الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١١:٢٧ صباحاً

من يمثل اليمنيين المغتربين في مؤتمر الحوار الوطني؟

د . حسين عبد القادر هرهره
الاربعاء ، ١٣ مارس ٢٠١٣ الساعة ٠٣:٠٠ مساءً


تجري الاستعدادات هذه الايام على قدم وساق للتحضير لمؤتمر الحوار الوطني المزمع اجرائه خلال الشهر الجاري، ويبدو ان المشاركين من مختلف الوان الطيف اليمني قد وجهت اليهم الدعوات للمشاركة في هذا الحوار باستثناء جهة واحدة هي المغتربين في بلاد المهجر في الخليج واوروبا والولايات المتحدة الاميركية، ومن وجهة نظري ان هذه الشريحة هي الاهم في المشهد اليمني كله، واذا كانت هناك دعوات قد وجهت لشخصيات معينة من الخارج لحضور المؤتمر فان هذه الشخصيات اختيرت لاعطاء صورة ان الحاضرين في المؤتمر يمثلون كافة شرائح المجتمع اليمني مما يعطي نتائج المؤتمر الشرعية المطلوبة.
ان اهمية مشاركة ممثليين حقيقيين عن بلدان الاغتراب تكمن اهميته فيما يلي:
1. ان هذه الشريحة من اليمنيين يهمها مصلحة اليمن واستقراره اكثر من اي شريحة مشاركة بسبب عدم انتمائهم السياسي بعكس كثير من المشاركين الطامحين الى تحقيق مكاسب سياسية لصالح احزابهم.
2. ان الكفاءات اليمنية في بلدان الاغتراب تحوي الكثير من التخصصات وفي كثير من المجالات فهناك السياسيين والاقتصاديين وهناك الصحفيين وهناك الاطباء والمهندسين وهناك رجال الاعمال ، فكيف يتم تهميش هذه الشريحة وهي ذات تأثير بالغ في مسار التسوية بل انني اجزم ان مشاركة فئات معينة من هذه الشريحة سوف تؤدي الى اقناع كثير من المتطرفين خارج المؤتمر من ذوي النزعة الانفصالية .
3. ان كثير من مكونات هذه الشريحة عانت كثيرا في بلدان الاغتراب بسبب السياسات السيئة التي انتهجتها الحكومات اليمنية قبل الوحدة وبعد الوحدة ، ولها نظرة سلبية جدا الى الاحداث اليمنية الاخيرة وتنظر الى الحلول بعين الريبة والشك ولاترى اي حل الا بانفصال الجنوب ولها دور مؤثر وفاعل في مسار الاحداث، وهذه الفئة تدعم توجهها بالمال، لذا فان اشراك هذه الفئة في المؤتمر سوف يخفف كثيرا من تاثيرها وسوف يكون لتنفيذ بعض شروطها اثر ايجابي جدا على مستقبل التسوية بين الاطراف المتناحرة في الساحة اليمنية.
4. ان هناك بعض رجال الاعمال المنتمين الى محافظات جنوبية لهم اجندة خاصة بهم وهي فصل هذه المحافظات عن بنية الدولة اليمنية، وليس سرا ان هذا الامر يتم بالتنسيق مع جهات اقليمية خارجية للخروج من المكون الجغرافي لليمن والالتحاق باحدى دول الجوار، وهذه الشريحة مندفعه بقوة لاستثمار الاحداث في اليمن لتنفيذ هذه الخطة، واعتقد جازما ان تمثيل هذه الشريحة في المؤتمر سوف يؤدي الى تغيير جذري في افكارها بحيث يكون لها دور ايجابي بدلا من هذا الدور السلبي والخطير الذي سوف يكون له عواقبه الوخيمة على الدولة اليمنية.
