الخميس ، ٢٥ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٧:٤٩ مساءً

حراك ناري ..

خالد الصرابي
الاربعاء ، ٢٠ مارس ٢٠١٣ الساعة ٠٤:١٨ صباحاً

دائما ما ينتاب الجميع خوف شديد تحسبا لانعكاس النتائج المرجوة لامال وتطلعات تم تحديدها صوب مسار معين . في السابق سعت الطبقات البرجوازية في بلادنا الى سحق طبقات اخرى تعيش حالة فقر مدقع معتقدين بأن الامن والسلام يكمن في قطع ارزاق الفقراء من الباعة المتجولين وسائقي الدراجات النارية . فشكل ذلك التعسف حالة من الفوضى العارمة تخللتها العديد من المسيرات التظاهرية وبشدة ضد اسلوب توقفها عن عمل يعول خلفة الكثير من الاسر مما جعل تلك الفئة تفكر لمرات ومرات بتشكيلها حراك يضمن حقها في العيش فكل حدث في البلاد تتحمل نتائجة هذه الشريحة وكأنها ليست منا رغم امتثالها لجميع الطلبات منها الخضوع للجمارك مع اننا البلد الوحيد في العالم يدخل الدراجات النارية الجمرك ..اليوم يتكرر الفعل والحدث نفسه لتعود معه تلك المشاهد المؤلمة التي لم نرى مثلها سوى في دول اغتصب ارضها الاحتلال الغاشم .لعل الجميع ينتظر نتائج مؤتمر الحوار الوطني بفارغ الصبر ولكنه حتما سيتحول في اذهان هذه الشريحة الى كابوس يؤرقها فما ان بدأت اولى جلساته حتى شهدت حوار من نوع تعسفي . لاينكر احد بأن هناك من شوه بعمل الدراجات النارية من خلال العمليات الاجرامية التي تمت مؤخرا من على متنها ولكن لايعني ذلك تحمل البقية ثقل هذه المسؤلية وعواقبها الوخيمة دون تقبل حقيقة السبب الكامن خلف الانفلات الامني الذي تشهده البلاد, وبدلا من تعزيزة وتمكنه من السيطرة الكاملة تم الاكتفاء بسحب الدراجات النارية وايقافها عن العمل كوسيلة خدمية في المواصلات وفتح باب لابتزاز اموالهم التي جمعت بعناء شديد .فهل تسعى الحكومة عبر مؤتمر الحوار الى حل كافة القضايا الانسانية ام انها ومن خلال العجز الامني تتسبب في خلق حراك جديد لشريحة ليست قليلة في مجتمعنا . ما شدني للتطرق لموضوع كهذا هو احد المواقف المؤلمة التي شاهدت فيها رجال الامن وهم ينهالون ضربا على احد سائقي الدراجات النارية وهو رجل متوسط السن ,والاكثر الما حين اكتشفت بانه متقاعد بعد خدمة في صفوف القوات المسلحة لمدة 35عام . بالفعل انها مكافئة مجزية مقابل تلك الاعوام التي قضاها في السهول والجبال والصحاري في سبيل خدمة هذا الوطن !!لااعرف لماذا يسعى البعض منا الى زراعة الالغام في طريق بناء المستقبل !!لن ننجح مالم تكن الاشياء التي يعتقد بأنها طفيفة هي نقطة البداية !!!.