الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٨:٢٦ مساءً

18 مـــــارس .. يوم العــزة والكـرامـة

محمد عبد الحكيم الصلوي
الاربعاء ، ١٣ مارس ٢٠١٣ الساعة ٠٤:١٩ مساءً


دماء وأشلاء الشهداء ما زالت في مخيلتي إلى اليوم، شريط أرواحهم الثوري يمر في ذاكرتي كل لحظة ، تكبيراتهم.. وتهليلاتهم .. قبل أن تفارق تلك الأرواح أجسادهم الممزقة،
لا زلت أراها .. أسمعها ..أقرأها ..

شجاعتهم، بطولاتهم ، تضحياتهم، هي التي صنعت لنا الكثير .
وهي التي بقت لنا دروس نتدارسها ونعلمها الأجيال.

ما أجملها ! وأشجعها لحظات ! ، حين تمتزج الحرية والشجاعة والكرامة في آن وآحد، يوم أن حاول الظلم اغتيال الكرامة، من وراء جدران الجبن والخوف على ساحة الحرية والتغيير، في ذالك الموقف الرهيب ، أرادوا أن يقتلوا الحرية، ويخنقوا نسيمها، ويخرسوا صوت الشعب . أرادوا أن يحاصر الكرامة في جدرانهم المنهارة ، تحت تظليل زائف ، الإ أن عزة الشعب وكرامته كانت هي الطرف المنتصر ، وهي اليد الأقوى ، وآن لهم ذلك ،أمام عظمة الشعب وكبريائه.

سلمية.. سلمية، مازلت أذكرها كلمات تردد وهتافات ترتفع ممزوجة بأصوات الرصاص والكلاشنكوف وقنابل الغاز السامة والمسيلة للدموع .

سلمية ترفع ، وشهيد يسقط.
كف تلوح بالسلام وكف تقتل.
فم تهلل وتكبر، وفم تعلن وتكفر.
في جمعة الكرامة ..

هزمت كفوف الكرامة ، رصاص الذل.
وكسرت عزة الشعب قيود العبودية، وحواجز الخنوع، والخضوع .

كامرتي و سجادتي ، هما اللتان بقيت معي في ذلك الموقف .
رغم تتابع الرصاص فوق رؤسنا .. وتتطاير الأشلاء والدماء ..

ولكن للأسف هم لا يسمعون ، لا يعقلون ، لا يمتلكون الضمير ، والإرادة .. فقط هم يقنصون .. ويقتلون ..ثم يختفون..

الكثيرون يرددون بكل عزة وشجاعة سلمية .. سلمية ..

سلمية تقهر الطغاة .. وسلمية تهزم البغاة ، وسلمية ترغم أنفوف المتكبرين .

وجدت نفسي مرتفعاً فوق أحد الخرسانات الأسمنتيه ، لكي التقطت بكامرتي بعض الصور لأشلاء الشهداء وباقايا جثثهم المتناثرة .
لانهم يريدون أن يقتلوا الحقيقة.. قنص الكثير من الإعلاميين .

تحتار في ذلك الموقف ماذا تصنع.

وقعت مجزرة الإنسانية والحرية والكرامة .
وأنتهك من يدعي الديمقراطية كل معاني الديمقراطية.
أعدمت الإنسانية من قبل الذين يدعون حقوق الأنسان
وباع الضمير من يدعي الوفاء
وباع الوطن من يدعي الوطنية
وخالف القران
وجهل الثقافة
وباع الوطنية
وأخطى في حسابه
عفواً .. عفواً
لأنه لم يتعلم في المدارس ، ولم تخرجه الجامعات.
بل كان خريج الشوارع ، وأسواق البلطجة.

ثم أدعى البراءة من دم الشهداء ، كدعاء أخوة يوسف الكاذب من دم أخيهم

فكشف القناع واتضحت الحقيقة.

في جمعة الكرمة استشهد من يحمل كل هذا المبادي العظيمة
من الوطنية والوفاء وحفظة القران وأصحاب العلوم والإعلام .

لكي يبقى الجهل مخيم ومسيطر ، لانهم هكذا يريدون.
مارس الظلم على الشعب من يدعي العدل.
واصحب قاتل جاهل .. يقتل شريف طاهر.

في جمعة الكرامة كشف القناع واتضحت الحقيقة.
وكشف للعالم حقيقة حب الشعب اليمني وحبه للحرية ووعيه وثقافته.
في جمعة الكرامة تساقطت أوراق النظام في خريف أنظمة الفساد والقمع.

في مجزرة جمعة الكرامة أقسم الشعب أن يواصل المسير والتضحية من أجل الوطن ووفاء للشهداء.

في يوم الكرامة كانت كرامة الشعب هي المنتصرة أمام رصاص القناصة وقنابل الغاز السامة..

في يوم الكرامة أثبت الشعب أن تاريخه العريق لا يمكن أن يمحيه فاسد.

في يوم ذكرى شهداء جمعة الكرامة .. نتعهد بمواصلة المسيرة والتضحية والفداء للوطن ، رغم كيدهم ، ومكرهم ، وتدبيرهم فإن الله فوق مكر الماكرين ..

في ذكري يوم مجزرة الكرامة ، ينطلق الحوار الوطني الشامل، احتراماً وإجلالاً ووفاء ، لهذه الذكرى الذي فيه عطر دماء الشهداء ساحة الوطن الطاهرة