الخميس ، ٢٥ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٦:٥١ مساءً

الكاميكازي الانتحارية تستهدف تنظيمية الثورة.

محمد أحمد أبواصبع
الخميس ، ٢١ فبراير ٢٠١٣ الساعة ٠٨:١٥ مساءً
أعمارنا التي تزاحمت في مساحات الشوارع الضيقة قصفتها السماء بطائرات انتحارية وانتهى الأمر..! هكذا قرأنا الحادث نحن الذين نعرف أن الذاكرة الشعبية مثقوبة ودائما ما تتسرب منها أحداث مهمة كقتلة ((جمعة الكرامة)) وفضيحة تكديس جثامين الشهداء المجهولين في ((بوابير)) الزبالة, ومحورية قضية هيكلة الجيش وإعادة توزيعه بما يضمن انتهاء الولاءات الشخصية للقادة لضمان نجاح الحوار الوطني...
مثل خبر عارض مرت جنازة الشعب في نشرة التاسعة دون أن تترصده عيون باسندوة التي غشيها البكاء أللإرادي الذي يصاحب عادة تفاعله في الحديث عن الوطن, الوطن الذي لا يعرف معاليه عنه شيء, كيف لا, وهو مشغولٌ بأمور أكثر أهمية كالحفاظ على لحمة حكومته واستمرارها عبر تأكيده على المحاصصه واقتسام الوزارات والإدارات والأقسام وأكشاك بيع السجائر؟..!

وبما لا يدع مجال للشك فأن معاليه يؤكد كل يوم عن تعاليه عن زلة المعرفة والدراية بصفقات الأسلحة مثلاً او بفضيحة تهريب الأطفال اليمنيين إلى السعودية للعمل في التسول واستغلالهم جنسيا من قبل سادة نجد..! تظل هذه ألأمور سطحية ولا تستحق دمعة واحده من سيلان باسندوه المتواصل أو من أحد أعضاء حكومته إذا ما استثنينا وزير النقل واعد باذيب .!

اللجنة التنظيمية للثورة بدورها تساءلت! وأن تتساءل التنظيمية فهذا امرٌ يستحق الاحتفاء والتدوين ضمن الأحداث الأكثر غرابة في العالم والداعية إلى إعمِال التفاؤل في كل ما قد يستجد على الساحة اليمنية مستقبلاً.!

التنظيمية تتساءل عن أسباب سقوط الطائرة في محيط ساحة الاعتصام! وبصراحة فإن تساؤلها هذا أشعرني بالغبطة والسرور إذ أن فكرتي السوداء عن اللجنة التنظيمية جعلتني اعتقد أنها لا تعرف إلا الإيجاب, بالسمع والطاعة , لكنها تساءلت.. وتمخض التسطيح عن نكته!!

نكته أن بقايا النظام توصلوا إلى ضرورة استخدام الكاميكازي اليابانية لكبح تقدم الثورة وأنه تبقى علينا أن ننتظر 23 طائرة انتحارية تستهدف مخازن الثوار وبوارج جولة القادسية.!!
ألا يثير ذلك التساؤل قرحة في المعدة وحرقة في الدم ويخلق أسئلة أخرى؟

هل كانت ستتساءل التنظيمية إذا سقطت الطائرة في مكان أخر من العاصمة وهل ستتذكر في تلك الحالة أن هناك ضحايا قضوا نحبهم احتراقا نتيجة إهمال وتقصير أو أشياء أخرى؟
هل ستعرف التنظيمية أن الموت لا يعرف بلطجي من ثوري ولا مؤتمري من إصلاحي او اشتراكي او ناصري وأن الدم اليمني واحد وأن حادث مثل هذا يستدعى التكاتف والتساند والشعور بقيمة الدم اليمني؟..!

لن أعلق على تعزية الرئيس السابق لأهالي الضحايا لأنه شيء لا يستحق الالتفات له كون ((صالح)) أكثر من استهان بالدم اليمني لكني سوف آمل أن مكتب الرئيس عبد ربه هادي قد نسي نشر بيان التعزية لأهالي الضحايا أو أن وسائل الإعلام انشغلت بخبر توديع محمود عباس عن نشر التعزية...

رحم الله كل الضحايا وأسكنهم فسيح جناته ونتمنى أن يعرف تقرير اللجنة الفنية المختصة التي شكلتها وزارة الدفاع الضوء لأن الأدراج غالبا ما تلتهم كل شيء..!!