الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٥:٤٠ مساءً

اصمت حميد .. خذلتنا

فهد العميري
السبت ، ١٠ سبتمبر ٢٠١١ الساعة ٠٨:٠١ مساءً
بين الفينة والاخرى يطالعنا حميد الاحمر بتصريحاته التي تؤكد تعلقة بالشهرة والزعامة والأضواء دونما مراعاة لما تتركه تلك العنتريات من أثر على نفسيات المواطنين وعلاقتهم بالثورة خاصة وأن هناك هواجس تنتاب كثيرين بينهم ثوار من أن يكون التغيير الثوري مقتصرا على كبار رموز السلطة دون إحداث تغيير جذري في بنية النظام وفلسفته وطريقة إدارته للبلاد وكيفية تعاطيه مع مؤسسات الدولة والمواطن على السواء حتى ذهب البعض إلى أن هذه التصريحات ماهي إلا نسخة مطورة من تصريحات صالح وعقليته وأنها ليست سوى محاولة التفافية على الثورة وتعطيل لمسارها , بحيث تحول دون التحاق بقية المفردات الاجتماعية في عنفوانها وتخذل مكونات ثورية أساسية من الإستمرار فيها حتى تتحول إلى فريسة سهلة يمكن إقتيادها والتحكم في توجيهها من قبل الطرف الأقوى.

وكم فجعت بهذا الرجل وهو يمن على الثورة بما قدمه من دعم إذ جاء في صحيفة نيورك تايمز أن حميد الأحمر" وقد قام الملياردير" بتمويل مسيرات احتجاجية في 10 محافظات، ووفر كل شيء لهذه المسيرات بدءا من الميكروفونات وانتهاء بوسائل المواصلات."

ولعل مبعث فجيعتي أن هذا الرجل وان كان قدم للثورة دعما فلا أعتقد ان ذالك الدعم يقارن بقطرة دم سالت من جسد ثائر واحد فقط في أي من ساحات الحرية والتغيير..فهل يتساوى ما قدمه حميد من دعم مع تضحيات شهيد ترك ورائه اطفال دونما عائل يقيهم العراء ويجنبهم ويلات اليتم الكئيبة ؟ هل يتساوى ما قدمه حميد مع تضحيات الشهداء الابرياء الذين اصروا إلا أن يقدموا أرواحهم رخصية لينال الوطن الحرية والكرامة والعدالة والأمن والاستقرار؟ هل يوازي ما يتشدق حميد بتقديمه جراحات أم مكلومةعلى فلذة كبدها الشهيد أو حسرات أرملة تركها زوجها دون ان تمتلك النزر اليسير من مقومات الحياة وضروراتها أو مع مجالدة الشباب وصبرهم في ساحات الحرية والتغييروهم ينامون جياعا ويفترشون الأرصفة والكراتين ويعجزون في أحايين كثيرة عن توفير عشرة ريال قيمة قرطاس ماء أو مع نضالات الثائرات الحرائر اللواتي قدمنا الأطعمة وأسعفنا الجرحى وشاركنا أخوانهن الرجال كل التضحيات والإنتصارات ؟ وما قيمة كل ما قدمه حميد رغم سعة ما يملك "وبصرف النظرعن كيفية امتلاكه له" مقارنة بتبرعات طفل جمع مصاريفه على الرغم من قلتها وحبس عن بطنه الطعام رغم حاجته إليه أو بتبرعات أب منع أولاده حاجياتهم الأساسية وقدمها للثورة أو بإم تبرعت بأثمن ما تملك من مجوهراتها بحيث لم تبقى لها ولنوائب الدهر شيئا؟

يا حميد الأحمر: أين أنت من معاذ اليوسفي ورفاقه الذي لم يغادروا حرية تعز رغم أنهم لايملكون شيئا ؟ أين أنت من ماجد القاضي الذي ما زال مرابطا في الساحة رغم جراحاته الناجمة عن طلقات نارية أثناء اقتحام الساحة والتي قد تتحول إلى عجز دائم ؟ أين أنت من عبدالوهاب المذحجي الذي صبرعلى الأنواء والإعياء ورابط فيما أسرته دون معيل ؟ أين أنت من كل هؤلا وزملائهم في كل ساحات الحرية والتغييرعلى امتداد الأرض اليمنية حتى تمن علينا بدعمك وكرمك وأنت الذي لم تشاركنا بمسيرة أو تدخل ساحة أو تضحي بشهيد؟ يا حميد كيف تمن علينا وفينا من كان يحمل يده على كفه كل يوم ليتحرر الوطن من الظلم والاستعباد وينعم بالرفاه والحرية والإستقرار؟ كيف تمن علينا وفينا من قوض العجز مستقبله أو قدم للثورة فلذة كبده او ترك زوجته واولاده دون أن يملكوا قيمة كسرة خبز؟

ياحميد الأحمر: إذا كنت أنت من يمن علينا ويطلب مقابل دعمه كرسي الرئاسة فماذا سنقول لعائلات الجرحى والشهداء؟ للنساء اللواتي أفرغن خزانات المياة ورابطنا على سطوح منازلهن كي يخففن عن الثوار المارين قليلا من قيض الشمس دونما التفاتة لعويل أطفالهن؟ للواتي تفرغن لرمي البصل والخل على الثوار كي يتجاوزوا أثر الغازات المسيلة للدموع ومفعولها ؟ هل نقول لهم ان الثورة بكل تضحياتها لم تكن إلا من أجل سواد عين الشيخ/ حميد الأحمر ؟ وأن حميد الأحمرهو ابن لشيخ مشائخ حاشد يمتلك الشركات والعقارات والأرصدة والسيارات وقد دعم الثورة بكم مليون ريال لذا يجب ان يكون رئيسا؟

يا حميد الأحمر : ثرنا للمواطنة المتساوية فوجدنا اموالك واعلامك يختص بهما الأقربين والمرضي عنهم , للعدالة فوجدناهما مسلطين على لون واحد وفكر واحد ورأي واحد دون الأخرين , ثرنا على الظلم فوجدنا اعلامك لا يأبه لمجهودات كثيرين دفعوا دماء قلوبهم في سبيل انتصار الثورة فيما هناك من تمل منه الشاشة ويعلى من شأن دورة ونضاله وهو ما نزل إلى الساحة إلا لوقت قصير.

يا حميد الأحمر: ثرنا على حكم نظام صالح الأسري فلماذا لا تريدنا أن نخرج من بوتقة الأسرية ؟ من أجل تكافؤ الفرص فلماذا توحي إلينا أنك تستحق السلطة لأنك تمتلك المال الأكثر ولأنك إبن الأسرة الأشهر ؟

يا حميد الأحمر: أستحلفك الله أن تترفق بثورتنا فلا تمكن منها بقايا النظام فيفتوا في عضدها , ولا تشمت بها الأصدقاء فيكفوا عن التضامن معنا وفهمها , ولا تسخط الصامتين فيتحولوا إلى أسهم في نحرها , ولا تعمق شك الثوار المترددين فيمتنعوا عن استمرار المشاركة فيها ونصرها, ولا تحسس الثوار بسوء النوايا فينعكس ذلك سلبا في حسمها.