الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٩:٢٥ مساءً

التغيير الحقيقي يا رئيس الجمهورية (مقترح إجرائي لليمن الجديد)!

د. علي مهيوب العسلي
الاربعاء ، ٢٧ فبراير ٢٠١٣ الساعة ٠٧:١٥ مساءً

مقال: بعد أن تَكَشّف المشهد السياسي اليمني ،وظهرت كل قوة بحجمها وقدرتها ،واتضحت مراميها ،وكُشف ما كان مخبأ منذ عقود ،وتكشفت باطنية المبطنين ،فإني أقدم هذه المقترحات لفك الاشتباك إن كانت لهذه المقترحات من يلتقطها فلربما قد تغير المشهد القاتم برُمته والمعني بهذه المقترحات وفي طليعتهم رئيس الجمهورية وعلى النحو الاتي:
1. بعد ان أحيل هادي الى لجنة تأديب كما قيل من قبل رئيس المؤتمر جراء اعطائه معلومات قيل عنها مضللة لمجلس الأمن الذي بموجبه حدد أن صالح من المعيقين للتسوية السياسية ،فإني أقترح على الرئيس هادي من باب الفضول وأقول له: ابدأ بمشاوراتك الفورية مع من لم يتورط من المؤتمرين وهم كثر وشكل لجنة تأسيسية لحزب جديد حداثي من روح ثورة الشباب ،فإذا اتخذت هذه الخطوة فإن الكثيرين من المثقفين والاكاديميين سيكونون من طلائع المنتسبين لهذا الحزب ،ليس لكونه حزب الرئيس وانما للاستجابة الصادقة منك ومن المخلصين للتغيير ولتطلعات الشباب المؤمنة بالدولة المدنية الحديثة ، فهذا التفكيك والانفكاك من حزب الرئيس الى حزب سياسي تنافسي برامجي سيمكنه من أن يكون القوة الأولى في تصوري ! ،ثم أقترح على المتجانسين من المشترك أن يقومون بتوحيد احزابهم في كيان حداثي على نفس القاعدة! ؛ ومثل هذا التوجه سيخلصنا من كم هائل من الاحزاب إلى حزب جديد يحمل المدنية على عاتقه ويناضل من أجل الوصول اليها ،وباعتبار الإصلاح هو أقوى الاحزاب حاليا من حيث التنظيم والتحشيد والامكانيات فيبقى قوة أخرى إذا لم يرغب ان ينخرط في الكيان الحداثي الأنف الذكر، وإذا تم كل ذلك عندها لا سبيل للشباب الثوري ومكوناتهم (المستقلين والمتحزبين والذين لم يعودوا مقتنعين بأحزابهم المنتمون إليها ،أو بعد اندماجها في شكل جديد ) إلا أن يتشاورون و يتنظمون بحزب جديد يُجسد أهداف ثورتهم التي ذهب في سبيل تحقيقها المئات ،بل الألاف من الشهداء من أجلها ،فاذا تم كل ذلك فإنني على قناعة أن المشهد السياسي سيتغير كليا باتجاه التغيير ،كذلك سينتهي الانتهازيون الذين يتحينون الفرصة للانقضاض على السلطة تحت أية عباءة بارزة.
2. البدء الفوري بترتيب نقل العاصمة من صنعاء ولتكن في أية محافظة تتوافر فيها مقومات العاصمة للدولة اليمنية الاتحادية المأمولة.
3. اصدار قانون جديد للتقسيم الاداري وفق أسس ومعايير عالمية ، وليست معايير سياسية كما حصل في الماضي مع الابقاء على صنعاء ، تعز وعدن أقاليم بحد ذاتها لما تحمل كل منها من شروط ذاتية وموضوعية ،وتقسيم بقية المحافظات إلى ثلاثة أقاليم أخرى وفق الشروط والمعايير التي تحقق الازدهار لكل منها.
4. إعادة هيكلة معظم المؤسسات والوزارات الحكومية بما يلبي تحقيق مصالح المواطنين ويزيد من كفاءتها ويقلل من الفساد المستشري في معظمها.
5. البدء بعد ذلك بالحوار الوطني الشامل بعد أن يُعاد التوازن والفعالية للقوى الجديدة والمُتجددة لتُسهم في بناء اليمن الجديد، وانهاء التقاسم المقيت وإلى الأبد.
باعتقادي أن اللاعبين القدامى سيصابون بالإحباط المصحوب بتجاهل المواطنين لرغباتهم المريضة ، وسيرحلون من تلقاء انفسهم طواعية دون اللجوء الى استخدام وسائل قد تكون مكلفة إذا لم يتم التغيير وفق هذا المقترح أو أية مقترحات أخرى تلبي روح ما تضمنه مقترحي هذا !
أمل من سيادة الرئيس أن يدرس مقترحي هذا بالجدية الكافية ،من أجل اخراج البلاد مما فيها من صراع وتخندق واستقطاب والذي على الاغلب لم يحقق تطلعات الجماهير اليمنية في الماضي ،ولا هو قادر على التحقيق في الحاضر أو في الزمن المنظور!
وقد يكون هذا المقترح ربما حلاً لكثير من المشاكل التي أُستصعب حلها في الفترة الماضية ،وقد يكون المدخل العملي للتغيير الحقيقي لأنه سيحقق انتاج قوى جديدة فاعلة وسيُهيكل القوى العتيقة التي شاخت ولم تعد قادرة على انتاج التطور والتقدم المنشود