الخميس ، ٢٥ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٦:٥٧ صباحاً

سنتان من الثورة.. مالذي تحقق؟!

جلال الدوسري
الثلاثاء ، ١٢ فبراير ٢٠١٣ الساعة ١١:٤٠ صباحاً
- تحل علينا الذكرى السنوية الثانية لثورة الحادي عشر من فبراير.. ثورة الشباب الشعبية السلمية اليمنية التي هبت نسماتها العطرة, وفاحت في كل ربوع الوطن من حناجر وشفاه الشباب في ميادين وساحات معظم محافظات الجمهورية وهو يطالب بالحرية والتغيير تحت شعار " الشعب يريد إسقاط النظام " ..فكان أن جوبهت تلك النفحات الثورية الناعمة بالحديد والنار من قبل النظام, الذي أبى إلا أن يكابر ويستكبر ويزداد عتواً في سبيل الحفاظ على ما يعتقد أنه ملكاً له، لا للشعب الذي في الأصل أن يكون له الملك وله الحكم ووحده صاحب القرار..

- فقدمت لذلك تضحيات جسام، تمثلت بأرواح طاهرة ودماء زكية، وبالمال والمرابطة والصمود..

- وكان أن أنتهى الأمر بأن أستطاعت دول الخليج فرض تدخلها على حين تغفٌل من شباب الثورة الحر.. وبتساهل وتهاون وتخاذل من بعض الأحزاب السياسية, وبعض من القيادات القبلية والمدنية والعسكرية التي لم تكن سوى مجرد ملتحقة بالشباب في صناعة الثورة..

- فكانت ما أسميت بالمبادرة الخليجية التي أتت للتعامل مع الأمر وهي تمزج بين الثورة والأزمة لتكن " ثومة " .. ودخلت أصناف من الحيل والمراوغات والتناوشات من هنا وهناك.. حتى تم التوقيع على المبادرة.. وليسار إلى العمل بما تضمنته من بنود إلى جانب أليتها التنفيذية المزمنة.. وحتى الأن مازالت عدد من تلك البنود لم يجرى من تنفيذها سوى شكلياً, وقد يحتاج التنفيذ العملي لها وقت أكبر مع بعض من المعجزات.. وأقصد بالتحديد هنا بندين رئيسين هما: هيكلة القوات المسلحة والأمن، ومؤتمر الحوار الوطني العام..

- وإن يكن هناك ملامح لشيء من الإستقرار السياسي يبدوا ظاهرياً ويعلم الله وذي الوصاية ما بطن؛ فإنه من الجلي أن لا شيء تحقق في الجانب الإقتصادي والأمني والإجتماعي.. فمؤشر تقديم الخدمات والرعاية يزداد تقهقراً، ونجد المستوى المعيشي يزداد صعوبة، ونسبة البطالة بإرتفاع، وليس هناك في هذا سوى ما يتم الذهاب إليه من المحاصصات والتقاسمات ناحية جهات وأطراف بعينها من تلك التي ليس لها حق في أي شيء هي لم تصنعه أصلآ.. وقد وصل البعض منهم إلى حد الثراء بين عشية وضحاها..

- واليوم وبمرور سنتين من عمر الثورة وما يزيد عن سنة من عمر الثومة؛ أتساءل كشاب كان له شرف المشاركة في أول نسمة هبت من أول يوم للثورة الشبابية الشعبية السلمية: ما الذي تحقق كشيء ملموس على قدر الأماني والأمال والتطلعات التي كانت ترتجى، وبحجم تلك التضحيات التي قدمت ؟!!..

- ما الذي تحقق وجرحى الثورة لم يجدوا من يعالجهم.. وقد أتت ذكرى ثورتهم وهم مضربون عن الطعام في إعتصام أمام مقر حكومة النصف فيها أتى على أساس أنه يمثلهم؟..

- ما الذي تحقق؟!

ما تحقق؛

شيء ما زال لم يحقق..