الخميس ، ٢٥ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٣:٢٠ صباحاً

هادي وحكومة باسندوه

علي منصور
الخميس ، ١٤ فبراير ٢٠١٣ الساعة ٠٩:٤٠ صباحاً
لم يكن الرئيس هادي موفقاً على الإطلاق أثناء ترؤسه لإجتماع حكومة باسندوة في 2 فبراير 2013 عندما قال أن (33) سنه من حكومات صالح لم تنجز شيئاً! وأنا هنا لست بصدد الدفاع عن صالح أو حكوماته، وارجوا أن لايفهم ذلك من هذه السطور، إلا أني اعتبر أن الرئيس هادي جانبه الصواب لإعتبارين. الإعتبار الاول هو أنه تجاهل مايفترض أنه معلوم له بالضرورة كرئيس للجنة العليا للإحتفالات لأكثر من عشر سنوات... فهو أعلم الناس بما انجزته الحكومات السابقة بإعتبار أنه كان رئيساً لهذه اللجنة... حتى أنه كاد في السنوات الأخيرة من حكم صالح أن يصبح صاحب الإمتياز الحصري والوحيد في وضع أحجار الأساس وقص أشرطة افتتاح المشاريع في موسم المناسبات الوطنية - الذي كان يمتد لعدة شهور (من يوليو الى نوفمبر) ... حيث ظل الرئيس هادي رئيساً للجنة الإحتفالات مش سنه ولا ثنتين ... بل أكثر من عشر سنوات ... وطوال الموسم الإحتفالي كنا "نترزع" و "نتخمد" ساعة وساعتين امام شاشة التلفزيون نتفرج على الإفتتاحات والفعاليات التي كانت تتم بحضوره ورعايته ... منظر وهو بيقص شريط ومنظر وهو بيغرف سمنت ومنظر وهو بيضع حجر أساس الخ الخ الخ.... وإذا كان نسي فإحنا مانسيناش لاننا كنا نزهق ونمل ونلعن أبو نشرة الأخبار ونحن بإنتظار مواصلة بقية البرنامج أو المسلسل بعد إنتهاء النشرة.

سأكون حسن الظن ، فربما أراد الرئيس هادي أن يقول أن صالح وحكوماته المتعاقبة لم يحققوا الكثير وأن ماحققه صالح شخصياً ولمن حوله من الصالح الخاص كان بالمقارنة أكثر بكثير مما حققه للصالح العام... وهذا صحيح ... أو ربما أراد الرئيس هادي أن يقول أنه كان بإمكان الرئيس السابق أن يحقق المزيد للصالح العام لو أنه أراد ذلك... وهذا صحيح أيضاً . لكن لا أحد يستطيع أن يقول أن الحكومات السابقة كلها وعلى مدى 33 سنه من حكم صالح كانت أفشل من حكومة باسندوة. فحكومة باسندوة يافخامة الرئيس تحظى وتتمتع ، ولأول مرة في التاريخ الحديث لليمن، بإجماع شعبي منقطع النظير على أنها حكومة فاشلة بإمتياز. وهذا ليس فقط رأي الجماهير بل أيضاً رأي كل رعاة المبادرة ... فهم أيضاً مجمعون على فشل هذه الحكومة وغير راضين عن أدائها ... وفي نفس الوقت نحن نعلم أن البلد في وضع صعب ومعقد وأنك يافخامة الرئيس في وضع حرج وصعب لا تحسد عليه ... وليس أمامك إلا الدفاع عن هذه الحكومة "المخضرية" التي تشبه البساط المصنوع من بقايا أقمشة من كل الأنواع والألوان... نحن نعلم أنك خايف أن تصمم على تغييرها خشية أن يأتيك بدلاً عن باسندوة "جني مصحصح" ما تعرفة يتعبك ويتعب الإئتلاف الحكومي الهش ... خايف يجيك جني "محترك" بدل هذا الـــ "الإنسي النايم " الذي تعرفه. لكن مع باسندوة أصبح التغيير مسألة تستحق المخاطرة ... حتى لو جاء جني .... بل أجزم أن باسندوة هو الإستثناء من هذا المثل الشهير (جني تعرفه أحسن من إنسي ماتعرفه) ... فلا أظن أن الشخص الذي صاغ هذا المثل خطر على باله أن يوجد في يوم ما رئيس وزراء مثل باسندوة ، ولو كان ذلك خطر على باله لبلع لسانه وخرس وما قال المثل.

