الخميس ، ٢٥ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١١:٤٠ مساءً

نحتشـد لـكي نمـوت..!

عاصم السادة
الجمعة ، ٠١ مارس ٢٠١٣ الساعة ٠١:٣٨ صباحاً

لا ضير ان نحتفل ونقيم المهرجانات السياسية والدينية في ربوع اليمن لطالما وان ذلك لن يؤثر على الوطن ارضاً وانسانا ولا ضير-ايضاً- ان يحشد حزب او تنظيم سياسي انصاره في مكان ما للاحتفال بذكرى حزبية تخصه لطالما وانها لن تلحق العنف وتتسبب في استفزاز مشاعر الاخرين كون هذا لا يتعارض مع رؤى كثير من العقلاء والمفكرين وان لم يكن في الدستور اليمني بذاته..
ولكن ما يمنعنا في الوقت الحاضر ان نحيي المهرجانات السياسية و الاحتشاديه التي في ظاهرها الرحمة وفي باطنها العذاب هو الوضع الاستثنائي السائد في البلاد والذي لم يعد يحتمل الكثير من المناكفات والمزايدات السياسية المبتكرة وكذا استعراض العضلات التي لو سخرت لبناء اليمن لكنا تخلصنا من مشاكلنا واصبحنا بغنى عن العون الخارجي المقدم لنا..!
وبالتالي فان المرحلة حساسة تتطلب من الجميع التعامل معها بروح وطنية واساليب دقيقة بحيث لا نجر البلد الى مربع العنف والاقتتال على اللاشيء فقد شبعنا احتفالات واعياد وذكريات لم نجن منها سوى الويل والثبور..!
واعتقد ان قيام مثل هكذا مهرجانات ومظاهرات ومسيرات احتجاجية واحتشاديه في ارجاء المعمورة من أي طرف كان في الوقت الراهن ليست الا تهيج للشارع العام وارباك لعملية التسوية السياسية ومحاولة لا عادة البلد الى مربع الصراع الذي بالكاد ما أنفك منه اليمنيين بإبرام مبادرة خليجية بين فرقاء العملية السياسية لإنفاذنا من معمعة اهلية كانت لن تبقي ولن تذر..
فلم اجد قط بلد في العالم تحتشد فيه الجماهير الشعبية تحت مسمى وطني لكي يتقتلون الا في بلادي ..؟!
ويبدو ان البعض لا يحلوا لهم تهدئة وتهيئة الاجواء والمناخات السياسية للدخول في مؤتمر الحوار حيث ان المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية تعتبر استقرار الحياة السياسية شروطاً اساسي الدخول في الحوار الوطني..!
اذا ظل الوضع هكذا ما قبل انعقاد مؤتمر الحوار الوطني على نسق الاحتشاد والمناصرة دون التهيئة فان المؤشرات الاولية للحوار الوطني ستكون سلبية وغير مبشرة بلملمه الاوراق واعادة المياه الى مجاريها..!