الاربعاء ، ٢٤ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٧:١٥ مساءً

مع الحوار لأنه المعنى المضاد للدمار

علي محمد الذهب
الثلاثاء ، ١٩ مارس ٢٠١٣ الساعة ٠٨:٠٤ صباحاً

إن من يرفضون الحوار الوطني ويتخلون عن دعمه وتصويب طريقه، إنما يتركون فراغا خطيرا لسواهم ليملأون ذلك الفراغ، والمصيبة الكبرى أن يملأ ذلك الفراغ أناس سيئو الأفكار والنوايا، فيشكلون القادم على هواهم وأهواء من يقتنص مثل هذه الفرص التي يلتف حولها اليوم العالم القريب والبعيد.
بعد ثورة سبتمبر عام 1962م، كابر المكابرون واحترب الرافضون مع من يرفضونهم، مع أن النظام الإمامي كان قد سقط إلى غير رجعة، ولم يعد الحوار حينها إلا بين أنصار الثورة وأنصار المصالح المفقودة بسقوط الإمامة، وفي النهاية تصالحوا؛ ولكن بعد غزير دماء، ثم خفق علم الجمهورية في كل مرتفع على أرض اليمن.
إن غربلة القبول والرفض التي بدأت مع موعد الحوار الوطني، لا تشجع على الوقوف وراءها، فهم معروفون بالاسم والموقف.. فمنهم من أتخمته الدولارات، ومنهم من تشرئب عنقه إليها وإلى كرسي الرئاسة والسلطة وهي مطامع لن تجرنا إلا إلى الشتات.
لن ندع عنادنا يغلب منطق العقل ويعمي البصيرة، ولن نستعدي الرئيس الوحدوي عبدربه هادي الذي يُراد لسكان الشمال استعداؤه؛ فيندم على مواقفه الوحدوية، ولن نكون في صف الحراك المسلح الذي يريدنا أن نكون في صفه دون أن نشعر.
أخيرا، لن نكون أغبياء وقد وصفنا الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم -بالفقه والإيمان والحكمة.