الاربعاء ، ٢٤ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٨:٠٤ مساءً

حديث السفير البريطاني

احلام القصاب
الأحد ، ٢٤ مارس ٢٠١٣ الساعة ٠٧:٥٩ صباحاً
طالعتنا إحدى المواقع الإخبارية بمقابلة اُجريت مع سعادة السفير البريطاني الذي كعادة البريطانيين يذكرك بتوصيف كل المآسي التي تعايشها توصيفاً دقيقاً وكأن الشعب اليمني غير ملم بما يحدث وهو من يكابد نتائج المماحكات وسياسات الثأر بين الخصوم على حساب استقراره المعيشي والامني دون أن يُتخذ اجراء حقيقي ازاء ما يعد انتهاك لبنود اتفاقية دولته (بريطانيا) إحدى الدول الراعية له او المُطالبة بتصحيح الاختلالات ، في بداية حديث سعادة السفير يبدي قلقه من التقارير التي تتحدث عن تدخلات الرئيس السابق الذي مُنح حصانة لفض الاشتباك بينه وبين الشعب الذي دام لأكثر من ثلاثين عام ثم يلحقها بعبارة أن ليس هناك من عداوة بين الرئيس السابق والمملكة المتحدة وكأنه يعطي الضوء الاخضر للرئيس بالاستمرار بالتدخل ، كان الاحرى به (السفير البريطاني) أن يوجه رسالة واضحة أن هذا التدخل يعد خرق لبنود اتفاقية انتقال السلطة الموقع بين المشترك (المتجاوز لثورة الشباب) وبين صالح الرئيس السابق بدل من خطاب التراخي الذي لا يخدم مرحلة حساسة تمر بها اليمن وبريطانيا إحدى الدول الراعية لاتفاقية نقل السلطة ، ثم ينتقل لنقطة اخرى ويتحدث سعادته عن عدم استغرابه للانسحابات من مؤتمر الحوار الوطني من قِبل البعض وكأن المسألة ليست تسجيل مواقف من قِبل المنسحبين للأخطاء التي رافقت اهم نقطة من نقاط اتفاقية انتقال السلطة بل قد تكون اكثرها حساسية على الجميع كون اي تجاوز فيها او فرض رؤية ما قد يؤدي لما لا يحمد عقباه ويفجر الاوضاع في عموم اليمن وكأن هذه الانسحابات لا تستوجب على القائمين على هذا المؤتمر دراسة اسبابها واعادة تصحيح الاختلالات التي حدثت اثناء الإعداد والتهيئة للحوار الوطني ، ثم ينتقل سعادته ليتحدث ويؤكد على ملاحظته أن هناك عائلات كثيرة في هذا الحوار ويستطرد مسترسلاً لكن هناك الكثير من المشاركين الذين سيعملون للوصول لما يرضي جميع الاطراف وكأن 25 مليون يمني لا يستحقون أن تقرر مصيرهم إلا هذه العائلات ، وكأن العملية ليست بناء دولة جديدة بل هو لقاء تعارف بين العائلات اليمنية ، كان على سعادة السفير البريطاني أن يطالب كإحدى الدول الراعية لاتفاقية انتقال السلطة بأن يكتفى بممثل واحد لكل عائلة من هذه العائلات (إن كان هناك ضرورة لمشاركتها) وأن هناك 25 مليون يمني فيه فئات مهمة احق بأن يشاركوا في هذا الحوار (عبر ممثلين حقيقين لهم) الذي تُرسم فيه ملامح الدولة الجديدة ، وهو ما يوحي للقارئ أن السفير البريطاني على علم بمخرجات الحوار التي قد يُفاجئ الجميع بما هو معد سلفاً وأن هذا الحوار مجرد تحصيل حاصل فوجود العائلات التي اقتطعت مقاعد من حق ابناء الشعب البالغ تعداده 25 مليون مواطن بفئاته المختلفة لا تعني شيء لسعادة السفير وبالتالي لن تقدم او تأخر في الامر شيء لأن الامر قد حسم مسبقاً فلا تشغلوا انفسكم كثيراً بهذا الموضوع ، إن تجاهل الرئيس هادي للمطالب التي يراها البعض ضرورة في تصحيح الاختلالات التي شابت مرحلة الاعداد والتهيئة للحوار لا يخدم الاهداف المرجوة من هكذا مؤتمر وبهذه التركيبة التي لا تمثل اصحاب الضرر الحقيقيون من سياسات النظام السابق ، واعتبار الرئيس هادي زيادة عدد المشاركين لن توقف السخط هذا المبرر لا يقنع احداً من ابناء الشعب وفئاته لأن الاصل أن تكون هناك مشاركة واسعة للجميع وأن لا تهمش فئة او تقصى من حقها في طرح وجهة نظرها في موضوع مهم لها ولمستقبل ابناءها وليسخط بعدها من يسخط المهم أن يجد الجميع الفرصة في حوار إعادة صياغة شكل الدولة ، وعلى الاحزاب المشاركة والتي بطبيعة الحال تدّعي أنها تمثل فئات من الشعب وإن كانت قد تجاوزت ثورة الشباب في توقيعها لاتفاقية انتقال السلطة عليها تدارك الخطأ وأن تطالب مطالبة حقيقية لا مواربة فيها بتصحيح الاختلالات والسماح لكل فئات الشعب التي تم تغييبها من الحوار بالمشاركة فيه وأن لا تكتفي بالانسحابات من مؤتمر الحوار الوطني حتى لا تكون جسراً يمرر عليه ما يرسم لليمن بعيداً عن الإرادة الشعبية ، إلا إذا اعتبرنا أن هذه الانسحابات تمت بالتنسيق المسبق مع (البعض) لغرض إظهار أن هذه الاطراف لن يكون لها يد في الترتيبات التي ستنتج عن مؤتمر الحوار الوطني بينما هي صاحبة اليد العليا في الترتيبات القادمة .