الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٦:٠٦ صباحاً

11 فبراير.. يوم من الدهر صنعناه

عبد السلام راجح
السبت ، ٠٩ فبراير ٢٠١٣ الساعة ١١:٤٠ صباحاً
بعد خمسون عاما نطق القدر واستجاب الشعب لنداء إخوانهم ثوار سبتمبر الأبطال ولبوا نداء أبي الأحرار ,فزحفت جموعهم إلى ميادين الحرية وساحات المجد والكرامة لصتوغ روائع المجد وتنشد أهازيج النصر وتبارك أمجاد سبتمبر وأكتوبر الخالدة .

سبتمبر بداية حكاية شعب تحرر من رتق العبودية وعهد الخرافة التي جردت اليمنيين من حقوقهم وسلبتهم كرامتهم حين جعلتهم عبيدا لها ولعائلتها الهمجية ذات القطب الأحادي .ظلت تسرق خيرات اليمن بإسم الدين والنسب وتنهب كل شي لصالحها ولم تبق شيئا لليمن سوى الفقر والجهل والمرض والتخلف ,إلى جانب الخراب والدمار الذي تسبب في زيادة معاناة اليمنيين حينما رأت نفسها أمام طوفان ثورة الأبطال أنذاك .

تنفس اليمنيون الصعداء بفرار العائلة المتوكلية إلى السعودية, ولكن الصعوبات كانت بالمرصاد ,تقف حجر عثرة أمام نجاح الثورة حين تصدى بقايا فلول الإماميون لكل إنجاز تحققه الجمهورية اليمنية وجعلت تنسف معالم الثورة وتلغم الحياة العامة في محاولة بائسة لجر البلاد إلى العنف وسحب البساط من تحت الثوار ,بما يمكنها من تحقيق مأربها في العودة بنظام الإمامه والضرب بيد من حديد لكل الثوار في مجازر جماعية كانت تبيتها لهم كل صباح ومساء,ولم تفلح في أعمالها التنكرية ,لذا حاولت إختصار الطريق وقلب الطاولة من خلال حصار السبعين التي فشلت فيه فشلا ذريعا ومنيت بخسارة فادحة جعلتها تعيد ترتيب أوراقها وذلك من خلال توزيع الأدوار والعمل المنظم داخل فئات المجتمع والإستيلاء على أهم مناصب الدولة التي تمثلت في المالية والداخلية والدفاع,لأنها رأت أن هذا هو السبيل الوحيد للإنقضاض على الثورة وإجهاضها تماما والعودة لحكم الإمامة من جديد.

مرت ثوررة سبتمبر بالكثير من المطبات ,وعلى حين غفلة من المتربصين بالثورة ,شاءت الأقدار أن يتحقق لليمنيين ما يصبون إليه في فترة حكم الشهيد الحمدي ولكن أيادي القتلة كانت بالمرصاد لحلم الملايين التي كانت نتيجتها ثلاثة عقود من الفشل والإنحطاط والبلطجة والعودة بالأمر إلى ماكان عليه قبل ثورة سبتمبر ,حينما ظن المخلوع أن الحكم وراثي في عائلته فاستخف بالشعب وغاص به في عالم البطالة والتخلف والتشرذم والفوضى وجعل المؤسسة العسكرية والمناصب الحيوية حكرا لعائلته وشلته من قيادات حزبه ,واستمر مسلسل العبث بالمال العام,واستشرى الفساد في كل مكان,وساد الظلم وعمت الجريمة وتاه الشعب مرة أخرى في دهاليز السياسة العمياء والحكم الأرعن بقيادة المخلوع.

انتهى صالح نظريا في انتخابات 2006م وسقط عمليا في 2011م ,عندما هبت رياح التغيير المبشرة بربيع الحرية التي سرت في العالم العربي وفاحت تباشيره أصقاع الأرض حينما وجد عتاولة الطغاة في مصر وتونس أنفسهم خارج دائرة الحكم وأصبحت لكل منهما جهته التي طالما كان يرسمها لمعارضيه,وبعدهما مباشرة وجد المخلوع نفسه في ورطة لكنه ظن الأمر لصالحه, لأنه توعد بالضرب بيد من حديد لكل من تسول نفسه التفوه بالرحيل ,وظل يمني نفسه بأن الحال في اليمن مختلف تماما عن مصر وتونس,لأن الجيش جيش العائلة لا جيش الشعب.

سنتان من الثورة أنهت فيه حكم المخلوع,وتم تحقيق أبرز أهداف الثورة وأهمها في تخليص الشعب من حكم المخلوع ,وكذلك تصفية الجيش وتنقيته من شوائب العائلة وإعاده غالبيتها للشعب ,وإن كانت الهيكلة لم تتم فما علينا سوى الصبر لأن الأمر مجرد وقت لاغير,وبتكاتف الجميع والإستجابة لنداء القيادة السياسية لدعوات الحوار سيتحق لليمنيين ما يصبون إليه .
...................................وتستمر الحكاية