الثلاثاء ، ٢٣ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١٢:٢٩ مساءً

مـُحمـّد العبقـري العظيـم الإنسـان ..!!

محمد البعوم
الاثنين ، ٠٤ مارس ٢٠١٣ الساعة ٠١:٣٤ صباحاً


نظـّم البشـريـة جميعـاً وأعــّد لهـا قـانونـاً خـاصـاً بهـا ، كـان بعيـد النظـر ورؤيتـه عميقـةً في كـُل الأحـداث ، ذكـي الفـؤاد ، حـاضـر الجـواب ، قـويّ البديهـة ،الحكمـة أُلقيت في روعه لتصبح طابعاً لحياته.مـُحمـّد الرجـل الـذي جـاء مـن رحـم هـذا العـالـم ، ليعمـل علـى أكبـر ثـورةِ بشريـةً هـائلـة بمـُفـرده ، غيــّرت تصـوّرات العـالـم لمـعظـم الأشيـاء ، وأثـارت الكثيـر من القضايا البشرية الشائكـة ، وأيقظـت العقـل للتفكيـر ، وعملت على إستنفار ثورته النفسية وعلى غريزته الحيـوانيـة..( البشريـة ).

مـُحمـّد الـذي بلـغ ذروة الكمـال البشـري حينمـا كـان البشـر يتصـرّفـون كالإنسان البـدائي ، أشبـه بحيـون راقي ، فعلـّم ونظـّم وأعـدّ برامـج ذو خطط لهـا أبعـاد مستقبليـة ، وأنشـأ قـواعـد أُسسيـة تجعل الفكـر حـائراً أمامها لا سيّما في ذلك الوجود البشري القديم.

كـان مـُحمّد شخصاً ينتمي إلى المستقبل ، ولم يجعل تراكمات الماضي السحيق تؤثّر على مسيرته في رحلته الدعويـة والحضارية لبني جنسـه مـُطلقـاً .كـان يُطـارد من بلاده وأرضـه وهـو يعـلن وعده بسواري كسرى وقيصر للفارس الذي كان يطارده في الفيافي والقفار.

لـم يكـن مـُحمـّد يريـد جـاهـاً ولا مـالاً ولا شهـرةً ، ولـم يكـن فيـه شبقٌ جنسي بالنسـاء ، بل كان رجـُلاً عظيمـاً يفكـّر بطريقـةٍ مختلفـة لا تشبـة تفكيـر أقـرانه ومـن هم في مستـوى سنـّة .جـاء مـُحمـّد ليكـون أعظـم شخصيـةً تاريخيـةً لا تـُضاهى ولا تـُجارى كأروع البشـر جميعـاً ؛ عمل على إحلال السلام وطبّق مبـدأ التعـايش السلمي ودعـا إلى الـرّقـي في التعـامل لتجسيـد صـورةً حضاريـةً للإنسـان في أبهـى حـُلـّةً وأجمــل زيـنـة.

كـان مــُحمـّد عـادلاً ، وكـان يـوزّع الثـروات بإنتظـام على شعبـه وأُمتـه ، ومنعـها على نفسه ، كان حيـرص علـى إقـامـة العـدل في كـُل الأرجــاء ، كـان مـُعلّـماً صفحـاً سمـوحـاً .كـان حكيمـاً وبـسـّامـاً ومـُهـابـاً ، ذو وعـي ونضـج كبيـر حيـثُ أن الغـرور لـم يدخلـهُ والكبـر لـم يخـالطـه ، كـان مشـروعـاً للإنسـانيـة ومـُجدّداً للأمــة .



مـُحمـّد لم يكـن مـن عـائلةٍ أرستقـراطيـة أو من طبقـةٍ برجوازيـة ، بـل كـان ينتمـي للطبقـة البسيـطة طبقـة البوليتـاريـا وكـان يميـل دومـاً مـا يميـل إليـهم .إنسانيـتك أكبر مـن أنّ نكتب عنهـا كـإنسـان عاصـر وعـاش أحداثـاً عظيمـه لتــُعيق مشـروعـه المـُكلّف من الله رب العالميـن لكنّه أيضاً بفطنته وحكمتـه وسعـة ذكائـه وقـرائته للإمــور بصبر وحلـم كلّ هذا جعلهُ يتأهّل لأن يتجاوز كل العوائق كبيرةً كانت أو صغيرةً تقف أمامه.

أيهـا النبي مـُحمـّد إنــّي أُحبــك لأنك بأخلاقك وسـلوكك تجعـل العـالم يـرنوا لأن يقتبس شيئاً من العظمة التي أكتسبتها ، أنت قـائـداً تاريخياً للبشريـة كـُلهـا .كـُل عظمـاء التــاريخ لم يصنعـوا ما صنعت ، ولم يواجهـوا ما واجهت ولم يحققـوا أكبر إنتصاراً من أجل إقامة العدل العالمي وإحلال السلام الإنساني والتعايش الحضاري مثلما فعلت أنت.

صلى الله عليـك كما حبك لربك ، وكما حب ربك لك.