الخميس ، ٢٥ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٤:٠٥ صباحاً

الإسلام لا يعبأ في قارورة السياسة

محمد خطاب
الخميس ، ٠٧ فبراير ٢٠١٣ الساعة ٠٦:٤٠ مساءً
هل يمكنك وضع فيل في المنديل ؟ أو وضع باخرة عملاقة في كيس بلاستيك ؟

أسئلة بها الكثير من الفنتازيا و هي لا تختلف عن واقع الحل منذ نزول من ينتموا للتيارات الإسلامية للحياة السياسية و حاولوا جاهدين تضييق مفهوم الإسلام و اختزاله فقط في دولة إسلامية ، بل و نسفوا مفاهيم الديمقراطية و الرأي و الرأي الأخر باعتبارها نوع من الهرطقة ! و لا يسمح لأحد نقاشهم أو التصدي لأفكارهم التي أصابها الشطط في كثير من الأحيان إلي الحد الذي طالبوا بتطبيق حد الحرابة علي المتظاهرين و إهدار دم رموز المعارضة ، وبالفعل بدأت التصفية الجسدية لكثر من مناوئيهم و خصوصا الناشطين ومنهم جيكا و محمد الجندي و غيرهم كثير ، و نلاحظ اختلاف تكتيكي في التعامل مع المعارضة من النزول للشارع إلي التربص و التصفية ،
لقد انحرف عراب الدين عن مسارهم و تاهوا في دروب السياسة و أصبح الكذب لديهم مثل الماء و الهواء ، و إنكار الحقائق و المكابرة و إلصاق التهم بالآخرين شيء يسير ، ومن مستلزمات إقامة دولة الإسلام في نظرهم . الإسلام الذي أتي بقيم عالمية يستند إليها التشريع ليس كافيا في نظرهم بل يجب أن نسير علي خطي إيران ودولة الملالي حتى يرضوا ... متناسين أن الإسلام عاش 14 قرنا قبل أن يوجدوا هؤلاء و سيعيش و ينتشر ما دامت الأرض تعج بالحياة .

شهوة السلطة و امتلاك السلاح الفعال لهذا الزمان ، وهو اللعب علي مشاعر الدين ودغدغة عقول البسطاء ، و وقعت مصر في المحظور وتولي من يدعوا أنهم أكثر إيمانا ، و صورة الرئيس التقي الناسك الزاهد الباكي ترافقه في كل صلاة ، و لكن لم تسعفه تلك الصورة كثيرا في إدارة بلاد تتهاوي بسبب انهاك النظام القديم لها ، وكان علي الشعب الانتظار ريثما يستخرج لنا الرئيس من جرابه مشروع النهضة الذي قام عليه 5000 عالم و ال 200مليار التي تغير حال مصر من دولة فقيرة الي مصاف الدول الغنية ، وكانت الصدمة كبيرة حين أيقن الشعب أنه يعيش أكبر كذبة في التاريخ ! و أن الرئيس المؤمن خدعنا جميعا ولا توجد أية مشاريع بل توجد دولة تلتهم من قبل فصيل واحد ، و أنصاره و أموال تستنزف ومقدرات تتآكل و هنا خرج الشباب غير عابئ بالموت لإنقاذ ما تبقي من مصرنا الحبيبة من فم الذئاب .