الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٦:٢٢ مساءً

النظام العكسي .

سامي العليمي
الاربعاء ، ٢٧ فبراير ٢٠١٣ الساعة ٠٥:٣٨ مساءً


نظام , اسم يحمل الكثير من المعاني عند النكره , ويعيد تعريفه بأل التعريقيه للدلاله على المقصود المحدد , واذا اضيفت بعدها كلمه اصبح المعنى محدد المعالم , كأن نقول النظام العام , والخاص , والحاكم ..وهكذا دواليك .!



من سنن الله تعالى ان الاجرام السماويه تدور حول اجسام اكبر منها , وهذا نظام مألوف , فمثلا تدور الارض حول الشمس , ويدور القمر حول الارض , وكليهما يدوران حول الشمس , وإذ ما نظرنا الى الاجرام المتناهيه في الصغر فإننا سنرى الاليكترون يدور حول النواه , وهكذا , انه نظام مألوف ان يدور الضعيف حول القوي وفي فلكه يسبح ويستهدي منه رشدا .



فإذا نظرنا الى واقع حياتنا سنراها متماثله مع سنن الله الكونيه , العمال يعملون لمصلحه الشركه الفلانيه المملوكه لاغنى رجل في المدينه , والفلاحين يعملون لمصلحه , شركه تعاونيه انشأتها الحكومه من ايام السبعينات , رب الاسره هو سيد بيته , والامام راع لرعيته , وشعبه وهكذا , لكن السقوط لهذا النظام الشامل المنظم لهذا الكون , هو سقوط فلسفات ومفاهيم هذا النظام , والاستبدال بنظام عكسي ,



الاسره احدى مكونات المجتمع ,والمجتمع مكون هام للاقليم , والاقليم للدوله وهكذا , لو مثلا تخلل نظام الدوران عن المألوف فتمرد الابن عن ابيه , والمجتمع عن الاقليم , ويتمرد الاقليم عن نظام الدوله , بالفعل ستكون هناك الكارثه وهو سقوط النظام لهذه الدوله , ولن تعود الا بإعاده ترتيب ابجديات عملها بالمألوف وبإستمرار .



مع الاحداث الجديده على الساحه العربيه , فإن مشاهد النظام يتدحرج رويدا رويدا , فنرى خروج العامه لسنيين في ساحات المدن , والاعتصامات لم تنتهي من سنتين , والخيمه تشرع دستورا , وبلاد تباع بمزاد علني , من يشتري ؟ من يدفع اكثر ؟! لم يعد الرئيس يملك صلاحيته الكامله , بل اصبحت منقوصه وغير متكامله , تداخلت السلطات فيما بينها , ونشاء الصراع , ويكون فيه العامه هم الخصوم , وهم الحلفاء , لا أدري , مجرد تساؤل ! هل هناك اليه لرفض , او اقرار قرارات السلطات التنفيذيه بدون الرجوع الى العامه , ويسأل فيها اهل الحل والعقد , والشورى في الدوله , وكل بحسب دستوره وقوانينه , ام ان الفوضى هي الحل التي يتبعها الملايين من الناس في هذه الايام .!!



كيف لامه تريد النهوض , وقد تركت جل اسباب النهضه , العمل , العلم , توفير الجهد والمال والطاقه , الصناعه ,والتجاره والزراعه , اين هي اذن مواقع تلك البلدان التي تنتشر فيها الاعتصامات في ربوع ساحاتها , واوديتها ومدنها , لما لا يتم اعاده تعريف المجتمع من جديد , كما فعلت المانيا , واليابان بعد الحرب العالميه الثانيه , وهل تعلمون ان هذه الدولتان هم سيدتا قاراتيهما الان , فاليابان يضرب بها المثل في اسياء والعلم في التطور والنظام , والمانيا هي رأس القطار الذي يجر خلفه مخلفات اقتصاديات دول الاقطاع الأوروبي الشرقي , والغربي المتعثر بإستمرار .