الثلاثاء ، ٢٣ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٣:٣٣ مساءً

الحزبية بين المفهوم والممارسة

وليد عبدالواحد شمسان
السبت ، ١٦ فبراير ٢٠١٣ الساعة ٠٣:٤٠ مساءً
تاريخ اليمن مرت بمراحل متعددة ، وإذا تعمقنا اكثر فنجد ان الحق الشخصي والمسؤولية بين حرية التصرف الكيفي وبين الالتزام بقضية وطنية.

قضية الإنسان منذ بدء وعيه وهي من طبيعته وبصراعه في الحياة متحدياً ومناضلاً في كل المحاولات الفاعلة لمصيره. يتناوب فيها أو يتلاعب بها، دون أن يمارسها كما يجب أن تكون ويرتد عنها مطالباً بها في إطار أسبابها الموجبة باسم القيم الإنسانية كذلك كان التاريخ حافلاً بالتناقض في هذا الصراع بين الإنسان بفرديته وبين واقعه الاجتماعي محاولاً كشف الحقيقة بفهم الوجود بين ذاتيته ومجتمعه.

ونحن اليوم نجد ان البعض الذي يمارس او يتحدث عن تجربة لن يدرك حقيقتها ، حيث يحاول التسلط على التنظيم وكأنه ملك شخصي مورث له، ويعتبر ان المهمة المكلف بها تشريف وليس تكليف ، ويمجد بذاته في اي كلمة يلقيها ، حتى يلتفت له الجميع ، ونحن تربينا بشكل مختلف عن مظاهر التمجيد ، ونعتبر ان اي مهمة هي تكليف وليس تشريف ولن تكون سوى بخدمة المجتمع والشعب ، قبل ان تكون في خدمة الشخص ، ونجسد من خلال ما تعلمنا مبادئ الحق والخير دون أنانيه ، لان المسؤولية هي عبء ثقيل ومسؤولية لمن يعي ويهتم بكل ما يعترض مسيرة النضال الذي يخوضه الشعب اليمني من اجل الحرية و الحياة الكريمة، وإن الإنسان يكون حراً عندما يحقق ما يتوجب عليه تحقيقه.

وامام ذلك اقول لو كنا نقدر بعضنا ، لن نثرثر على بعضنا ، ينبغي علينا ، التمييز بين من يمارسون الفكر ورفض سياسة التسلط، وتبني الديمقراطية كوسيلة من وسائل الحوار الهادف ، وبين من يمارسون تحطيم الفكر والوعي حفاظاً على مصالحهم وتبريراً للنظام أو السلطة أو الواقع البائس الذي يحتضنهم ، وهم لا يفكرون في مستقبل القضية بقدر تفكيرهم في امتيازاتهم الخاصة وبشكل انتهازي لحد كبير بدليل الشواهد اصبحت كبيرة في سجل هؤلاء ، وحان الوقت من اجل الانتهاء من الخطاب الانشائي والعمل على مفهوم عام .

أنا كنت لا اريد ان اكتب او اتحدث عن ذلك لولا انه طفح الكيل بما نسمعه ، ليس جلدا للذات بقدر ما هو بكاء على الذات ،وربما تكون هكذا صراحة في الطرح تحذيرا لتلك القيادات أن تصحو من غفلتها ،، وهي ترى في شخصيها عظمة القائد وحب الذات، فسياساتها هذه لا تبشر سوى كيف تكون صاحبة مصلحة وسيارة وشقة ، كما يتمتع فيها أولئك المسؤولين بامتيازاتهم الشخصية والتنظيمية ، بينما البعض يعيش حالة من القهر والاضطهاد والحرمان ، والغائب الوحيد هو العمل الوطني ، والخاسر الوحيد هو الشعب اليمني .

والحديث حول "الشفافية" و"النزاهة" و"محاسبة المسؤولين" عبر الهيئات والمؤسسات غير موجودة ، او من خلال عقد المؤتمرات الذي تخضع الى التأثيرات التي تمارس، وهذا ما نراه اليوم .

