الخميس ، ٢٥ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١٠:١٣ صباحاً

حكومة تجي نقرط

طارق عثمان
السبت ، ١٦ فبراير ٢٠١٣ الساعة ٠٩:١٠ صباحاً
ترشيح أحد القتلة ليكون نائبا لمدير مصافي عدن له مايبرره ، فالرئيس هادي يبحث عن أشخاص أصحاب خبرة ، وهل هناك خبرة أفضل من ممارسة التصفيات لشخص سيتولى مهام كبيرة في المصافي !؟؟ إذا تعد هذه خطوة جبارة ومهمة في اتجاه تشكيل حكومة ( تجي نقرط ) أو حسب ما تتناقله وسائل الإعلام خطأً تكنوقراط .
تجي نقرط هي السياسة التي إنتهجها صالح طول عهده وهي تمثل قمة الشراكة الحقيقية مع الفاسدين فالكلمة ( تجي ) تحمل معاني شوروية تفاوضية مع أصحاب الخبرة و (نقرط) في بعض معاجم اللهجات اليمنية تعني نمضغ الحب وتستخدم دائما للإشارة إلى نهب المال العام ففلان يقرط يعني يطحن المال العام طحنا في فمه كما في معجم ضروس العرب . وهكذا استمر طوال 33 سنة يستدعي الفاسدين والمشبوهين وأصحاب المطامع والنزوات ليوليهم المناصب في لوحة شراكة رائعة عنوانها تجي نقرط.
إذا فالتعيين الحالي الذي يتوقع أن يقدم الرئيس على اتخاذ قراره يتماشى مع التسمية سواء كانت الحقيقية المؤصلة أو الشائعة وهي تكنوقراط أوحكومة الخبرات ..
فالرجل خبرة في التصفيات تشهد له كثير من الجمع الدموية في الثورة وسيكون له إسهام كبير في تصفية النفط ...
والحقيقة أن خبرته ستتعدى النفط الى عائداته فمن يقتل شبابا لأجل المال قد يفعل أي شيء آخر لأجله ..
وبهذه الخطوة من حق الشباب الذي أصابهم هذا المرشح أن يفتخروا أن ثورتهم لم تذهب هباءا فهاهو من صفى رفاقهم وكاد يصفيهم تدفعه الثورة دفعا ليصفي رافدا مهما من روافد الوطن وهو مجبرا ذليلا مدحورا وقرار الرئيس هادي فوق رأسه مسلطٌ كالسيف الأملح ...
هنيئا للثوار فالقرارات تتوالى وربما أن أحمد علي وهو التجي نقراطي الكبير الذي كان يقرط مخصصات 100 ألف جندي في الحرس كانوا مسجلين تحت بند ( وجنودا لم تروها ) إذ أنهم وهميون ولا وجود لهم سوى في كشوفات الراتب قد يتولى مركزا قياديا عسكريا حساسا تثمينا لدوره في الثورة فقد كان أبرز المسؤلين عن القتل ولولا دوره هذا لما كان للثورة معنى فما معنى ثورة بدون دم كما أن دوره في توظيف هذا العدد الكبير من الجنود التي لم تروها جزء من الاستراتيجية العسكرية الإسلامية فالنصر دائما كان بالمؤمنين وبجنود لم تروها و التي كانت لا تتعدى بضعة آلاف في غزوة بدر الكبرى ( بخمسة آلاف من الملائكة مسومين ) فكيف بمن يعين 100 الف دفعة واحدة وكلهم مسومين سع بقية الشعب ...
طبعا القرار الأول أتى بعد درع الثورة الذي أهداه الشباب للرئيس إذ أنه من باب ( رد السلام رد السلام واجب ) فمن يهديك درعا إهديه طعنة على الفور وليس مهما أن تكون في ظهره في صدره في خصره المهم الرد عليه واجب ، وقد كان الرد جميلا مبهرا فما أجمل أن تهدي الشهداء قرارا بتعيين قاتلهم في التخصص المناسب تحت شعار القاتل المناسب في المكان المناسب ..
كم سيعض بقية المجرمين أصابعهم ندما إذ لم يشاركوا بالثورة ويسهموا في القتل بالشكل الذي يجعلهم معروفين مشهورين حتى يحصلوا على نصيبهم من فطيرة الدم .
وصراحة لم يبق إلا أن يشفي الرئيس هادي نفوسنا بقرار تعيين المخلوع رئيسا للوزراء علشان نشمت فيه ونحن نرى نتائج الثورة تتحقق غصبا عنه بل وهو من يحقق أهدافها بيديه مجبورا مكرها كما يفعل بقية رجاله الذين تنهال قرارات التعيينات عليهم تباعا .
و هكذا هي التيجي نقرط وإلا بلاش .