الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ١٠:١٨ صباحاً

الصراع الإصلاحي الحراكي

وليد تاج الدين
الخميس ، ٢١ فبراير ٢٠١٣ الساعة ٠٨:١٨ مساءً
بدأ الصراع بين الإصلاح والحراك حينما أحسّ قيادات كل منهما أنه يمكن أن ينفرد بمزايا جديدة بعد نظام صالح، فكلاهما يريد القضاء على الآخر بغية الاستئثار بكل شيء دون الآخر، معتمدين على قوائم مليئة بمشاكل الناس، فالإصلاح استغل معاناة الناس ونادى بها ليتفرد بالحكم ويزرع كوادره في كل مكان ويجعل موالاته شرطا ينبغي المرور عليه.. وقد حقق ذلك. والآن الحراك يريد اقتصاص جزء كبير من الوطن معتمداً على معاناة الناس وحماسهم واستيائهم.
الإصلاح يرى أنه أصبح رقماً صعباً في المشهد ولا يمكن لأي مكون منافسته - على الأقل في الوقت الحالي - وإن كان الأمر يختلف نسبياً في الجنوب، حيث يتواجد عدوه اللدود، ويعتقد أن الدين علامة خاصة به وعلى الآخرين الإيمان بهذه الحقيقة، أما الحراك فيعتقد أن مسمى الجنوب علامة خاصة به وملك له ولا يجوز لأي قوى أخرى التحرك في ميدانه أو ما يرى أنه وطنه، ويزج بالتاريخ والجغرافيا في خدمة هذا التوجه ويعزف على أوتار الموجوعين لدفعهم لصنع هذا الوطن أو استعادته من المحتل وتسليمه إليهم !!
وفي إطار تشدُّد كل طرف في معاداة الآخر، ينقسم الناس بين مؤيد لهذا أو لذاك بغض النظر عن نسبة التأييد لكل منهما ويقعون ضحية لأطماع تلك القيادات ومخططاتها في كلا الطرفين، وضحية لمجموعة القيم والمعتقدات التي يتم تعبئة البسطاء بها لتتحول بسرعة إلى مواجهات دامية وعنصرية بين قواعد وأنصار الطرفين.
كان الأجدر بحزب الإصلاح ترك الناس تختار ما تراه مناسباً دون اللجوء للوقوع في مواجهة ميدانية مع عناصر الحراك الذي يقوم بتعبئة الناس بمواجهته كحزب مستورد وعدو ومحتل؛ لأن ذلك لا يخدم سياسته في استقطاب عدد أكبر من المناصرين، أما الحراك الرافض للدخول في الحوار والمنقسم داخل وطن يدَّعي تمثيله، فكان على قياداته أن تحترم أدبيات المواثيق والأعراف الدولية وتستجيب لموقف العالم الداعي لحل المشكلة بالحوار مهما كان ذلك تنازلاً في نظرها، وتتبع التدرج في المطالب، وتحشد التأييد الدولي بعيداً عن العنف وبث العداء ضد الناس لمجرد الهوية تكراراً لأخطاء