الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٦:٤٧ مساءً

استراحة الجمعة

عبد القيوم علاو
الجمعة ، ٠٨ فبراير ٢٠١٣ الساعة ٠٨:٤٠ مساءً
بعد اسبوع من العمل الشاق يقضيه الواحد منا في الذهاب والاياب من البيت الى العمل الى المدرسة يتحرك هنا وهناك يقابل هذا ويتكلم مع هذا ويحاور هذا ويجادل في مواضيع وطنية واقتصادية واجتماعية ودينية .

قد يقتنع بفكرة او باطروحة وقد لايقتنع بما يطرحه الاخرون ويصر على سماع الاخرين ما يطرحه هو دون غيره ضاناً انه هو الوحيد من يحمل الفكر والثقافة ويجب على من حوله ان يؤيده تماماً كما يكون المصلين بعد الامام عند انتهائه من قرأة الفاتحة فما عليهم الا أن يؤمنو بعده ابقولهم: (أمين)
كل واحد منا قابل وشاهد واستمع لعينات كثيرة من هؤلاء البشر يسوقون لأنفسهم ما ليس فيهم يعتمدون على الكذب وسذاجة البعض وجهل البعض بمفردات الكلام ووقائع الاحداث سواء كانت سياسية او اجتماعية او ثقافية فيتفنون في خلق الاحداث وتركيب الجمل واستعارة الاحرف واضافة وحذف الكثير من الوقائع التي لاتخدم توجُهاتهم واجندتهم اليومية حتى تشبع غرائزهم بإيجاد من يستمع لاكاذيبهم ويصدق قولهم بعد ان دُلس عليه وزُيف له ما يستمع من القول والفعل.

ولكن كما يقال حبل الكذب دائماً قصير والطريق مهما طالت لابد من نقطة النهاية فتبداء بنقطة البداية وتزداد السرعة الى اقصى درجاتها وعند الاقتراب من نقطة النهاية تبداء السرعة في الانخفاض رويداً رويدا حتى تنتهي عند نقطة الصفر وهذا هو حال هؤلاء البشر الذين لايجدون في الحياة الا الكذب منها ولايعيشون فيها الا على اوهام الانجازات الكاذبة والتي تتضح في النهاية انها كانت أكذوبة كبيرة .

لم يستفيد منها الوطن رغم طول الطريق وزمن الانتظار وقساوته على الشعب الذي تحمل الالم والاهانات لعله يفوز بالمكافئة لصبره ويرتاح من شقاوة ونكد الاحداث التي تحملها وصبر حتى ضاق الصبر من صبره .

نقطة بداية نحو صبر جديد يجب على الشعب اليمني ان يتحلى به.

تحدد موعد انطلاق مؤتمر الحوار الوطني في 18مارس 2013م وحُسم امر ترؤسه بإقرار لجنة الحوار الوطني وأمانته العامة أن يكون رئيس مؤتمر الحوار الوطني هو رئيس الجمهورية اليمنية المشير عبد ربه منصور هادي نعم إنه قرار صائب 100% لقطع الطريق أمام التوقعات والتحليلات التي لا تلد الا تلبد في الاجواء وتوتر في الوطن وأزمات في الانفس ينال منها الوطن الكثير من الاوجاع والالم وكثرة الصداع التي تؤدي الى الخسارة المؤكدة.

ومن هنا هل يحق لنا كمواطنين ان نتسائل وبعفوية وحيادية متجردة من الولاءات الضيقة بقولنا: من هم المتحاورين وهل سيكون حواراً جاداً يناقش كل هموم الوطن والمواطن وبتجرد من الاملاءات الحزبية والخارجية وهل سيكون الوطن الموحد هو الخط الاحمر امام المتحاورين وتجاوزه يعني تجاوز الى الموت المحقق.

وهل لمشاكل المغتربين اليمنيين وهمومهم وما يتلقون من اذلال وانكسار وامتهان للكرامة مكان في مؤتمر الحوار الوطني ومن ياترى سيحمل هذه الهموم ليطرحها امام مؤتمر الحوار الوطني.

هل هم المتسلقون والمستحوذون على عقول المسئولين بأموالهم وبالهدايا التي يغدقونها عليهم وبسخاء هؤلاء ياسادة هم السرطان الذي اصاب جسم المغترب اليمني وباع احلامه وصعدَ على اجساد وجثث المغتربين المتناثرة في كل مكان من العالم فهل هم من يعول عليهم المغترب اليمني ان يمثلوه..؟

من اختارهم ومن اقر لهم تمثيل المغتربين اليست الهدايا هي من تختار ممثلي المغتربين بدلا من الكفاءات التي اذا تم اختيارها قد تحمل هم المغتربين الى قاعة المؤتمر لتضعها امام المتحاورين هذه الكفاءات لو تم اختيارها كما كنا نحلم لكان لدى المغترب اليمني بصيص من الامل بتحسين وضعه ومستقبله واستعادة جزء من كرامته الوطنية المهدرة.

ولكن لانستطيع القول سوى لاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم لقد انتصرت الهدايا والدروع المقدمة للمسئولين عن الشأن الاعترابي فتمت المجاملة لذوي القربى والقادرين على الدفع والمتملقين بالكذب على حساب المغترب اليمني وسوف يكون حضور من يمثل المغتربين في مؤتمر الحوار الوطني شكلياً مفرغاً من المضمون .

لان من تم اختيارهم ليست لديهم رؤية واضعة تخدم المغترب ففاقد الشيئ لا يعطيه ، بل هم يحملون افكار جوفاء ويتكلموا من منظور الدفع المسبق حمَالين للهدايا ولدروع لا متحملين لهموم المغتربين يجتهدون ويسعون لتحقيق الاحلام الخاصة بهم ،وعند مسئولي التحصيل والجباية وجدوا ضالتهم الضائعة ، والحليم كما يقولون : تكفيه الاشارة.