الاربعاء ، ٢٤ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١١:٥٣ مساءً

الحرس الثوري يستهدف الثورات العربية

عبدالسلام راجح
الاربعاء ، ١٣ فبراير ٢٠١٣ الساعة ٠٨:٤٠ صباحاً
إن الحافز الذي حرك في ذهني شرارة هذا الموضوع هي الإضطرابات التي تعيشها بلدان الربيع العربي في هذه الأيام ومخاظات مابعد الثورة والتركة الكبيرة الملقاة على حكوماتها المنتخبة التي مثلت إرادة الشعوب الحرة في تقرير مصيرها,وفي ذات الوقت فإن الموضوع نداء للعقول المفكرة والقلوب العامرة بحب الأوطان أن تضع بصماتها وأن تتدارك نفسها بعد تثاؤبها الطويل واستلقائها بعيدا عن المعترك السياسي الذي شهدته دول الربيع العربي.

على غرار الحرس الثوري الإيراني ظهرت بعض الأحزاب والتيارات التي أطلقت على نفسها حراس الثورات وقامت بتشكيل تحالفات مع فلول النظام حتى تتمكن من إعاقة إي تقدم تحرزه الحكومات المنتخبة ,ففي تونس أثارت قضية مقتل بلعيد جدلا واسع وصل مداها إلى إلقاء التهمة على حزب النهضة وحكومتها ,وفي مصر واصل الأطفال الثلاثة حملتهم على مرسي والحكومة ,متهمين إياها بقتل المتظاهرين الأبرياء والانقلاب على أهداف الثورة,وفي اليمن يحاول الفلول مع الفصائل المسلحة في الشمال والجنوب إحراق البلد بحرب طويلة الأمد و تجزئة الدولة إلى دويلات صغيرة.

الحرس الثوري هي فكرة إيرانية بحتة هدفها الأول تصدير الثورة الخمينية إلى كل دول الربيع ,ولذا فإن إيران هي صاحبة النصيب الأكبر في دعم الثورات المضادة . حتى تثبت وجودها وتتمكن من السيطرة على دول الربيع العربي ,وكما قال أحمدي نجاد في كلمته التي ألقاها في ذكرى الثورة الإيرانية:أنه يسعى لأن يستفيد العالم من تجربة إيران في ثورتها التي سماها الثورة البيضاء ووصفها بأنها الأقوى أمام المتغيرات والأحداث ,وهذا يضع ثوراتنا أمام اختبارات كثيرة ومطبات متتالية تقوم بها أرباب الحرس الثوري في كل مكان على إمتداد دول الربيع العربي ,وأزيدكم من الشعر بحرا فالحرس الثوري هو من يقتل ثوار سوريا وهو ذاته موجود حاليا في مصر وتونس واليمن وليبيا.

كثيرا ما نسمع هذه العبارة"تخرب على يدي ولا تبنى على يد غيري"والتي تمثل الوهم الذي تعيشه فلول النظام بمساعدة فئات تخلت عن وطنيتها مبكرا وانساقت خلف أهوائها بعيدا عن الوطنية التي طالما تغنت بها كثيرا ,نرى خليطا من اليسار ويسار اليسار وما أبعد من ذلك تتوحد ضد كل مشروع وطني وتهتف للحرية من خارج الملعب السياسي, وبإسم إنقاذ الوطن وإستمرار الفعل الثوري تدمر حلم الملايين وتجند خفافش "البلاك بلوك" التي بدأت تشكل عصابات للخراب والدمار وبداية لعمليات سلب ونهب واسعة شتشهدها بلدان الربيع العربي في ظل بروز نتوءات الأحقاد من هذه قبل التيارات نصبت نفسها الناطق الرسمي بإسم الشعب والمتحدثة بإسم المواطنين والوصية عليه.

إن وظيفة "الحرس الثوري"هي الانقلاب و إثارة الشغب واغتيال الحلم العربي,وهذه هي الأهداف التي اتفقت عليها وصرحت بها مرارا على الملاء بأنها تحرس الثورة وتحميها من أعدائها, ولكن من هم أعداء الثورة؟بنظرهم وأعتقد جازما أن الجميع يعرف من يقصدون وأصبح يعرف مخططاتهم التي تطبخ في إسرائيل وتمول من دول الخليج العربي وتدعم من قبل الحرس الثوري الإيراني.

الهدف العام لرواد الثورات المضادة "الحرس الثوري"هي الوصول إلى الكرسي بأي طريقة كانت ولو وصل الحد بها إلى مد يدها إلى الخارج أو إعتماد العنف كوسيلة بديلة عن السلمية,كل ذلك وغيرها تفضح مشاريع الوهم الجنوني لعشاق السلطة.ولكنهم في نهاية المطاف سيتعبون لأن خيار الشعوب ونهج الديموقراطية هي من ستحطم جنونهم وستلقي بهم في سلة النفايات لأنهم بضاعات كاسدة إنتهى رصيدها الوطني وأصبحت عبئا على الأوطان.

أن تحلم بالوصول إلى الكرسي ليس ممنوعا بحد ذاته بل الممنوع أن تحلم بوصول الكرسي إليك بدون مقدمات ,وهذا ما تفعله قيادات الأحزاب الهشة التي تبحث لها عن موضع قدم ولو بملايين الدولارات المشبوهة القادمة من عدة دول بمافيها دولة إسرائيل التي تريد وضع حدا لتدخل بعض دول الربيع العربي في غزة قبل بضعة أشهر,وإدخال قاداتها في مواجهة مع شعوبها.

بعض المثقفين وللأسف لم نرى لهم أي دور يذكر في الثورات العربية واليوم يتوجون أنفسهم بألقاب ثورية من أبرزها وأهمها حراس الثورة أو إنقاذها ,ولكن الصغير سيظل صغيرا لاوزن له ولا يرى بالعين المجردة حتى ولو نصب نفسه ملك الثورة أو رئيس الحرس الثوري فلن يقوى على البقاء طويلا لأنه ما زال في الأطوار الأولى ,والمرحلة هي للأقوياء فقط ,وأقول لهم لقد إنقرضت الديناصورات رغم ضخامتها لعدم مقدرتها على التكيف مع الظروف وستنتهون عند عدم مقدرتكم على الصمود أمام الشعوب التواقة للحرية.

لن أبادل الحقد بمثيله بل أضع النقاط على الحروف حتى تكتمل الجملة وتصبح مفهومة لتشكل نواة تدور في أفلاكها المعاني التي تهتف للأوطان المتحررة وتبارك أفراح النصر وبهجة الربيع الذي يستمد سناه من قبس النور اللامع في سماءنا ,ولذا أدعوا الأقلام الحرة أن تكون لسان حال الشعوب المتحررة في وضع بصماتها في بناء المسيرة الثورية والسعي الدؤوب لتحقيق أهدافها.

التضحيات كبيرة والعوائق كثيرة ولكن يجب على الجميع أن يكونوا على قدر عال من الوطنية وأن يغلبوا المصلحة العامة على ما سواها ,وأن يوحدوا جهدهم للبناء,لأن التأريخ والأجيال القادمة لن ترحم كل من يحاول العبث بمقدرات الأوطان ,وحتى لايغتال الحلم العربي علينا أن نكون نحن الحلم العربي بكامل أهدافه وبكل سماته ومميزاته,وأن نكون صفا واحدا أما الزحف الفارسي المتمثل في الحرس الثوري وأشباه الثورات.