الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٨:٤٩ صباحاً

التنمية والبناء معركة لودر القادمة

علي الطلّي
الأحد ، ١٧ مارس ٢٠١٣ الساعة ١١:٠٩ مساءً

مقال: تعتبر التنمية الريفية من الأولويات في أبجديات وخطط كل الدول والحكومات والمنظمات الدولية وكذا المنظمات الحكومية والغير الحكومية، وذلك لما يكتسبه العالم الريفي من أهمية وللمكانة التي يحتلها في إطار التنمية الشاملة. والاهتمام بالعالم الريفي جاء نتيجة لما يعيشه هذا الأخير من خصائص اجتماعية و اقتصادية بالمقارنة مع العالم الحضري.
وتهدف التنمية الريفية إلى إحداث التوازن بين الريف والحضر وضرورة وصول التنمية إلى كل قرية في جميع محافظات الجمهورية بالإضافة إلى تقديم الخدمات اللازمة للطبقات محدودة الدخل من أبناء الشعب.
وموضوع اليوم هو موضوع الساعة، فالحديث عن التنمية هو حديث ذو شجون ويتطلب منا تأليف الكتب والمؤلفات، موضوع اليوم هو التنمية في لودر، تلك المدينة الطيبة المسالمة الشامخة الثابتة بشبابها وشيوخها ونسائها وأطفالها.



إن حديثي عن هذه المنطقة لم يأت اعتباطيا أو من باب إنتاج الخطاب ، إنما حديثي عنها وعن ساكنيها ينبعث من صميم الذات باعتبارها ذاتا من جهة ومشكلة للموضوع الذي نحن يصدده من جهة ثانية.

إن حديثي عن مدينة لودر التي ذاع صيتها بين الأوطان هو حديث عن ذات لصيقة بالموضوع، فانا ريفي مولع أو شغوف بتنمية القرى اجتماعيا وطبيعيا وتحويل الحديث عنها إلى موضوع معرفي من خلال إخضاعه لمقاييس المعرفة العلمية.

تعد المشاركة الشعبية ركيزة من أهم الركائز التي تعتمد عليها التنمية بصفة عامة لما لها من أثر في إعادة التنظيم الاجتماعي والربط بين الفرد والمجتمع وتعميق الممارسة الديمقراطية وترسيخ الشعور بالانتماء إلي المجتمع الذي يعيش فيه. والمشاركة قلما تكون متماثلة أو موزعة بالتساوي بين سكان المجتمع المحلي فبعض السكان لا يشاركون، أو قليلاً ما يشاركون في مشروعات وأنشطة المجتمع. والبعض الأخر يشاركون بدرجة أكبر.

أن ما دفعني للكتابة في هذا الموضوع هو إحساسي بالانتماء لتلك المدينة، التي احتضنتنا أطفالا، ونهلنا من علوم مدارسها ومعلميها، وشغلنا الشاغل هو كيفية البحث عن الحلول والمعالجات التي تعود بالنفع عليها وعلى أبنائها، وعلى الرغم من الجهود الطيبة والثمينة التي قام بها أبطال اللجان الشعبية في سبيل الحفاظ على امن المدينة المسالمة، وتقديمهم للغالي والنفيس، وتضحيتهم بأنفسهم وأموالهم، ووقتهم وجهدهم، في سبيل أعلى سمعة وشرف هذه المدينة، ألا أن الانشغال بموضوع الأمن غير كاف من وجهة نظري، إذ أن الأمن والتنمية وجهان لعملة واحدة ، فلا حديث عن تنمية بدون امن ، ولا يمكن أن يتحقق أمن دون أن تكون هناك تنمية.

أن الحديث عن الأمن والانشغال به دون سواه، لن يحل المشكلة، ولن يصلنا إلى مبتغانا وهو النهوض بمدينتنا وانتشالها من حالة الركود التي تعيشها، إذ أن مدينة لودر تحتفظ بمخزون استراتيجي كبير، وموروث اقتصادي وقبلي وعسكري ومدني، وكل تلك العوامل تتطلب التنشيط فقط والبحث عن الحلول التي تعيد للمدينة ازدهارها ونموها وانتعاشها بين سائر المدن والأوطان.
أن الحديث عن التنمية في لودر يطول شرحه، ولكني سأتناول التركيز على بعض النواحي الأولية علها تجد أذنا صاغية من الجهات المعنية ممثلة بفخامة رئيس الجمهورية الذي كان لها الدور البارز في دعم ومساندة مدينة لودر في محنتها، ونكبتها، فقد هب لنصرة أبنائها في أحلك الظروف والماسي، ونأمل أن تمتد يد الرعاية إلى كافة ميادين التنمية والاقتصاد. فمعركتنا القادمة هي معركة البناء والتنمية ،ومادمنا نتحدث عن تنمية مدينة لودر، فإن ذلك يتطلب منا سرعة الاستجابة لتحقيق المطالب الآتية:









1. تشغيل الخريجين والحد من البطالة وذلك عن طريق توفير فرص العمل في كل حي ومدينة وقرية.
2. أقامة المعارض والتسويق الخارجي وذلك يشمل أقامة المعارض في فترات الدراسة بالمدارس والجامعات وفي المناسبات الوطنية، للترويج للمنتجات الريفية•
3. تنمية موارد الأسرة بالقرية والمدينة •
4. الانفتاح علي العالم الخارجي والتعاون الدولي في هذا الإطار ووضع الدراسات والخطط الاسترتيجية عن طريق الاستعانة بالجهات المختصة، والبحث عن مصادر لتمويل تلك المشروعات التي تعود بالنفع على ابناء الريف.
5. تطوير الإدارة المحلية ومعالجة السلبيات ومواجهة أية تجاوزات .
6. دعم برامج الصناعات الحرفية الصغيرة والتعاون الإنتاجي وذلك بالتنسيق مع وزارة الصناعة ووزارة التعليم الفني والإدارة المحلية.
7. الاستعانة برجال الأعلام والصحافة ، وإظهار احتياجات المدينة في كل نواحي التنمية.
8. الاستعانة بخطباء وأئمة المساجد في توعية الشباب، والتوجيه بتربية أبنائنا التربية الشرعية القائمة في التمسك بكتاب الله وسنة رسوله، والحد من الأفكار الظلامية والتي لم نجن منها سوى الجهل والمرض والتخلف والتشريد والقتل.
9. التنسيق مع السلطة المحلية بالمحافظة والجهات المعنية، والدعوة لانعقاد اجتماع المجلس المحلي والمكتب التنفيذي لمحافظة أبين اجتماعا شهريا بمديرية لودر، وبكامل اعضائة للوقوف بجدية على المشاكل والمعضلات والصعوبات التي تواجه أبناء مدينة لودر.