الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٧:٤٥ صباحاً

الإيمان بأي قضية ..يُعد المدخل الحقيقي للاعتراف بها!

د. علي مهيوب العسلي
الاثنين ، ٢٥ مارس ٢٠١٣ الساعة ١٢:١٠ مساءً
المتتبع للمشهد السياسي اليمني يلحظ بوضوح أن إخواننا الجنوبين قد تمكنوا من جعل كل الأخرين يُقرون بالاعتراف بقضيتهم بسبب نضالهم ، والذي دام أكثر من خمس سنوات ، جعل حتى الانتهازيين الذين شاركوا مع النظام السابق في ظلم إخواننا في المحافظات الجنوبية من أبناء جلدتهم يعودون لتبني تقرير المصير !
ونحن نتابع جلسات الحوار الخطابية فإننا لا نجد جنوبي من طراز مسؤول كبير إلا وتكلم عن تقرير المصير للجنوب!؛ ومن أي مشرب سياسي أتى سواء من المؤتمر أو الاشتراكي .. الخ !؛
فقد ذهب الخوف عندهم ، ولم تعد "خينا" لها محل في قاموسهم !
بينما أبناء تعز الذين مازالوا عند لفظة "شقلوا" ولم نرى إلا اثنين فقط هما الأخ محمد مقبل الحميري والشاب الثائر عفيف المسني اللذين تكلما عن تعز ولكن باستحياء !
نعم ! ربَّ من قائل من أن عدد أبناء تعز هو كبير!؛ وهذا صحيح بحكم الكثافة السكانية ،لكن تعز الثائرة لم تُمثل سوى بواحدة فقط من ساحة الحرية من شباب الثورة المستقلين!
إن هذا الغثاء التعزي الموجود في الحوار الوطني ،والذين يتصدّرون وبقوة الدفاع عن قضايا الأخرين بالرغم من أن الأخرين لا يتكلمون إلا عن قضيتهم وقضيتهم فقط !
هل يمكن أن نراهن على إخواننا من أبناء تعز عن رفع الصوت على الأقل ضد التهميش والاقصاء الممارس ضد هذه المحافظة الثائرة منذ زمن ليس بالقصير، والتي دوما ما قصرت في خدمة اليمن وتضحي على حساب أبنائها وحقوقها في سبيل رفعة اليمن والحفاظ على وحدته الوطنية وتعميق الوعي بأهمية تماسك النسيج الاجتماعي على مستوى الوطن اليمني كله ،ولقد أعطت تعز الدروس العملية في الإيثار والتمدُّن والالتزام بالقانون ، فهي دوما تعطي أكثر مما تأخذ! ؛ فيا أبناء تعز المتواجدين في الحوار الوطني ألا تتعّلمون من زملائكم وترفعون الصوت في المطالبة بانتقال المواطن اليمني وبخاصة أبناء تعز من الرّعِية إلى المواطنة ولا شيء غير المواطنة المتساوية والتوزيع العادل للثروة والسلطة !
فهل أنتم فاعلون ! ؛ إننا لكم مراقبون؟! ؛ فإن فعلتم فإننا لكم مؤيدون ! ؛ وإن لم تفعلوا فإننا لتقصيركم نحن عاتبون!