الخميس ، ٢٥ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٨:٠٣ صباحاً

متى نستطيع ممارسة الحزبية الصحيحة؟

د .مسعود عمشوش
الخميس ، ٢٨ فبراير ٢٠١٣ الساعة ٠٢:٥٨ صباحاً

في الأصل الحزبية ظاهرة مدنية وحضارية راقية. لذلك يفترض أن يجسد أي حزب مصالح مشتركة لجماعة مدنية تتجاوز الانتماء القروي أو القبلي أو الفئوي أو الديني أو المذهبي. وهناك أحزاب تسعى إلى القومية وأخرى إلى الأممية! لذلك فالحزبية- حينما تـُبنـَى على أسس وقواعد مبادئ حضارية واضحة وسليمة - تجسّد مستوى عاليا من ممارسة العمل الاجتماعي والسياسي. وحينها تصبح أفضل بألف مرة من الاصطفافات الفئوية والقبلية والقروية.
لكن يبدو أن العرب عموما لم يستطيعوا حتى اليوم استيعاب الحزبية في شكلها الصحيح. وفي الحقيقة لا يزال العمل الحزبي الصحيح ممنوعا في غالب الدول العربية. ويبدو أن الغرب حينما أراد أن يؤطر لمصلحته الربيع العربي روّج لما يسمى بالمجالس الوطنية التي هي في الواقع تحالفات مؤقتة جدا وغير متجانسة وبدون برامج أو روئ وهدفها الوحيد إسقاط النظام القائم. وأكبر دليل على هشاشة تلك الأطر ما يجري حاليا في ليبيا حيث تتناحر فيما بينها مكونات المجلس الوطني الذي أنهى نظام القذافي بمساعدة العغعغرب ومجلس الأمن.
ومن أخطر الأخطاء التي يمكن تلوث الحياة الحزبية في بلاد ما: جعل هذا الحزب أو ذاك رديفا لهذا الحاكم أو ذاك، أو لهذا الدين أو ذاك، أو لهذه القرية أو تلك. ففي العراق مثلا تم اختزال حزب البعث- وهو من أقوى الأحزاب التي ظهرت في الساحة العربية- في شخصية صدام حسين. وأتمنى أن تنجح أحزابنا في تجنب ذلك والمناطحة ببرامجها ومبادئها الحضارية، لا بالألوية التي يسيطر عليها بعض أعضائها، أو بأموال التجار من أعضائها (أصحاب المصالح)