الثلاثاء ، ٢٣ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١١:٠٢ صباحاً

بين عامين انتقاليين

عبدالعزيز الهياجم
الأحد ، ٢٤ فبراير ٢٠١٣ الساعة ٠٩:٣٠ مساءً
يوم أمس الخميس , صادف الذكرى الأولى لانتخاب الأخ الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيساً انتقالياً بناء على الانتخابات الرئاسية المبكرة التي جرت في ذلك اليوم من العام المنصرم .

وبالتالي، فإن اليوم الجمعة 22فبراير هو أول أيام السنة الثانية من ولاية الرئيس عبد ربه منصور هادي، وفقاً لما نصت عليه المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة.

وبالتالي ،لسنا هنا في معرض التذكير بحصاد عام مضى من الانجازات الإيجابية التي تمثلت في إعادة هيكلة القوات المسلحة، وكذا ما يجري تنفيذه لإنجاز هيكلة قوات الأمن ووزارة الداخلية ناهيك عن الجهود الحثيثة في المسار الاقتصادي والتنموي والتي كان من أبرز مؤشراتها انعقاد مؤتمري أصدقاء اليمن والمانحين في كل من الرياض ونيويورك وما أسفرت عنهما من تعهدات بلغت نحو ثمانية مليارات دولار نأمل بشأنها أن يفي المانحون بالتزاماتهم وأن تنجح الحكومة اليمنية في استيعاب مشاريع الدعم .

قبل أسبوع أصدر مجلس الأمن الدولي بيانه بشأن اليمن والذي تضمن إدانة صريحة للرئيس السابق علي عبد الله صالح ونائب الرئيس الأسبق علي سالم البيض بعرقلة العملية الانتقالية مع التلويح إلى عقوبات مشددة وفقاً للمادة 41 من ميثاق الأمم المتحدة .

كان وصف البيان الأممي لعلي سالم البيض بصفته نائب الرئيس الأسبق , رسالة قوية مفادها أن لا جدوى من تلك التحركات والنشاطات الرامية لفك الإرتباط ومن ورائها قوى إقليمية داعمة وتحديداً إيران , حيث إن المجتمع الدولي مستمر في دعمه للوحدة اليمنية وفقاً لمعالجات مرضية للجميع ومحققة لتطلعات الأطراف التي تعرضت للظلم والتعسف،وهذا شيء جميعنا يتفق عليه..وبصراحة حين قرأت بين سطور بيان مجلس الأمن الدولي ذلك الاتهام الصريح الذي قرن الرئيس السابق علي عبد الله صالح ونائبه الأسبق علي سالم البيض كونهما أبرز معرقلي المبادرة الخليجية وجهود التسوية السياسية في اليمن , شعرت بالأسى تجاه رجلين لا زلت أتذكر اللحظة التاريخية التي وقفا فيها سوياً ظهر الثلاثاء 22مايو 1990 رافعين علم الجمهورية اليمنية على سارية باحة قاعة فلسطين بعدن ..وطبعاً لم يكن البيان الأممي اتهاماً كيدياً من أطراف يمنية لأطراف يمنية أخرى وإنما هو مستند على شواهد دامغة ولم يصدر بصورة طارئة ومستعجلة وإنما بعد فترة طويلة من التريث وإعطاء الفرصة وإرسال إشارات التنبيه ولفت النظر لمن تورطوا حتى يعودوا إلى رشدهم , كما أن البيان لا زال بمثابة كرت أصفر من المؤكد أنه سيعقبه كرت أ

حمر متمثل بقرار من مجلس الأمن في حال لم يستوعب ولم يفهم المعنيون بالبيان الرسالة .

ونحن أيضاً نقول لهؤلاء ارحموا تاريخكم السياسي والنضالي الذي أتيتم على أخضره ويابسه ولم يبقَ فيه موضع صالح للزهو ,, وارحموا هذا الوطن وهذا الشعب الذي لم يعد في جسده موضع صالح للألم بفعل ما تقترفونه.

يكفي أن يدرك هؤلاء أنهم في مواجهة شعب يتحلى بالطيبة والتسامح إلى أقصى درجة , فهو ربما يغض الطرف عن الأموال التي نهبوها خلال توليهم للسلطة إذا ما تواروا واكتفوا بالتمتع بها فيما تبقى لهم من عُمر , أما أن يسرقوا ثروة الشعب خلال حكمهم ثم إذا ما اضطروا للخروج من السلطة يكرسون الأموال التي نهبوها لتخريب البلد مجدداً وقتل أي بصيص أمل في الخروج من الأزمة واستعادة الحد الأدنى من الحياة المعيشية والأمن والسكينة العامة فتلك جريمة لا تُغتفر.