الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٣:٣٦ مساءً

صالح وهادي أيهما يكسب الجولة ؟

رضوان محمد السماوي
الخميس ، ٢٨ فبراير ٢٠١٣ الساعة ٠١:٥٦ صباحاً

مقال: لقد مررت اليوم بنفسي الى هنالك ووصلت وعلي عفاش يلقي كلمته كانت الحشود قد بداءت بالانفضاض .
الصراع على المؤتمر كهياكل حزب ومقرات وبنية تحتية هي بين عفاش ومن يُناصره من فاشلي اليمن ومرتزقتهم ، وبين عبدربه هادي وبعض الجادين والمحترمين نوعاً ماء وإن كانوا ملطخين بالمال الحرام من بني الانسان في المؤتمر الشعبي والذي يريد عبدربه هادي الحفاظ على تلك الهياكل والمكاتب والمقرات والاعتماد عليها في معركته السياسية القادمة وأداة للعب دور ما في اليمن ، هادي أغرته السلطة ويُريد أن يُمسكها بكل تلابيبه ولا يُمكنه الوصول الى هذه الفريسة سوى بإزاحة صالح وعصابته داخل المؤتمر من قيادة الحزب الموسمي "المؤتمر الشعبي العام" ، وفي سبيل ذلك استخدم هادي صلاحياته الرسمية واستغل ثقة ما يُسمى بالمجتمع الدولي به وبما يطرحه فكان منه أن رفع ذلك التقرير أو أوشى الى بن عمر برفع ذلك التقرير الى مجلس الامن ؛ الأمر الذي استدعى المجلس أن يُصدر ذلك البيان ويُشير الى علي سالم البيض وعلي صالح بالاسم باعتبارهما من المعرقلين للمبادرة الخليجية والانتقال السلمي للسلطة .
صالح عنده قدرة فائقة على التحول والتفاعل مع القرارات الدولية وهو لم يوقع المبادرة الخليجية إلا بعد قرار دولي ، ولم يتخلى عن رقصته الشيطانية مع بعض ثعابينه إلا بعد البيان الاخير من مجلس الامن فكان منه أن أعلن عن ذلك صراحة فدعاء الى ما أسماه الصفح الجديد ، تخلى عن البيض وأشار اليه بالهجوم وحمله مسئولية إراقة الدماء في عدن وحضرموت ، كما أعلن صالح تخليه عن رقصته المريبه مع الحوثيين وقال أنه لا يمكن أن يرتهن لروسيا أو إيران .
البعض قال : أنه لأول مره يُلقي صالح خطاباً قصيراً لا تتجاوز مدته الست دقائق مرتجلاً لا تتجاوز كلماته الخمسمائة كلمة ودون أن يلوح الى الإصلاح ويُعرض بهم بعد أن كان يذكرهم بالإسم ، صالح يفهم رسائل ما يُسمى بالمجتمع الدولي بسهولة ويُسر ، كما أنه بهذا الخطاب وهذه الحركة أوصل عدة رسائل للداخل والخارج فهو قد سحب البساط من تحت هادي ، وقال له : أنا رئيس المؤتمر وهو حزبي ولا يُمكنك أخذه مني ورسالة الى الخارج أنه مع المبادرة الخليجية وسيتخلى عن عرقلة تلك المبادرة والتراقص مع بعض ثعابينه التي تعود على الرقص والبرع مع الكثير منها .
على هادي البحث عن حيلة اخرى غير التلويح بالعصاء الدولية من أجل زحزحة صالح عن رئاسة المؤتمر الشعبي العام ، كما أن عليه أن يتخلى عن مطامعه التي زينها له شيطان السلطة والملك وابهته وزحرفته ، وعليه أن يُقنع نفسه أنه يقود مرحلة انتقاليه للوصول الى تحديد شكل الدولة بعد الحوار الوطني كما قال هو بنفسه أنه سوف يُسلم السلطة بعد سنتين في خطابه الذي ألقاه فيما سمي تسليم السلطة الذي أقامه صالح في مثل هذا اليوم .
من يقفون خلف صالح اليوم أثناء كلمته هم قلة قليلة من عصابة المؤتمر المتخندقين خلف قوة السلاح والجهلاء ممن يستهويهم خطاب صالح والبركاني وممن يدورون في فلك صالح من ابناء وقبايل ذمار وهمدان وبني الحارث وغيرها .
نخبة المؤتمر المتعلمة والمثقفة وإن كانت فاسدة وملطخة لم تحضر يوم زينة صالح ، وهذا يُعد مؤشراً مهماً حول مدى الإنقسام الذي وصلت إليه عصابة المؤتمر الموسمية .
هادي بحاجة الى مزيد من تفكيك عصابة صالح وتحليلها وتجفيف منابع الدعم عنها حتى يتمكن من إزاحة صالح عن رئاسة تلك العصابة المتجمعة حول فريسة الوطن الذي يتناهشونه كل بحسب حجمه وقدرته على البطش والنصب وأكل المال بالباطل