الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١٢:٥٢ مساءً

اليمن بين الفيدرالية و الانفصال

ابراهيم العبيدي
الثلاثاء ، ١٢ فبراير ٢٠١٣ الساعة ١٠:٤٠ صباحاً
في عام 1917م قامت الجماهير الروسية الجائعة باطلاق الثورة الروسية هذه الثورة التي غيرت مجري القرن العشرين و كان من اهم نتائجها انهيار الامبراطورية القيصرية التي تفشى فيها الفساد المالي و الادراي والذي اتضح جليا بعد الحرب الروسية اليابانية عام 1905م مما زاد الاحباط الذي ساد المجتمع ، بعد قيام الثورة تشكلت حكومة روسية موقته كانت سياساتها قد دفعت البلاد إلى حافة الكارثة من اضطرابات في الصناعة والنقل و انخفاض إجمالي الإنتاج الي نسب متدنية مما زاد الصعوبات في الحصول على أساسيات الحياة منذرا بكارثة ستحل بالبلاد ، و بسبب هذه السياسات الكارثية بدات الحرب الاهلية في البلاد و التي امتدت ست سنوات لتاكل الاخضر و اليابس والتي خلفت اكثر من ثلاثة ملايين قتيل.

اليوم روسيا و كثير من دول العالم بعد تجارب عدة اتخذت النظام الفيدرالي حلا لبناء الدولة الحديثة ، و الفدرالية شكل من أشكال الحكم تكون السلطات فيه مقسمة دستوريا بين الحكومة المركزية و حكومة الاقاليم ، ويكون كلا من الحكومة المركزية و حكومة كل اقليم معتمد أحدهما على الآخر و يتقاسموا السيادة في الدولة ، بالنسبة للاقاليم فهي تعتبر وحدات دستورية لكل منها نظامها الأساسي الذي يحدد سلطاتها التشريعية والتنفيذية والقضائية ويكون وضع الحكم ذاتي للأقاليم ، و الحكم الفدرالي واسع الانتشار عالميا، وثمانية من بين أكبر دول العالم مساحة تحكم بشكل فدرالي منها دولة الإمارات العربية المتحدة و الولايات المتحدة الأمريكية.

اليوم و بعد مرور سنتين من قيام الثورة المباركة و خروج علي عبدالله صالح من السلطة و لو اعلاميا على الاقل تحتاج اليمن الى نظام فيدرالي من عدة اقاليم لحماية اليمن اولا من شبح التمزق و الانفصال و تحولها الى عدة دويلات و ثانيا الخروج من حروب اهلية قادمة في صعدة وعدة مناطق لفرض العضلات لطرف على طرف اخر و ثالثا حماية حقوق و توزيع الثروات للمحافظات المهمشة كتهامة وغيرها .

الصراع حول الفيدرالية في اليمن سيكون أكثر المحاور إثارة للجدل في المرحلة القادمة وربما يتحول إلى مشكلة معقدة ، قد تنتهي بمواجهات سيكون ضحيتها الأصوات المتطرفة المطالبة بالانفصال ، هنا ينتظر الجميع ما سيخرج به مؤتمر الحوار الوطني الذي سيحدد الى اين ستذهب سفينة اليمن مستقبلا .