الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٨:٢١ مساءً

الرئيس هادي لم يهدد أو يتوعد احد

رضوان سعيد العتيق
الجمعة ، ٠٨ مارس ٢٠١٣ الساعة ٠٨:٤٠ صباحاً

المهام الجسام التي تحملها الرئيس هادي على عاتقه بانتخابه وتكليفه لإدارة وتسيير الفترة الانتقالية صعبة للغاية وخاصة أن هناك مؤامرات دولية ومحلية واختلالات أمنية وتطرف وإرهاب وفساد عام وجيش غير موحد والقائمة تطول وتطول تعيق عمله وتحد من قدراته إلا انه يحاول بقدر استطاعته تجنيب اليمن شمالا وجنوبا من الانزلاق نحو الهاوية.

خلال الأيام الماضية معظم الصحف والمواقع الإخبارية نسبت إلى هادي بانه هدد وتوعد وفي رأي هذا تحامل على الرئيس وتحوير لكلامه في خطابه أثناء زيارته لمدينة عدن وفسر على انه تهديد ووعيد للجنوبيين .... بالعكس خطابه كان عام للجميع وماقاله هو انه من حقنا محاكمة من يحاول عرقلة مسار الحوار الوطني في محكمة العدل الدولية وفقا للقرارات الأممية والإرادة الدولية وبالتالي تصريحه لم يكن تهديدا بل مجرد موعظة ونصيحة حسنة والجدير بالذكر تلك القرارات هي صادرة من أعلى هيئة أممية ودولية وليس لهادي فيها يد.

دعونا نفسر ونحلل خطاب هادي باتجاهين أساسيين .. الاتجاه الأول بخصوص الشأن اليمني العام والآخر يصب نحو الشأن الجنوبي كقضية أساسية محورية.

في الشأن العام اليمني وبدون الدخول في التسميات أو الإشارة لمن هم يعرقلون مسيرة التغيير كان كلامه واضح وصريح لمن لم يستوعب بعد المتغيرات الدولية وان العالم ينظر لليمن على انها بؤرة صراع محتملة وسوف تشكل خطر على السلام العالمي والإقليمي ولهذا المبادرة الخليجية جاءت كضمان لكل الأطراف بالرغم أن الجانب الرابح وهو المعتدي وخروجه من السلطة بأقل الخسائر بالإضافة إلى حصانة منحت وهذه سابقة خطيرة في التاريخ البشري وإجحاف بحق الشعب اليمني مما فسر على انه ضوء اخضر لمواصلة التامر بدوان رادع ولهذا المحكمة الدولية هي الحل حيث لا يوجد حق الفيتو او الحصانة لمن ارتكب جرما بحق شعبه.

أما في الشأن الجنوبي أنها لجهود جبارة يبذلها الرئيس هادي لتقريب وجهات النظر الجنوبية وخاصة مع اقتراب موعد الحوار الوطني 18 مارس وكلامه لم يكن تهديدا بقدر ماهو نصيحة للجنوبيين لوضعها أمام نصب أعينهم في تقدير الأمور والصالح العام وحثهم لتلبية دعوة الامم المتحدة لكل المكونات الجنوبية في الذاخل والخارج لحضور اللقاء في دبي 9 - 11 مارس وهذا بحد ذاته يشكل اعتراف رسمي دولي للقضية الجنوبية كقضية أساسية وعادلة بامتياز وبحيث يتم اتفاق جنوبي على توحيد وتحديد واجهات النظر وماهي الأولويات بشان القضية الجنوبية. من هذا المنطلق لابد من الاقتناع أن الحوار الوطني تحت الرعاية الأممية والخليجية هي الوسيلة الوحيدة لإيصال وطرح القضية الجنوبية وفق أسس وأبعاد صحيحة غير قابلة للطعن وإلا سوف نعود إلى المربع الأول فالجنوب لم يعد يحتمل المزيد من الخسائر سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وهو ما على الجميع الاقتناع به لإنهاء هذه الفوضى وكل ما يجري ليست ردود أفعال على أحداث عابرة بلان هناك ايادي خفية تتقن إشعال الحرائق والتخريب وتعمل بكل حرية وتثير كل هذا التطرف الذي يعمي البصائر.

للتذكير فقط المجتمع الدولي اجمع على إنجاح المرحلة الانتقالية وعلى وحدة اليمن وسلامة أراضيه
فالحوار الوطني الشامل هو الحل الأمثل وصمام الأمان لإنهاء جميع الصراعات القديمة وعدم إشعالها من جديد وسوف تطرح كل القضايا للنقاش والتداول وإيجاد الحلول لها بالإضافة إلى شكل الوحدة والدولة القادمة من ضمن المسائل المطروحة ولن تكون هناك خطوط حمراء فكل شئ قابل للنقاش وكل المسائل مطروحة للتداول وهذه هي الفرصة الأخيرة لصياغة المستقبل القادم.