الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١٢:٠٢ مساءً

هزلية المجتمع الدولي

إبراهيم القيسي
الاثنين ، ٢٥ مارس ٢٠١٣ الساعة ٠١:٠٩ صباحاً
الأسرة الدولية التي تعيش في عش بلدي مصنوع من بساطة الدماء العربية الرخيصة ومنسوج من ألم المعاناة للمستضعفين الذين يكتوون بسلاح المتصدق الزاهد الروسي أو بطائرات المتدخل الأمريكي الذي جعل من نفسه متطوعا عاما لحماية الحقوق الإنسانية والذي لا يبخل أبدا بدعم السامي الإسرائيلي كونه السيد الذي يستحق البقاء في وطن الشرق الأوسط المشتعل بنار الفتنة السياسية الشاملة ولذا كان من الواجب على الدول الراعية للسلام العالمي غرس مبدأ الاعتراف بإسرائيل كقوة عظمى لتكون سفيرا ناجحا في حفظ أمن واستقرار وطن الشرق الأوسط .

ومن المبادئ الخلاقة التي قام عليها هذا المجلس الموقر حق المنع "الفيتو" من إصدار أي قرار يضر بحلفاء الدول الكبرى ولذا جرت العادة على اعتراض أي قرار يؤثر سلبا على أي اتجاه من اتجاهات السياسة الدولية على مبدأ اعترضني في حال وأعترضك في حال آخر وهكذا يستمر الأمر دواليك أعطني وأعطيك من أجل تبادل الأدوار لتكتمل اللعبة الدولية في شكل عروض درامية مضحكة تتابع حلقاتها التراجيدية على مسرح هذا المجتمع الدولي من أجل تسلية فكاهية متناغمة ينعم بها كبار السادة في هذا المجلس الإستقراطي الموقر .

ومن العجب ما نراه من تبعية مقيتة من ممثلي الدول العربية والإسلامية حيث تحولوا إلى مهرجين وخدام يقدمون طقوس الطاعة للأسياد في تفان قل نظيره وجعلوا من أنفسهم سدنة ومبرمجين لجعل أوطانهم ترزح تحت ذل العبودية تسترزق من الغرب فتات العيش في صورة تحكي مأساة تمتد رقعتها على مساحة واسعة اسمها الوطن العربي حيث قد جيرت كل الثروات بقرار سيادي لتتحول إلى مركزية الدول المانحة والتي بدورها تدرس أوضاع هذه الأوطان كوصي أهل للإشراف على هؤلاء الأيتام الذي يبلغ عددهم إلى ملياري يتيم قد حولت ثوراتهم إلى مركزية الدول الكبرى تحت رعاية أممية مطلقة بتصرف مطلق في كل الشئون الداخلية والخارجية والغريب في الأمر كون هذه الوصاية ليس لها مدة محددة تنتهي فيها وترد الحقوق إلى أهلها بل ممتدة مع عمر الإنسان إلى الموت .

ومن المضحك المبكي وقوف هؤلاء المساكين في طوابير طويلة تمد الأيدي إلى أوصيائها الظلمة في مظهر يستعطف كل مظاهر الشفقة والرحمة حيث يبخل عليهم بأدنى ما تقوم به حياتهم من مأكل ومشرب وصحة ودواء وبيت ومسكن وحماية ورعاية وتراهم وهم يسفحون دموع الأسى على سفوح مجدهم في صورة جماعية قد استدعت كل ملاحم الذل والجبن والخضوع وليس الأمر يتوقف عند هذه الحالة الشائنة بل هناك ما هو أدهى وأفظع من هذا كله كونهم يتآمرون على ذواتهم ويستدعون خصومهم ويستظهرون بهم على بعضهم البعض في شكل عبثي يحكي مراحل الأحوال المؤلمة التي وصلوا إليها .

ونتيجة للصراع الاستراتيجي السائد بين هؤلاء المغلوبين على أمرهم استغل الوصي الخائن حالهم الشائن فبذر بينهم نار الفرقة والخلاف من أجل أن يظل الحكم العدل والمرجعية الشاملة لحل خلافاتهم والاحتفاظ بثرواتهم في مؤسساته وبنوكه بعيدا عن بنيتهم الاقتصادية حتى يتسنى له فك الشجار وتقسيم العقار وفك الارتباط واسترضاء جميع الأطراف حتى ولو أعطى كل واحد منهم دولة كونفدرالية يدير كل مؤسساتها بنفسه حتى تصل أوطان هؤلاء إلى ملياري دولة وكل شيء بحسابه ومن اعتدى على الآخر فعليه عقابه.