فقد عمل علي صالح منذ تسلمه السلطة في اليمن على الغاء الدولة و والمؤسسات والقانون والقيم الحديثة واستبدلها بشخصه وأسرته وبالقبيلة واستمر يجهل المجتمع ويعسكر الأجيال و يشكل جيشا من الأميين لحماية أسرته وسخر المال العام ومقدرات البلد في تثبيت كرسيه وصناعة التوازنات و شراء الذمم والولاءات و واللعب برؤؤس الثعابين و تغذية الحروب القبلية والمذهبية والطائفية وتمويلها واشغال المجتمع والقوى الوطنية فيما بينها بالصراعات البينية بينما الشعب اليمني على الجانب الأخر يعيش جوعا وفقرا ومرضا وجهلا وامية وصراعات وحروب وانعدام لأبسط مقومات الحياة الانسانية ومع كل هذا لا يزال اولاده اليوم بكل أريحية يحكمون ويواصلون العبث بهذه البلاد ومستقبلها.

وبالمختصر فان علي صالح عبث باليمن ودمرها طيلة 33 عاما واداراها بسياسات جهنمية متخلفة حاقدة لم لم تعرفها امة في تأريخها مستغلا حالة الجهل والامية والتخلف التي وجد عليها علي صالح شعبه ثم قام بتعزيزها وتكريسها في واقع وطنه حتى يضمن التسلط والاستبداد والتوريث وهانحن نرى مخرجات هذه المنظومة في واقع اليمنيين تمزقا وانهيارا شاملا ودولة فاشلة ومع ذلك لازال اولاد علي صالح يمارسون اليوم الأسوأ والأبشع من سياسات وادوات أبيهم التي دمر بها اليمن ولم يكن علي صالح ليستطيع ان يعبث بالبلد ويدمرها ويوصلها الى هذا الحال لولا.

حالة التخلف التي يعيشها الشعب والتي استثمرها علي صالح بتعزيزها بالمزيد من عوامل التخلف والفساد والعبث حتى رسخها منظومة حكم متكاملة هي اليوم تدافع عنه وعن ابنائه في مواجهة الثورة وارادة التغيير التي بدات تخفت وتحبط.

ان هذا الحال الذي يعيشه الشعب اليمني اليوم لايمكن القبول به اطلاقا وهو يقوده الى مصير مأساوي عواقبه مخيفة جدا في حالة استمرار بقايا الحكم العائلي يدمرون ما تبقى من مقومات حياة وامل في هذا الوطن والمسؤلية الانسانية والاخلاقية والوطنية والدينية تحتم على كافة القوى الوطنية أن تحسم بكل الطرق الممكنة امر هذه العصابة المجرمة الحاقدة التي لاتمتلك أية قيم او اخلاق او انسانية وهي تدمر الشعب الان بكل ماأؤتيت من قوة ويجب ان لاتترك هذه العصابة لتنفذ مخططاتها في وطننا وتقود شعبنا للهاوية التي نراها الان ونرى تفاصيلها ، فوضع بلدنا الان يقتضي الحسم مع اولاد علي صالح الذين لا يمتلكون غير المال السعودي الذي يستخدمونه في تمويل حروبهم على الشعب وفي تنفيذ مخططاتهم الاجرامية ضد وطننا واستمرارهم في حكم اليمن سيضاعف الكلفة وسيقود الى التناحر والحرب الأهلية التي يخططوا لها ويمولوها بالدعم الأجنبي فبقايا الحكم العائلي ليس لديهم من مشروع او رؤية غير مواصلة تدمير اليمن بالمزيد من سياسات الفساد والنهب والعبث التي ظل كبيرهم علي صالح يحكم بها بلدنا 3 عقود من الزمن واستمرارهم وعدم الحسم معهم يعني المزيد من المعاناة والحروب والقتل واللعقوبات الجماعية والأزمات والتجويع والحصار وهو ما يقود البلد الى مصير كارثي بقدر بشاعة وجهنمية سياساتهم وحروبهم التي يمارسونها ويخططون لها ضد شعبنا انتقاما منه ، اذن فالواجب والمسؤلية الوطنية والانسانية والدينية تقتضي الحسم وتخليص الشعب اليمني من هذا السرطان الجاثم على صدره وبعد ذلك سيكون علينا مهاما وطنية جسيمة هي بعظمة الثورة نفسها وهي تفكيك منظومة الجهل والتخلف التي بناها ورسخها علي صالح في اطار خطة وطنية استراتيجية وذلك حتى لا نتبلى مرة أخرى باستبداد أخر وبعائلة حاكمة جديدة وحتى نتجنب أيضا أخطاء ثورة سبتمبر التي فشلت في انجاز أهدافها ولم تستطع تخليص اليمنيين كما أراد الثوار من الاستبداد والحكم الملكي العائلي سوى أنها نقلت الشعب اليمني الى استبداد وحكم عائلي اخر أسوأ منه وهنا لا نقلل من ثورة سبتمبر وتضحيات الثوار لكن مسارها انحرف عن طموحات الشعب وتضحيات الثوار ، واليوم على سبيل المثال توجد في تونس ومصر هيئة للرقابة على تنفيذ أهداف الثورة وسيكون لزاما علينا في اليمن تنفيذ اهداف ثورتنا والقضاء على منظومة الجهل والتخلف والأمية في اطار خطة وطنية يشترك فيها كل مكونات المجتمع اليمني ودولته وبحيث تكون كل خطواتها وادواتها ونتائجها متاحة وشفافة أمام كافة فئات الشعب.