الاربعاء ، ٢٤ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٥:٣٤ صباحاً

اليمن في قلب المعركة

عمرو محمد الرياشي
الثلاثاء ، ٢٦ مارس ٢٠١٣ الساعة ٠١:٤٠ مساءً
شريحه كبيره من ابناء اليمن إعتقد ان ثورة التغيير ستقطف ثمار نجاحها بمجرد ازاحة المخلوع من سدة الحكم لكن الحقيقة التي ذكرناها في مقالات سابقه ان ازاحة المخلوع من الحكم ليس سوى مجرد اول خطوة في مشوار الألف ميل نحو التغيير الحقيقي في اليمن .

معركة صراع التصحيح في اليمن قد بدءت بإقامت الحوار الوطني الذي راهن الكثيرون على عدم حدوثه وزرعوا الكثير من العراقيل حتى لا يرى النور الذي من شأنه يضيء الطريق لمختلف القوى السياسيه ويكسر الجمود السياسي الذي حدث بعد ازاحة نظام علي صالح الذي أحبط وحطم طموح اليمنيين في بناء دوله يستقروا في كنفها بعد ان استفذ نظام صالح خزينته من الكذب والوعود في إقامة دولة ونظام يحفظ لليمنيين ما بقي من ماء الوجه .

نعم هناك بعض الاخطاء والقصور في عملية الحوار الوطني والإعداد لها وكم كنا نتمنى أن يسبق الحوار بعض القرارات لمعالجة المتضررين والذين مازالت دماءهم متناثرة في الشوارع وعشرات الألاف إن لم يتجاوزا مئات الألاف الذين ذهبوا ضحيه للاحداث السابقه لمغامرات النظام في جنوب اليمن وشماله .

لا تزال جراح وألام المصابين في مسامعنا وحاضرة لدينا ... تلك الأهات وأنين الجرحى والثكالى وقرصات الجوع والحاجه والعوز وعدم الاستقرار مازالت هي المسيطره على الموقف في اليمن ومع هذا المشهد الأليم والمحزن .... هناك من ابناء اليمن العمالقه وابناء العمالقة الذين يناضلون بالرغم من الصعاب والأخطاء لمصارعة بعض القوى التي أمتلئت حقدا و انحرفت عن قيمها ووطنيتها واصبحت تنافس الحركات النازيه والفاشيه في عنصريتها.

تظل دماء الشهداء و دموع المظلومين من ابناء اليمن دافعا وسراجا منيرا لمعركة طريق البناء والحوار لترسيخ مباديء الوطنيه والهويه اليمنيه تحت نبراس العدالة وإنصاف كل المظلومين في اليمن .

الذين يناضلون من اجل احياء سنن العداله والحريه تلك هي سنن الجبارين فرسان اليمن وأبناءه المخلصين الغيورين على وطنهم .

بالمقابل نرى أن هناك من اليمنيين من لم يصمد وفقد مناعته وولاءه لهويته اليمنيه لكثرة التعقيدات والإخفاقات السياسية حتى نسوا أنهم يمنيين وأنكروا تاريخهم وجعلوا من فكرهم المسخ والمشوه ذلك الفكر المنسلخ عن النسيج اليمني ليظل وطننا اليمن لقمة سائغة في أيادي العملاء والمرتزقه لتعصف باليمن نار الفتنة ويستوقد بها الأعداء ومن أرادو باليمن سوءاً .

من تلوثت افكارهم وصلبوا حب اليمن لا يختلفون كثيرا عن أعداء اليمن فهم من جعلوا من انفسهم وقودا لإستمرار الظلم والحرمان تحت مظلة عصبة من العملاء المجرمين وجعلوا من صيف اليمن برداً وشتاءها حر وحبيس التبعيه الخارجيه متلقيا الأوامر والنواهي من الأخرين .

ولذا لا شك إن إنتهاء زمن العواصف والإخفاقات في اليمن أضحت تهدد بقائهم واستمرار كيانهم الإجرامي في اليمن ..... نعم لم تكتمل اهداف ثورة التغيير وهي تصارع للبقاء في قلب المعركة ولكن هناك في اليمن من يصنع المعجزه ليعجز أعداء اليمن عن النيل منه ورصيد اليمن التاريخي مليء بالمعجزات .

أخيرا ....... الكثير منا يخوله مزيجا من اليأس والأمل بخصوص الحوار الوطني وبالرغم من بعض الأخطاء والقصور الا انه لا يوجد سبيل سوى التحرك إلى الأمام والوصول الى اقرب نقطه مشتركه يلتقي فيها الجميع لخلق الاستقرار في اليمن والتسامي فوق المشاريع الضيقه من أجل النهوض باليمن من مستنقع الصراعات والخروج من نفق التبعيه و التخلف الاقتصادي والاجتماعي . ولا ننسى ان هناك تحدي أمني حقيقي يتربص بنجاح الحوار ولهذا يجب على الجهات الأمنيه ان تغير في استراتيجية الخطه الامنيه والذي يجب ان لا نغفله ان جهاز الداخليه اليمنيه مازال مخترق اسوة بالمؤسسة العسكريه من قبل بقايا النظام .