ان سياسة ادارة الظهر لدور طبيعي في التغيير الديمقراطي في الأحزاب في الساحة اليمنية من خلال اجراء المؤتمرات العامة وانتخاب قيادات جديدة وإعطاء دوراً حقيقياً للشباب والفتيات و مثلما تعلمنا فن القيادة كذلك هم يتعلمون دورهم القيادي عندما ينخرطون في الهيئات القيادية الأولى للاحزاب بالعمل الوطني سيكون له تأثير سلبي ، وعلى هذه الارضة علينا تطبيق شعار التغيير الذي هو مطلب حق، لكن يجب أن لا يتحول إلى تجريح أو تدمير ذاتي في البيت اليمني، فطريق الإصلاح والتجديد يمر عبر العمل الديمقراطي والحضاري في صفوف اي تنظيم او حزب وسنناضل سوياً حتى بزوغ فجر الحرية والتقدم والعدالة الاجتماعية.

أن الإنسان المناضل والقائد يستطيع أن يستمر في العمل والعطاء حتى بدون مواقع قيادة رسمية، هذا من جانب، ومن جانب آخر إعطاء مثل نقيض للحالة السياسية في اليمن التي تتجسد في تشبث المسؤولين بمواقعهم مهما طال بهم العمر.

ومن هنا يجب علينا أرساء تقاليد بذلك ، وأعتقد أنها تقاليد جيدة، ويجب أن يعتمدها الجميع، أن اي حزب او تنظيم يجب ان يبتعد عن التعاطي التنظيمي والحزبي بشكل فوقي مهما كانت مكانة الفرد، ومع احترامنا لكل التاريخ الذي يمثله ، سواء في حزبه او تنظيمه او اي مؤسسة.. وخاصة اننا نعتبر أن معركتنا وصراعنا مع التعصب الحزبي الذي يضر بالمصلحة الوطنية

وفي ظل هذه الظروف نقول يجب استبعاد الذاتية والخلافات الهشه فيما بيننا حتى نستطيع التمايز عن غيرنا فالمهمة التي يكلف بها الانسان ليس قدر له، بل يجب ان يكون لديه برنامج سياسي يرتبط بحركة الشعب كونه يربط بين الاهداف الوطنية والقومية والاممية. وما يحدث اليوم من تغيير من اجل العمل على تنمية اجتماعية، والاقرار بحق ابداء الرأي.
ولا بد من القول ان اليمن كانت وما زالت في موقع الحرية ، حيث انتمى للثورة والشعب اليمني اليوم أمام امتحان جديد في 18 مارس ، بعد اعلان المشير عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية يوم الحوار الوطني، ويتطلع الى ربيع اليمن، لكن ماذا بعد 18 مارس؟ ما هي الخيارات والبدائل والمتطلبات، فلقد سال دم كثير وحبر كثير، ومن مزيج الدم والحبر تستمر مسيرتنا الوطنية من أجل يمن جديد،وهل نسينا أو تناسينا في غمرة تفاؤلنا، التوقف أمام قضايا أساسية وهي المؤامرة الخارجية على اليمن السعيد والذي يجب محاربة والذين يحاولون سلبنا والتدخل في ارضنا وحقوقنا وهويتنا ، وعلية اقول أن الحرية لا يفهمها إلا أصحاب النفوس الكبيرة الذين يرون الحياة بتحرير الارض والانسان واستعادة الحقوق، وأن دماء الشهداء رهن لحرية أمتهم وسيادتها.

وغني عن القول ان المعركة التي يخوضها شباب اليمن، تشكل معركة حقيقية من خلال ابراز صوتهم امام العالم ، ومن اجل ادانة جلادي ومجرمي الإنسانية.

ان الصراع الدائر داخل الاحزاب السياسية جزءا من المواجهة العامة التي يخوضها الشعب اليمني ضد مشاريع الشخصنة والهيمنة .إن الشهداء الذين سطروا ويسطرون ملحمة نضالية يكتبون بالدم اليمني ان حلقات النضال الوطني ولا يمكن لأحد أن يفصلها ويباعدها فيما بينها وخاصة أنها تحمل في طياتها التصدي للمشاريع الحاقده ، و أن الشعب اليمني بشابه ورجاله ونسائه يؤكد للعالم وللامة العربية ان يوم 18 مارس يوم جديد لليمن .

هكذا نفهم أبعاد المعركة التي يدور رحاها في أروقة اليمن، ، انتصاراً للحق في معركته الذي يخوضها من خلال التغيير ،.
وختاما نقول بانه لا مناص من إصرار شعب اليمن على حقه في العودة للتصالح والتسامح .

والله الموفق