الاربعاء ، ٢٤ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٨:٣٥ صباحاً

الى زملائي .. متى تثورون .

عصام مصلح مهدي
الاربعاء ، ٢٧ مارس ٢٠١٣ الساعة ٠٣:٥٧ صباحاً

ربما تكونوا قد سمعتم بثورة المؤسسات ، في العديد من المرافق ، في البنك المركزي ، في وزارة المالية ، في مصنع الغزل والنسيج ، في مواني البحر الأحمر ، في شركة النفط اليمنية ، الكثير من هذه المرافق ، يتقاضى الموظفون الثائرون فيها ضعف أو أضعاف ما يتقاضاه الموظف في مصلحة الضرائب ، وخاصة زملاؤنا في مكتب ضرائب الأمانة ، ولكن للأسف حتى الآن لم نشهد ثورة حقيقية في مصلحة الضرائب ، فلماذا ؟ هل رضيتم بإذلالكم ، أم أنكم قد يأستم من محاولات انتزاع حقوقكم ، حقكم في العيش الكريم ، حقكم في الاحترام المجتمعي ، حقكم في التعبير ، حقكم في الحرية ، حقكم في المساواة والعدالة في الحقوق المادية والمعنوية ، حقكم في التأمين الصحي الشامل لكافة أفراد أسركم التي تعولون ، حقكم في التقاعد المحترم ومكافأة نهاية الخدمة ، حقكم في التكريم إن أحسنتم ، حقكم في محاسبة من يسيء إليكم ويشوه بسمعتكم ثم يختص نفسه وشلته بحقوقكم .
قد سمعتم ما حصل لي من عقاب غير قانوني بنقلي وطردي من الوحدة التنفيذية للضرائب على كبار المكلفين ، وتفاصيل المؤامرة أكبر من ذلك ، فهم اليوم يريدون إسكات صوتي وصوت كل حرٍ نادى أو تجرأ على طلب حقوقه وحقوق زملائه ، ولقد أحرجهم كثيراً ما قمت به في الآونة الأخيرة من رفع مطالب الموظفين وجمع التوقيعات عليها ، بإعادة وقت الحضور في الدوام الرسمي حتى الساعة التاسعة طبقاً للقانون ، وكذا المطلب الثاني بالكف عن الاستقطاعات غير القانونية من الحوافز الشهرية ، وهذا هو السبب الرئيسي ، بالإضافة إلى مقال الديوان الأخضر وغيرها من الأسباب التي تتعلق بهم وقد تم تهديدي عبر رسائل مبطنة بالحبس وربما يتم تهديدي فيما بعد بأكبر من ذلك ، إن لم أتراجع عن مقالتي السابقة (الديوان الأخضر وطبقة النبلاء ) ومن ثم الاعتذار وإذلالي الذي لن ينتهي ، وذلك ليجعلوا مني عبرة لكل من سيأتي بعدي ليتجرأ عليهم ويطلب حقوقه وحقوق زملائه كما فعلوا ذلك بزملاءٍ سابقين لي فتم محاربتهم وإقصائهم وتكالب النبلاء عليهم حتى صاروا خبراً بعد عين ، ربما كان طريقي للوصول إلى المنصب الذي أريد أو أن أكون أحد هؤلاء النبلاء أقصر بكثير لو لم أكن أؤمن بالمبادئ التي أحملها . ولكني فضلت أن أكون كذلك ، وأن أتحمل وأواجه وحدي ومتوكلاً على الله - كل ما قاموا به من إساءات وما سيقومون به ، لن أتراجع عن مواقفي ولن أعتذر لطبقة النبلاء واللوبي الذي تخدمه طبقة النبلاء مهما كانت نتائج ذلك ، وسأستمر في طريقي حتى النهاية لأني أؤمن بالله وأؤمن بأننا نعيش في زمن الربيع العربي زمن الشعوب العربية ، زمن الشعوب التي تقهر الطغاة وتسحقهم ، لقد حاولوا إقناعي ، ببعض السخافات ، كقولهم " لماذا تثور وحدك ، ولماذا أنت وحدك من يواجه ، إنتظر حتى يثور الباقين وليكونوا أمامك ولا يجعلوك أنت في المقدمة لتكون وحدك في المواجهة " سمعت مثل هذا الكلام وأكثر من الكثيرين ، لكني لا أؤمن بتلك السخافات .وما أؤمن به هو أننا يجب أن نثور حتى ولو وكنت وحدي فسوف أثور ، لن أنتظر حتى يثور الجميع ويجب أن يعلم الجميع أننا إذا ظل كل واحد منا ينتظر البقية حتى يثوروا فسوف يستمر الظالمون في طغيانهم ، قد أكون الضحية الوحيدة اليوم ، ولكني لن أكون بالتأكيد الضحية الأخيرة . ولكن أكون آخر الثائرين .
أدعوكم اليوم أنا وزملائي في لجنة الناشطين في مصلحة الضرائب - إلى أن تثوروا على الطغاة ، من أجلكم ومن أجل حقوقكم ، من أجل أبنائكم ، من أجل مستقبل أجيالٍ ستأتي بعدكم ، يجب أن نمهد الطريق لهم كي لا يعيشوا ما عشناه ، لأنهم لو عاشوا ما نعيشه اليوم ، فلن تنهض الأمة ، وأعرف أنكم ستلبون هذا النداء ولو بعد حين . لن يذهب هذا النداء عبثاً ، فلقد قالها شاعرنا الكبير الأستاذ البردوني أحد دعاة الثورة في قصيدته عتاب ووعيد .
غداً سوف تعرفني من أنا ،، ويسلبك النبل من نبّــلك
غدا لا تقل تبت : لا تعتذر تحسّر وقف من هنا مأملك
و لا : لا تقل : أين منّي غدٌ ؟ فلا لم تسمّر يداك الفلك
غدا لن أصفّق لركب الظلام سأهتف : يا فجر : ما أجملك !
وأخيراً أذكر بقول الله عز وجل ( لن يغير الله ما بقومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم ) صدق الله العظيم