المأخذ الثاني حول ماورد على لسان الرئيس في الإجتماع المذكور هو أننا حتى لو افترضنا جدلاً أن كل الحكومات السابقة كانت صفر على الشمال ولم تحقق شييء ، فهل هذا يشفع لحكومة باسندوة التي كلنا مقتنعين انها فعلاً ويقيناً لم تنجز شيء ؟؟؟ هل هذا كافي لإعفاء حكومة باسندوة من المسؤلية ضياع سنة وهم يحرثون في البحر ... سنة من القعقعة بدون طحين ... والأدهى من هذا إن ما قاله الرئيس يحمل في طياته للحكومة الحالية رسالة واضحة ولا لبس فيها وهي أن بإمكانكم ياباسندوة وحكومتك أن تواصلوا سباتكم ... واصلوا نومكم ... لسنا متوقعين منكم شيئ ... لا حرج عليكم ولاتثريب ... ليس مطلوباً منكم أن تكونوا أفضل ممن سبقوكم ... كما يفهم ضمناً من هذه الرسالة أن هذه الثورة التي قامت كانت هبلا بنت ستين هبلا .. لأن الشباب الذين ثاروا على أمل أن يوجدوا دولة وحكومة زي الناس لن ينالوا مطلبهم... وثورتكم ياشباب هبلا أيضاً لأن الإنجازات غير ممكنة ... والخلاصة أنكم ياحكومة باسندوه لن تكونوا أفضل ممن سبقوكم. ماشاء الله والرسالة يا فخامة الرئيس ... فإذا كانت الإنجازات ستظل في مستوى إنجازات هذه الحكومة التي يدافع عنها الرئيس فإنني اقترح أن نقتبس لهذه المرحلة شعاراً من العبارة المصرية "زغرطي يا إنشراح اللي جاي أحلى من اللي راح"... ليكون شعارنا "زغرطوا ياشباب اللي جاي هباب بعد هباب".

أنا أقول أن هذه الحكومة فاشلة بإمتياز ... ومسألة انه لم يمض عليها سوى سنة ليست حجة لها بل عليها... فالسنة ليست قليلة ... خصوصاً أن التعهدات المالية من المانحين لمساعدة البلد على الخروج من أزمته موجودة من الشهور الاولى ... طيب فين المشاريع ... أين الكهرباء أين الماء أين الصحة أين الطرق؟؟؟؟ ولولا نشاط أمانة العاصمة، والذي يجعلنا نشعر إن هناك شخص ما بيشتغل، لقلنا أن الحكومة ماتت ؟؟؟ ولخصصنا لها جمعة من جمع الثورة نحمل فيها نعشها الى خزيمة...

والنصيحة لهادي يدور على رئيس وزراء زي الناس ... حتى ولو كان جني. الدفاع عن باسندوة معركة خاسرة لأنه بيفهم في المداعة (البوري أو الشيشة) والقرقرة أكثر من رئاسة الحكومة والتنمية. ثم كيف ستذهبون للحوار وأنتم محملين بحكومة فاشلة كل الناس مجمعين على فشلها؟ ماهو الأمل الذي ستعطوه للناس لكي يقتنعوا بأي طرح تطرحونه؟ ماهو شكل المستقبل الذي سترسمونه لهم وكيف ستقنعونهم وعنوان المرحلة "باسندوه"؟