الثلاثاء ، ٢٣ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١١:٣٣ مساءً

قبل أن تدق ساعة الحوار

سند أحمد عبدالله القاضي
الأحد ، ١٠ مارس ٢٠١٣ الساعة ٠٢:٠٠ مساءً

تفاصيل صغيرة ومفاهيم كبيرة

أن الباحث في التفاصيل الصغيرة ، والمحلل لها سيتنبأ بالنتائج أو يتوقعها أو قد لا تفاجئه ومن هنا وقبل لحظة من انطلاق الحوار وقبل أن تصرخ الأفواه و تنصت الأذان الصاغية وقبل أن ترفع الأقلام للمتحاورين للبدء ، وقبل أن تدق ساعة الحوار هناك بعض التفاصيل أود أن أطرحة على الطاولة للمتحورون وهذه التفاصيل التي يجب أن لا نتجاهله لأهميتها الكبيرة وهي ذات مفاهيم إستراتيجية تعطي للحوار نكهة الاتفاق بصورة سلسلة وغير معقدة من وجهة نظري المتواضعة لجميع الإطراف ذات المصالح العامة والخاصة ، واني سأملي في مقالي هذا بعض تفاصيل صغيرة ذات مفاهيم قيمة وهي على النحو التالي:-
- أن الحوار وفي خضم التغييرات الجذرية التي تشهدها اليمن لا يجوز تغييبه عن الشعب بمعنى التعتيم أو التكتم لا لأنه ينصب في مفهوم تلمس الأشياء الناقصة والتي يعاني منها الشعب ، لذا يجب أن تكون المشاركة أيضا شعبية وهي عبر نزول لحملات إعلامية ميدانية تتحاور مع المواطن عن رؤيته للحوار في جميع المحافظات وما هي الأفكار الجديدة التي قد تخدم وتسهل وتدعم عملية الحوار لإنجاحه شعبياً وعلى اللجنة الإعلامية تدوين الخبر أولا بأول .
- يجب أن لا يكون الحوار منصب على خانه واحدة إلا وهو الحوار
" السياسي " فقط لا بل الحوار لها عدة خانات منها الحوار (اقتصادي – اجتماعي _ تربوي _ وحتى سياحي – وديني – وأخلاقي ) الخ.

- أن القضية الجنوبية هي قضية أزمة ومحل تفاوض بين الأطراف التي تحمل هماً كبيراً ،واطرح هنا حل قد يكون سبقونا في طرحه بعض المشغولين بوضع الجنوب ألا وهي أن تكون الحكومة ذات قسمين متوازيين أي أولا (ثلاث وزارات بكامل عتادها تنقل إلى مدينه عدن وهي ( وزارة النقل – وزارة الثروة السمكية – وزارة السياحة ) وممكن تضاف لهم وزارة المياه والبيئة إلى جانب الهيئات ذات الطابع الاستثماري ( هيئة الاستثمار – المناطق الحرة ) وجانب أخر على الحكومة أن تنشأ مجمع حكومي متكامل يتكون من مباني وزارية وحتى سكن بسيط تشمل مراكز ( نائب رئيس الوزراء- نائب وزير – ووكيل ومن كل المسميات الوزارية حتى المراسل ) لكي يلتمس المواطن الجنوبي دور الدولة في حياتهم اليومية
- يجب تنشيط وتفعيل المنطقة الحرة عدن وهو بإعادة ميناء عدن إلى حظيرة المنطقة الحرة وهو في الواقع يتبعها الميناء بحسب الاتفاقيات والمسميات الدولية لنظام المناطق الحرة العالمية وما سيعكسه على الواقع الاقتصادي من نهوض وتنمية وتطور وتقليص البطالة.
- يرصد للجنوب دراجات وظيفية مفتوحة وبرواتب محدودة مبدئياً كي تستوعب الشباب المؤهل والعاطل عن العمل في هذه المرافق الحكومية.
- ومن ضمن التفاصيل الصغيرة والمفاهيم الكبيرة، على وزارة الصناعة النهوض من سباتها العميق والمقيت وهي أن تنشأ مصانع صغيرة وكبيرة لتستوعب حجم الأيادي العاملة واليمن زاخر بهذه الأيادي العاملة والماهرة إلى جانب أخر ومهم عليها أن تدخل إلى نفوس المواطنين عبر تخفيض الأسعار المميتة التي أرهقت العقول والجيوب للطبقات الفقيرة وحتى المتوسطة ! عليها الاهتمام بجدية في هذه المواضيع وعلى الرئيس الأشراف المباشر على هذه الوزارة كي تعطي وتطفي نار الفوضى من تبعات الغلاء الفاحش وفرص العمل الضائعة والتي على الوزارة أن تتحمل جزء كبير من معاناة الدولة وبصورة مستعجلة.

هذه بعض التفاصيل الصغيرة التي حببت أن اعرضها وبصورة مختصرة على لجنة الحوار والمتحاورون ذات المفاهيم الكبيرة التي ستؤثر على الواقع إذ كان هناك جدية في التنفيذ، والدرس الذي نستخلصه من ذلك أن الحوار ممكن دائما، ولو اختلفت طبائع الأطراف وتباينت مصالحهم وتوجهاتهم السياسية والعقائدية ، شرط توافر الرغبة عند بعض الناس فهو موقف ضد من لا يوافقهم الرأي وليس نقصاً في استعداد الآخرين، والحوار هو تفاعل يجري بين الناس ويترك في كل طرف شيئا من الطرف الأخر ، وهناك مفاهيم كبيرة للحوار أيضا من ضمنها الحرية فلا يمكن ان نتصور حوارا حقيقيا ومجديا دون توافر مناخ الحرية ، ومفهوم أخر هو مفهوم التسامح وهو بدورة ذو علاقة متينة بمفهومين آخرين : مفهوم التعايش ومفهوم السلم وطنيا .
أن مجتمعنا اليمني مجتمع بحاجة ملحّة إلى نشر مفهوم التسامح ، ومن هنا فلا بدّ لجميع المتحاورين والمجتمع المدني والفئات الأخرى أن تقف سداً منيعاً ضدّ جميع مظاهر عدم التسامح وهو ما نرجوه من الإخوة المتحاورون الاهتمام به بشكل جدي في بداية الحوار .
أخاطب المتحاورون أن اليمن كلها تنتظر منكم النتائج الطيبة للخروج بحلول عادله للإطراف جميعا ومتسامحة للمتخاصمين شعباً وحكومة ومعارضة وللأجيال القادمة أيضا
أختم هنا بحديث ظريف وهو ( أن أجنبي خاطب يمني وقال له : ماذا تحلم في حياتك وتريد أن تحققه ، فأجاب اليمني : أحلم ببيت وأن أتزوج وتكون عندي وظيفة وأملك سيارة وراتب كافي إلى نهاية الشهر ، فرد عليه الأجنبي : أن لا أسألك عن حقوقك بل سألتك عن أحلامك !!!!
فهل يا ترى سيحقق لنا الحوار بعد الله عز وجل حقوقنا ومن ثم نحلم .