الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١١:١٦ صباحاً

قبل أن تكون قدوة للآخرين ..كن قدوة لنفسك

خليل احمد قاسم
الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠١٣ الساعة ٠٩:١٦ صباحاً

أعجب أحياناً من الكثيرين، و العجب قضية حياتي حقيقة، و هذا أمر خارج عن إرادتي، عندما أنظر إلى الأربع سنوات الأخيرة، أجد نفسي قد قضيتها أكتب، أكثر هواياتي توهجاً، و التي أمارسها باستمرار هي الكتابة، منذ ما يزيد عن أربع سنوات، ليس شيئاً عرفته اليوم أو أمس، هي هواية قديمة لم تضمحل مع الوقت ربما بسبب قربها من قلبي، أو ربما لأنها الأمر الوحيد الذي أجيده، هل أنا سيء أم جيد هذه متروكة لحكم و ذائقة من يقرأ.

أعجب من حال البعض الذي لا يجيد أي شيء في حياته، أحياناً تجده لا شيء، تقريباً لا شيء، ثم تجده بعد ذلك خبيث الطباع سيء العشرة، و ليته اكتفى بذلك، بل سبحان من خلقه، تحول ناصحاً للبشر!

لا تجوز لي و لا لغيري محاسبة أحد، في شخصه، هو حرّ، و لكن من يقول أشياء و يفعل نقيضها فكأنما يوبخ نفسه، لا أقصد من يكتب فبالطبع أعرف و لله الحمد أن الكاتب إما أن يكون مفكراً أو روائياً أو ساخراً بغير أن يحتقر أو يسيء إلى انسانية أحد سواء بالسخرية من خِلقتهم، أو خُلقهم ( عاداتهم و تقاليدهم ، إلا ما يمسه من ضرر بسبب عادات و تقاليد معينة، حينها يحق له أن يجهر بالسوء لأنه ظُلِم ) ، أو أن يكون شاعراً حينها ربما سنستمتع معه حتى لو قام بهجاء أحد، من باب أن الجمال في أسلوبه و تصويره الفني قد يطغى على قبح المضمون.

لا أقصد من يكتب، و يحاول أن ينمي موهبته، و يمرّس قلمه بالنقد، فقد يخطئ مرة و مرتين و ثلاث في طريقته، و قد يتجاوز الذوق أحياناً مع الحماس، و لكن أقصد من كان تمره حشف، ثم يسيء الكيل.

ثم يعظ الناس و يطلب منهم الوزن بالعدل!

قبل أن تكون قدوة للآخرين، ناصحاً لهم و ناقداً حالهم، كن قدوة لنفسك، قبل أن تدّعي أنك متسامح و تدعو للتسامح، اعتذر و لو بشكل عام لكل من جرحتهم أو أسأت إليهم، ثم سنقبل دعوتك للتسامح.

لكن أن تقول عن نفسك أنك قدوة لدرجة أن تنتقد غيرك!
ثم تغفل عن إصلاح نفسك!
من العدل أن تكون قدوة لنفسك، إذا بدأت نفسك باتباع مبادئك، تأكد أننا كلنا سنساق وراءك، أما إذا كانت نفسك نفسها تأنف و تعف عن اتباعك، فكيف تطالبنا باتباعك، عذراً كيف تطالبنا حتى بالتوقف للاستماع!