الخميس ، ١٨ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٤:٢٥ صباحاً

صلاة الجُمعة مع الجرحى لها حضور مختلف !

د. علي مهيوب العسلي
السبت ، ١٦ فبراير ٢٠١٣ الساعة ٠٢:٤٠ مساءً
ربما قد تجاوزت عدد جمعنا الثورية الــ 103 جُمع لكن جُمعة اليوم مع الجرحى له مذاق وطعم مختلف تماما عن العديد من الجُمع التي قضيناها معا في الستين ،والسبب معروف أن تلك الجُمع كان طابعها سياسي استعراضي ولا تحمل سوى قضايا مكررة ، ولا يستجيب لها احدا من المؤتلفين الحاكمين ،أما جمعة ساحة الحرية أمام مجلس الوزراء رغم العدد القليل من المتضامنين ، لكنها مفعمة بالحيوية والدفء ،والأهم بالصدق والإيمان والوفاء بالعهد من ثلة الثوار الغيارى الذين يتذكرون الشهداء ويشاركون الجرحى أنّاتهم في كل لحظة !
لكن ما آلمني حقا هو عدم تواجد العدد الكبير بالرغم من أن اعتصام الجرحى قد مرّ عليه ما يقارب الثلاثة أسابيع ،وكذلك قد حصل اعتداء على المعتصمين والمتضامنين خلّف 12 جريحا بسبب الإصرار على اغتيال المناضل الجسور أحمد سيف حاشد ، ومع كل ذلك فقد تخلّف عن مؤزرتهم الكثير ممن يدّعون الثورية ويُلقبِون أنفسهم بالنشطاء الثوريين!

وهذا إن دلّ على شيء فإنما يدّل على الإحباط الذي تعرض له الكثير من الثائرين بسبب عدم تحقق أهداف ثورتهم ،والبعض الاخر سيطر عليه حب الأنا ،فذهب يبحث عن ذاته هنا وهناك!
والألم الثاني الذي انتابني من عدم حضور قنوات "الثورة" سهيل ويمن شباب ،والحضور الطاغي لقنوات النظام السابق في التغطية لفعاليات الاعتصام ،وهذا يعني بما يعنيه من أن الثورة قد صودرت لحساب توجُّهات سياسية معينة ،ومن يخرج عن ذلك التوجه فيُقاطع ، بل ويُشكك في توجهه ويتهم بالعمالة، والمبرر أن قنوات النظام السابق هي التي تُغطي تلك الفعاليات ،إذن بكل بساطة فالاستنتاج أن الاعتصام يتبعهم ويخدم مصالحهم ،والمواطن الثائر يصدق تلك الوسائل كونها قنوات الثورة فيتردد من الحضور ،كي لا يُوصف بالخائن للثورة التي قد استملكها اتجاه معروف ومحدد بحسب تسويق هذا المفهوم من قبل وسائله الإعلامية !

أردت ان أوضح هذا لجمهور الثائرين ،من أجل التمييز والفصل بين ما هو إنساني وفي نفس الوقت ثوري ،وبين المواقف السياسية التي قد تتقاطع في جملة المواقف ولا ضير في ذلك ،لكن على المنتمين للأحزاب وبخاصة للتجمع اليمني للإصلاح أن يضغطوا على قناتهم إذا كانوا قد سلّموا أن الثورة قد انتهت أن تمارس المهنية من أجل الحفاظ على شعبيتها التي تراكمت لها عبر نقلها لفعاليات الثورة خلال فترة السنتين الماضيتين ،أي أن المهنية تفرض عليها أن تنقُل الأحداث وبالمصداقية ذاتها خلال الفترة الماضية، هذه نصيحة لمن له قلب ينبض ،أو عقل يفكر، أو بقية من إحساس بالثورة ، أو ضمير يحاسب ويتذكر الشهداء والجرحى فهل من معتبر!