الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٨:٣٠ مساءً

إنتحار الكهرباء

عبدالسلام راجح
الخميس ، ٠٧ فبراير ٢٠١٣ الساعة ١٢:٤٠ مساءً
حلم اديسون بإنارة العالم ينتحر في اليمن بسبب مسلسل التخريب المستمر الذي يأتي وراء كل خطاب أو قرار تعبر عنه جهات محسوبة على المخلوع وإبنه بطريقتها المناسبة كوسيلة بسيطة يتم من خلالها تنصيب برامج مختلفة ومن زوايا حادة تغرقنا مرارا في مستنقع الظلام الذي كاد أن يكون يمنيا صرفا
غارقون في الظلام الذي يستشري في كل مكان ويسري في شوارع عاصمتنا فيخيم عليها السكون فلايكون شئ غير الجمود الذي لو بصقت عليه سحابة لم يفق من صدمته الكهربائية التي تخلف ورائها الركود وتعطل المصالح العامة ومن ثم الخلود إلى النوم الذي هو تعبير بسيط عن مدى رفضها واستنكارها لهذا العمل الإجرامي

لكن الحكاية تبقى معنا مجرد طرفة نزجي بها ليالي السمر, وننشد جميعنا حكاية بقعة على الكرة الأرضية لم يفارقها الظلام منذ 33 عاما,حتى أنا شيدنا تعترف وتتقر بذلك فنصطدم بها مرة أخرى

ليل ياليل طول..واستلف ليل ثاني..ماذاك ياليل ترحل ..خل نفسك مكاني

وهكذا صارت حياتنا توجعات لم تبارح المكان وأهات سكنت منازلنا وعاثت ببلادنا ,نتناقله جيلا بعد جيل لشعب مغلوب على أمره لم تلهمه حقيقة القرن العشرين التي صار فيها العالم صورة واحدة وبأضواء متنوعة
تتعدد هذه الكلمة في قواميسنا "هرمنا" ولكن هنا هرمنا بإنتظار الطاقة النووية والرياح الأتية من الشمال ومواعيد دولية بالإستثمار في مجال لطاقة التي لم يكتب لها النجاح. ونجاح ذلك مرهون بشئ واحد أن نبدأ بإنارة قلوبنا بالأمل والتفاؤل والمحبة والإتفاق حتى تكون قلوبنا هي مصدر الطاقة التي تضي ما حولنا وتبعث هدير الحياة في كل مكان.
لأن واقعنا لم يخطئنا في ظل التنافر وإختلاق المشاكل والتربص بالأخرين,نغرق مرارا في الظلام وهانحن الان على ضوء الشموع نكتب ونعبر ونفضفض عما وقر في القلب ونكره العمل
القلب إذا صلح صلح البلد وإذا فسد فسدت البلاد, ورجعنا للوراء مائة وثمانون درجة إلى العصر الحجري أو ماشابهه,وما علينا سوى الإجتماع في صلح عام ننهي به مأساتنا وننير عالمنا

بدلا من أن تلعن الظلام أوقد شمعة ,فلو أن كل واحد منا أوقد شمعه لاستطعنا أن ننير اليمن بأكملها في يوم واحد بدون تكاليف أو خسارة تذكر,لأن النتيجة هي فخر لليمن وإخراجه من شبح الظلام

الظلام هو البئية المناسبة للخفافيش لتعبث بمقدرات الوطن وتعيق التسوية السياسية وتسرح وتمرح ويحلوا لها خلق المشاكل وتحويل المسار الى العنف

أخيرا...أقيموا الدولة المدنية في قلوبكم تقم على أرضكم.