الاربعاء ، ٢٤ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٥:٣١ مساءً

الإصلاح ضربني وبكى وسبقني واشتكى.

د . عبدالله محمد الجعري
الثلاثاء ، ١٩ مارس ٢٠١٣ الساعة ١٠:٠٦ صباحاً

ضربني وبكى وسبقني واشتكى عبارة تلخص حقيقة حزب الإصلاح وتبرز الوجه الحقيقي الذي ظل يخفيه ويداريه عن الأنظار طيلة تأريخه القديم الجديد الذي تقمص فيه ثوب الإسلام ليتخذه مظلة لاستقطاب الناس له ولمناصرته مع أن الحقيقة هي عكس ما يظهره هذا الحزب من التشدق بدين الإسلام والإسلام منه براء، فالإسلامُ قيم ومُثل وأخلاق وعقيدة وكل هذا للأسف الشديد يفتقر إليه هذا الحزب ولا أقولها تجنياً على حزب الإصلاح ولكن هذه هي الحقيقة وهذا هو الواقع فأفعاله خلاف ما يدعيه بل تكاد أفعاله وسلوكياته تشابه إلى حد كبير أفعال وسلوكيات الأحزاب الليبرالية العلمانية مع فارق بسيط أن الأخيرة تعلن معاداتها للدين علناً في حين يرفع الإصلاح الدين شعاراً ويخذل الدين سلوكاً ومعاملة، فالدين الإسلامي لم يسمح بالكذب وهذا الحزب يكذب، والدين الإسلامي يحرم القتل وأخذ مال الناس وهذا الحزب أستباح قتل الجنوبيين وأخذ أموالهم وأراضيهم بفضل فتاوى شيوخ هذاالحزب، بل أن لحزب الإصلاح تأريخ أسود في الشمال فجرائمه هناك بحق الناصريين والجبهة الوطنية لا تعد ولا تحصى ولم يكشف عنها النقاب حتى اللحظة إضف إلى ذلك تصفيته لأكثر من 150 من عناصر الحزب الإشتراكي عقب الوحدة مباشرة في الفترة ما بين 1990ــــ 1993م وكان أبشع تلك الجرائم إغتيال جارالله عمر في القاعة التي يعقد فيها هذا الحزب (الإصلاح) مؤتمره على يد أحد أعضاء هذا الحزب ذاته وعلى مرأى ومسمع من الجميع وأمام شاشات التلفزة وببرود أعصاب نادر إلى درجة أن أعضاء هذا الحزب لم يحركوا ساكناً حيال هذا الفعل الشنيع بل واصلوا عقد مؤتمرهم وكأن شيئاً لم يحدث وكأن المقتول ليس بشراً!!
إنّ إلقاء نظرة على ملف جرائم حزب الإصلاح وتأريخه الدموي سنجده قطعاً قد تفوّق كثيراً عما أرتكبه الحزب الإشتراكي بحق أبناء الجنوب طيلة حكمه للجنوب إلاّ أن ذلك ظل طي الكتمان والسرية ولذا فهو ـ أي الإصلاح ـ مستمر في مسلسل تصفيته لكل معارضيه ولم يكتف بماضيه الدموي الأسود ذاك، بل أنه اليوم يقدم نفسه في قمة الإبتذال السياسي والأخلاقي والذي لم يسبقه إليه أي حزب في التأريخ السياسي كله، إذ لم نجد حزباً يقتل خصومه ثم يقدم نفسه على أنه الضحية إلّا حزب الإصلاح عجزت أن تفعل ذلك حتى الأحزاب الليبرالية العلمانية والنازية والفاشية وحتى العصابات اليهودية فهي حين ارتكبت جرائمها أقرت بها ولم تنكرها ولكنها أعطت المبررات والدوافع لارتكابها تلك الجرائم من وجهة نظرها، بخلاف حزب الإصلاح الذي لم يقر بما ارتكبه من جرائم بحق أبناء الشمال سابقاً وبحق أبناء الجنوب حالياً بل أصرّ ولا زال يصرُّ على الكذب وأنه الضحية وليس الجلاد مع أن حقيقة جرائمه في الجنوب واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار وكان آخر الكذب الإصلاحي والتدليس وتزييف الحقيقة هي حين سمح لأفراده وعناصره أن يقدموا أنفسهم أمام بعثة تقصي الحقائق التي زارت الجنوب على أنهم ضحايا للحراك السلمي الجنوبي في يوم الكرامة 21/ فباير/ 2013م مع أنهم في حقيقة الأمر هم من قتل أبناء الجنوب في ذلك اليوم الدامي فهم من كان يملك السلاح والقوة وذلك باعتراف أطراف شمالية أخرى بل وبإعتراف الشرفاء من داخل هذا الحزب ذاته من أبناء الجنوب، فطبقوا بذلك مقولة ضربني وبكى وسبقني واشتكى بحذافيرها.
إنّ هذا الحزب يخسر يوماً عن يوم الكثير من سمعته وعناصره والسبب في ذلك حقده على شعب الجنوب وكراهيته له ولحراكه السلمي تلك السلمية التي أعمت على حزب الإصلاح بصيرته قبل بصره، فسعى جاهداً لتشويه تلك السلمية التي أتخذها أبناء الجنوب وسيلة للوصول إلى غايتهم في استعادة دولتهم وهويتهم الجنوبية واستمر هذا الحزب في نهج إلصاق التهم للنيل من الجنوب وحراكه السلمي فرد الله كيده وتدبيره في نحره، فتاره يخرج لنا هذا الحزب بفرية أن الحراك مسلح وذات مرة قال إن السفينة المحملة بالأسلحة التي أوقفت في المكلا هي تابعة للحراك وأتضح بعد ذلك أنها تتبع العراق وقبلها السفينة التي كانت تحمل أسلحة وأتضح أيضاً أن من كان عليها من الأفراد هم من أنصار الحوثي وأن لا علاقة للحراك السلمي الجنوبي بكل ذلك.
أخيراً أقول لأن هذا الحزب لم يكن صادقاً مع الله فيما يدعيه فالله يفضحه ويخزيه على الملاء، لأنه أتخذ الدين شعاراً وهو ليس أهلاً له فلا الكذب ولا القتل ولا أخذ أموال الناس من الدين إلى درجة قلت لنفسي لو أن الإصلاح يغير شعاره فيتخذ شعاراً وهو: "أكذب واقتل ونهب حتى تكون إصلاحياً"