5. ان اليمن اليوم بحاجة الى فكر جديد يقودها بحيث يحقق العدالة الاجتماعية من خلال افكار ابداعية وحلول مبتكرة، والنخبة السياسية اليمنية ليس لديها اي جديد وتعودت على نمط سياسي محدد لاتستطيع الفكاك منه وهو قضية التوافق بين المكونات السياسية اليمنية بغض النظر عن مصلحة ابناء الشعب اليمني وهم الجهة الحقيقية التي ناضلت من اجل التغيير ودفعت دمائها من اجل يمن جديد يتساوى فيه الجميع امام القانون والنظام، واعتقد ان مؤتمر الحوار الوطني اذا لم ينتج فكرا جديدا يعيد هيكلة الدولة اليمنية اداريا وماليا من خلال تغيير القيادات العليا في كافة مؤسسات الدولة فان العملية لن يكتب لها النجاح وسوف تشتد المطالبه بالتغيير الذي سيؤدي حتما الى انهيار النظام وتشرذم الدولة الواحدة الى دويلات متناثرة تتخذ كل منها القرارت التي تحقق مصالحها الضيقة وحدوث هذا الامر لاسمح الله سوف يحقق مطلب الانفصال الذي ينادي به البعض .
6. ان اشراك ممثلين عن الجاليات اليمنية في بلدان الاغتراب من اصحاب المؤهلات العليا هو مدخل للاعتماد على الكادر اليمني المؤهل الذي يمكن ان يقود الدولة خلال الفترة المقبلة مع بقاء الكفاءات التي اثبتت وطنيتها وفاعليتها في خدمة الوطن، وهذا من وجهة نظري هو الحل الوحيد الذي يمكن ان يغير الصورة السيئة عن الادارة الحكومية في اليمن وهي صورة تظهر الكثير من السلبيات مثل الرشوة المنتشرة مثل النار في الهشيم في مجالات حساسة جدا مثل القضاء والشرطة والمجالس النيابية والجهاز العسكري، وهذه الادارت جميعها بحاجة الى تنظيف واستبدال كوادرها اذا اردنا اختصار الزمن واللحاق بركب التطور والتقدم.
7. ان عدم التفكير باشراك اصحاب الكفاءات في المهجر يدل على قصر نظر في اعادة تنظيم اوضاع اليمن، وقد كانت لي محاولة بالمطالبة باشراك المثقفين اليمنيين في الاجتماع الذي تم في دبي تاريخ 09/03/2013، وقمت بارسال رسالة الى سياسي كبير شارك في الاجتماع وطالبته فيها ان تتم الدعوة لعدد من المغتربين اليمنيين كممثلين للجالية اليمنية وفيهم الكثير من اصحاب الكفاءة والخبرة وسوف يكون لوجودهم اثر ايجابي من خلال الافكار المطرحه، ولكن مع الاسف تم تجاهل الدعوة وتم الاجتماع مع تجاهل تام لوجود هذه الشريحة التي يمكن ان تثري الحوار واعتبرها اكثر وطنية ممن يدعون الوطنية في اليمن.
ان اليمن فيها الكثير من الخيرات ولكنها نكبت بسؤ الادارة من قبل بعض ابنائها الذين لايخافون من الله ولا من يوم الحساب ولا هم لهم سوى جمع المال من اي طريق، ولن يصلح حال وطننا الا بتغيير العقليات المتعفنه بعقليات متفتحة درست وعاشت وعملت في الخارج وتعلمت النظام والانضباط وشاهدت كيف تبنى الاوطان بالعلم والمعرفة، وهذه العقليات موجودة ومستعدة لخدة اليمن اذا احسنا الاستفادة منها واعطيناها الفرصة وشجعناها على الابداع، ما لم فسوف نبقى بنفس العقلية التي حكمتنا خلال الثلاثين سنة الاخيرة، وهي عقلية النهب والظلم وسلب حقوق الناس وتسليم مفاصل الدولة للابناء والاقارب والمنافقين والمتسلقين.