الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١٢:٤٢ مساءً

في النفس شيء من قتل عبد العزيز عبد الغني

عبدالرحمن محمد أحمد الحطامي
الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠١٣ الساعة ٠١:٢١ مساءً

في النفس شيء . . من قتل عبد العزيز عبد الغني
أثير إثر إعلان موت عبد العزيز عبد الغني رئيس المجلس الاستشاري وقد كان من جملة من أصيبوا في حادث دار الرئاسة في انفجار هو الآخر يثير جدلا وغموضا عن ملابسات هذا الانفجار الذي تواطأ علي إخفاء حقائقه الداخل والخارج وكأنه قرحة طماش لصبية قصر توافق الجميع على التغاضي عنه حفاظا على نفسية الصبية واكتفوا بتقريعهم في خلسة من كبار القوم في غرفة مغلقة التزم خلالها الصبية بعدم تكرار هذا السلوك مستقبلا !!

حرصت المملكة السعودية أن تعيد المصابين في هذا الانفجار القوي المدمر الذي أجمع على إدانته بشدة جميع الأطراف كما أجمعوا على فظاعته والتشكيك في عودة المصابين أحياء إلا البعض منهم وبالأخص علي صالح المخلوع وتناقلت بعض وسائل الإعلام موته إثر الحادث والتشكيك في خطابه المقتضب بعد ساعات من إصابته للتدليل على بقاءه حياً ، حرصت السعودية مشكورة على بذل طاقاتها الطبية بتعاون الأمريكان ولا شك لإعادة إنتاجهم إن صح التعبير وبدت حينها أمام شباب الساحات الذين كانوا يأملون ذهاب المخلوع بلا رجعة وينتظرون إعلان موته متأثرا بجراحاته حتى تستكمل ثورتهم أهدافها في إعادة بناء دولتهم المدنية التي لا يمكن بناءها ما دام المخلوع يتمسك بالسلطة ويحرض مواليه وأنصاره عليهم وعلى مواصلة العبث بالمال العام والنهب والفساد والإفساد ، لقد بدا لثوار الساحات يوم ظهور المخلوع لأول مرة من أرض الرياض وهو يتكلم ولا تزال نبرات التحدي تلوكها لسانه أن السعودية لا تريد للمخلوع أن يذهب هكذا دونما أن توافيه حقه وتكافئه على خدماته الجليلة التي قدمها مجانية أو بأرخص الأثمان طيلة فترة حكمه وأنها أي السعودية تراهن على بقائه أو تحقيق بعضا من المكاسب مقابل تخليها عن المخلوع إذا لم تفلح محاولات إجهاض الثورة تحت ضربات معاول الهزات والصدمات النفسية التي مورست على ثوار الساحات إعلامياً وسياسياً وأمنياً واقتصادياً ولعلهم كانوا يتوقعون ويراهنون استياءً شعبياً يقود إلى ثورة شعبية مضادة تنهي ثورة الساحات وتنهي المطالبة بتغيير النظام ، ولقد كان لظهوره في المرة الأولى بتلك الصورة المحترقة المهترءة دعماً مقصوداً فيما يبدو وكأنه قياساً لمدى التأثير السلبي أو الإيجابي على أنصاره حين يرونه بهذه الصورة المعبرة على انتهائه كرجل دولة وأظنها إرادة دولية بامتياز فلما أجاد أزلامه فهم الرسالة وعبَروا بطريقتهم الهمجية عن فرحتهم بظهوره وقبولهم به على أي وضع كان ويكون أحدثوا فيه من الإصلاحات والتجميل ما أذهل الجميع وأظهروه في اليوم أو اليومين التاليين بأحسن مما أظهروه مسبقاً ، المهم عاد جميع المصابين أحياء وذهب عبد العزيز عبد الغني إلى مثواه الأخير !

المحير في الأمر أن الأنباء كانت تحكي عن سلامته وأن إصابته هي الأقل من بين المصابين ، فهل تم اتخاذ قرارٍ بالتخلص منه ؟ ولماذا ؟ يقول من يذهب إلى ترجيح تصفيته أنه الصندوق الأسود للمخلوع وأنه كان شريكاً أساسياً في تصفية الحمدي ، والبعض يرجح أن بجانب ما سبق أظهر الرجل رغبته في إنهاء هذه الأحداث وقبوله بالمبادرة الخليجية التي تعطيهم الحصانة وتنهي العاصفة التي مزقت البلاد وأضرت بالعباد فخشي المخلوع من أن يباغتهم بما يكرهونه فتم اتفاقهم على ترحيله ولكن إلى عالم غير عالمهم ، أتساءل ما الذي يمنع الجهات والمؤسسات الدولية التي تتغنى بحرية الإعلام والصحافة وحرية امتلاك المعلومة من النبش وراء حادثة دار الرئاسة والتنافس على إبراز نتائج التحقيقات التي جمعت الأدلة وبيدها الخيوط التي تشير إلى الفاعل والمدبر ويثيرون التساؤلات المشروعة لماذا لا تعلن نتائج التحقيقات ما الدوافع المانعة لذلك ؟

أين الجهات الدولية التي تعني بهذه الجرائم أليس كل من أصيب في هذا الحادث المؤلم والخطير من حقهم معرفة الجناة ولماذا تم استهدافهم ؟ ! وأن لهم الحق في مطالبتهم بالقصاص ممن اعتدى عليهم ! إنني لا أستبعد إذا ما نجح الحوار الوطني أن يتم تصفية كل من بيده ما يدين به وحوش المرحلة السابقة ممن تلطخت أيديهم بطريقة أو بأخرى من سياسيين أو أمنيين وعسكريين على غرار التخلص من مدراء الأمن السياسي وبعض رجالات وضباط الأمن القومي وبعض مشايخ القبائل هنا وهناك الذين أولاهم الرئيس هادي وقلدهم بعض المناصب الإدارية في الأمن أو في الجيش فتم ويتم تصفيتهم بمسلحين يشتبه انتماءهم للقاعدة .. وهكذا ، إنني أدق ناقوس الخطر لأولئك المرتهنين للمخلوع ولا يزالون يؤكدون له ولاءهم تصريحاً أو عملاً أنهم في مرماه وأدوات التصفية جاهزة معدة ينتظر فقط التوقيت المناسب وساعة الصفر ، وأظن أنه في كلا الحالتين عودته لا سمح الله كما يشيع موالوه وأجهزته الإعلامية للسلطة عن طريق نجله إذا ما تم قبوله للترشيح لانتخابات الرئاسة عام 2014م أو تأكد له عقب الحوار الوطني الذي قد يثمر إجماع اليمنيين على إنهاء تاريخه الكارثي ، في كلا الحالتين هو لا ولن يحتاج إليهم وسيكونون ظلاً ثقيلاً وعبئاً عليه وبالتالي لا مفر من الاستغناء عنهم ولكن بطريقته المعتادة .